الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

اعرف بلدك.. تعرف على مدينة سانت كاترين

مدينة سانت كاترين
مدينة سانت كاترين - أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‎تعتبر مصر من أهم وأجمل البلاد سياحيًا ولذلك وضعت على قائمة أفضل المدن بالنسبة للسائح.
‎وتعرض "البوابة لايت"، فقرة "اعرف بلدك"، التي تتابع فيها أفضل الأماكن في مصر وفي كل محافظة لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية.
سانت كاترين:
مدينة سانت كاترين هي أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزًا، فهي أعلى الأماكن المأهولة في سيناء حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر في قلب جنوب سيناء على بعد 300 كم من قناة السويس، وتبلغ مساحتها 5130 كم مربع، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء وفي مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة. وهبها هذا الارتفاع مناخًا متميزًا معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، مما يعطي لها جمالًا خاصًا عندما تكسو الثلوج قمم الجبال وأرض المدينة. أُعلِنَت المنطقة محمية طبيعية لما لها من أهمية طبيعية وتاريخية ودينية. يعمل معظم سكان المدينة بأعمال الزراعة والرعي والخدمات السياحية.
تشتهر المدينة بالسياحة الدينية وسياحة السفاري وتسلق الجبال، ويوجد بها دير سانت كاترين وجبل موسى ومقام النبي هارون وغيرها من الآثار الدينية، وتعتبر أكبر محمية طبيعية في جمهورية مصر العربية من حيث المساحة.
تاريخ الدير:
يعود تاريخ دير القديسة كاترين إلى مطلع القرن الرابع أي قبل اعتراف الامبراطور الروماني قسطنطين رسميا بالدين المسيحي واعتناقه المسيحية. ذاع حينذاك صيت امرأة مسيحية من الإسكندرية اسمها كاترين اشتهرت بقدرتها على إحالة الكفار إلى الدين المسيحي. وحاولت سلطات الاسكندرية اقناعها بالتخلي عن رسالتها السامية، فرفضت، وحكم عليها بالاعدام. لكن جثمانها - كما قيل- اختفى بعد موتها وظهر على جبل سيناء. وقيل ايضا ان الملائكة هم الذين نقلوه الى هناك على اجنحتهم. وضعتها الكنيسة المسيحية في منزلة القديسين وانشأت دير على جبل سيناء تخليدا لذكراها. ومنذ ذلك الحين صار المسيحيون من العالم المسيحي كله يقومون بالحج الى دير القديسة. لكن الصعود الى الجبل الذي هو اعلى من جبل موسى بـ 400 متر كان محفوف بمخاطر. لذلك شهد القرن العاشر الميلادي انزال بقايا القديسة الى كنيسة مسيحية واقعة بالقرب من الجب حيث تم تشييد دير القديسة.
تعزو الأسفار الروسية أول حج قام به الروس إلى دير سيناء إلى الراهب أغريفيني الذي زار الدير عام 1370. وكان الحج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين وسيناء من روسيا في تلك الحقبة مأثرة حقيقية، وكان يستغرق سنوات. وبقي الكثير من الحجاج في الصحراء دون ان يعودوا الى الوطن. وقام زوسيما شماس كاتدرائية الثالوث والقديس سيرغي بضواحي موسكو عام 1419 بالحج الى سيناء. واستطاع العودة الى روسيا حيث اصدر كتابا اطلق عليه عنوان "رحالة" وكتب الرحالة الروسي يليسييف في كتابه "الطريق الى سيناء" عام 1881 انه لقي فلاحين روس مرتدين ازياء روسية تقليدية بقمصانهم الحمراء وجزماتهم الجلدية على شاطئ البحر الاحمر. وقال يليسييف ان ميزة الحجاج الروس هي البساطة الايمان بالله وامكاناتهم الشخصية وعدم المبالاة بالمصاعب والعقبات، الامر الذي اعجب المصريين كثيرا، لذلك لم يتعرضوا لاعتداءات أونهب في معظم الاحوال.
أعلن القياصرة الروس انفسهم بعد انهيار الإمبراطورية البيزنطية في القرن الخامس عشر الميلادي رعاة رئيسيين للدين الارثوذكسي المسيحي. وتحول دير القديسة كاترين في سيناء الى عنايتهم الخاصة، حتى اعلنت روسيا عام 1689 رسميا رعايتها للدير وذلك بسبب ان كاترينا تعتبر احدى القديسات الاكثر عبادة في روسيا.علما ان وسام القديسة كاترينا كان اعلى وسام يقلد للنساء الروسيات قبل عام 1917. وتخليدا لهذا الحدث تم تصنيع تابوت خاص لبقايا القديسة كاترين يحتفظ به لحد الآن في مذبح الكنيسة الارثوذكسية بدير السيناء.
وكان من المعتقد حتى زمن غير بعيد ان احدى الايقونات بريشة الرسام القديس اندريه روبليوف تحفظ في دير القديسة كاترين. واتضح في اواخر القرن العشرين ان اقدم ايقونة تحفظ في الدير يعود زمانها الى القرن السادس عشر فقط، علما ان الرسام القديس اندريه روبليوف كان يعيش في نهاية القرن الرابع عشر ومطلع القرن الخامس عشر. لكن دير سيناء كان قبل منتصف القرن التاسع عشر يمتلك تحفة نادرة جدا يمكن مقارنتها بتحف الفاتيكان وهي مخطوطة العهدين القديم والجديد باللغة الاغريقية القديمة الذيين يعود تاريخهما الى القرن الرابع الميلادي والذي عثر عليها في دير القديسة كاترين. وقد سلم رهبان الدير المخطوطة الى روسيا لدراستها شريطة ان تعاد فيما بعد الى الدير. لكن لم يكتب للمخطوطة العودة الى مكانها الاصلي لان روسيا لم ترغب في عليقة موسىاعادتها الى الدير. وبدأت المباحثات مع راعي الدير اسفرت عن توقيع اتفاقية اهداء المخطوطة التي اطلق عليها ميثاق سيناء لروسيا. وقد اصدر الامبراطور الروسي الكسندر الثاني عام 1869 مرسوما يقضي بمنح الدير لقاء ذلك مبلغ قدره 9 آلاف روبل روسي. وانفقت هذه الاموال لانشاء برج اجراس في الدير. لكن روسيا لم تعد تمتلك هذه المخطوطة بسبب ان الحكومة السوفيتية باعتها عام 1933 للمتحف البريطاني مقابل 100 ألف جنيه إسترليني.
جدير بالذكر ان الدير استطاع الاحتفاظ الى جانب تلك المخطوطة المقدسة بعدد كبير من الكتب والمخطوطات النادرة والقيمة جدا، وبينها مخطوطات قديمة باللغة الروسية يعود تاريخها الى القرنين السادس عشر والسابع عشر ومقطتفات من المخطوطات المسيحية باللغة الجورجية القديمة يعود تاريخها الى القرنين التاسع والعاشر الميلاديين.
وأخيرا فإن دير القديسة كاترين يشتهر بعلّيْقة موسى التي تذكر في العهد القديم والتي تنبت هنا داخل جدرانه بالقرب من جبل سيناء. وتجتذب عليقة موسى الحجاج من أنحاء العالم المسيحي كله الذين يحضرون الى الدير لعبادتها.
القيمة الأثرية:
يحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، ويقولون عنها أنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.
الدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره.
كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس. ويقوم على خدمة الدير بعض أفراد من البدو.
إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير ومسموح بالزيارة من الصباح الباكر وحتى الظهر بعد ذلك يغلق أبوابه أمام الزوار ليتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية.
يلتزم جميع السياح الغربيين وغيرهم بالاحتشام في الملبس عند دخول الدير، وتتوفر هناك أثواب فضفاضة يرتديها من أراد من الناس قبل دخولهم الدير.
المدخل الوحيد للدير كان باب صغير على ارتفاع 30 قدم، وقد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء، حيث كان الناس يرفعون ويدلون بصندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات. أما الآن فهناك باب صغير أسفل سور الدير.
محمية الدير:
تقع محمية سانت كاترين في نهاية ملتقى وادي الإسباعية مع وادي الأربعين على هضبة مرتفعة تحيطها ارتفاعات شاهقة تتمثل في عدة جبال متباينة الارتفاع هي جبل سانت كاترين أعلى قمة في مصر وجبل موسى وجبل الصفصافة وجبل الصناع وجبل البنات وجبل عباس، وتتميز هذه الجبال بميول حادة متموجة يصعب الصعود عليها بدون وجود مدقات محددة، تمتلك المحمية تراثًا حضاريًا فريدًا من نوعه يتمثل في دير سانت كاترين بمحتوياته المعمارية وكنوزه الفنية والأثرية، وبالجبال المقدسة حوله ذات الأهمية الدينية فضلًا عن بعض الآثار الدينية الأخرى مثل قبر النبي صالح وقبر هارون. أعلنت المنقطة محمية طبيعية عام 1988 وتبلغ مساحتها حوالي 4300 كم مربع، وتعد من أهم الملاجئ الطبيعية لمعظم النباتات النادرة التي تستوطن سيناء والتي تشمل شجر الزيتون والسموة والحبك والزعتر والشيح والعجرم والعتوم والبثيران والطرفة والسكران، وتكثر بها أيضًا الزراعات المثمرة والينابيع والآبار ذات الأهمية التاريخية مثل بئر الزيتونة وبئر هارون. تذخر المحمية بالعديد من أشكال الحياة البرية مثل الثعالب والضباع والتياتل والغزلان والوعول والأرانب البرية والذئاب والقنفذ العربي والفأر الشوكي والجربوع والزواحف مثل الطريشة، وكذلك أنواع شتى من الطيور أهمها اللقلق والنسر والصقر والعقاب والعوسق والشنار والقطا المتوج والقمري وبومة بتلر والقنبرة والأبلق والتمير والغراب والعصفور والنعار والدرسة.