الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس يتحدث عن ثلاث محطات للصوم الكبير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفلت كنيسة الشهيد مارجرجس بعين شمس، اليوم السبت، بتدشينها على يد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعد انتهاء أعمال تجديدها، وأزاح البابا الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لحدث التجديد والتدشين ثم بدأ طقس التدشين أعقبه القداس الإلهي.
وقال البابا إنه تم تشدين عدة مذابح على اسم الشهيد مارجرجس بالكنيسة، منها المذبح البحري الذي حمل اسم السيدة العذراء مريم ومريم المجدلية، والمذبح القبلي على اسم القديس مارمرقس الرسول، وتم تدشين أيقونات الكنيسة.
وقال البابا في عظته اليوم بالكنيسة: إننا في الصوم الكبير، وغدًا الأحد منتصف فترة الصوم، وفترة الصوم المقدسة لها ثلاث محطات، الأولى في يوم الرفاع والثانية في أحد النصف والثالثة في جمعة ختام الصوم. 
وعن المحطة الأولى وهي "أحد الرفاع" تعلمنا الكنيسة وتقدم لنا تدريبًا "ادخل مخدعك وأغلق فمك" أي يدخل الإنسان إلى قلبه وهذا هو مخدعه، ويغلق بابه الذي هو فمه عن الطعام والكلام، ففترة الصوم هي فترة روحية خاصة نرتفع فيها فوق كل متطلبات الجسد حتى وإن كان بالكلام، لنفرغ نفوسنا ويصير لنا حديث مع الله دائمًا. ففترة الصوم هي فترة شخصية فردية تقدم فيها الكنيسة وجبات روحية. فالصوم فترة تساعدنا أن نعيش في الحياة النٌسكية، وحياة الزهد والتقشف، فليس في ملكوت السموات أكلًا ولا شربًا، أي نتدرب على وجودنا في السماء، الأطعمة النباتية هي أطعمة الفردوس ففي الفردوس كان الطعام من الأشجار ونباتات الأرض. 
أما عن المحطة الثانية وهي "أحد النصف" الموافق غدًا، في قصة السامرية ولقاءها بالسيد المسيح ونقرأ كلمات "كل من يشرب من هذا الماء يعطش" كما قال لها السيد المسيح، فكل من يشرب من ماء العالم يعطش، لذلك نُسميه بحر هذا العالم الذي لا يروي، لن يقدم لك العالم شيئ يشبعك، ربما يشبعك قليلًا ولكن لن يشبعك مدى الحياة.
المحطة الأخير في الصوم هي "جمعة ختام الصوم" ونقرأ فيها الكلمات القاسية التي قالها السيد المسيح موجهها إلى أورشاليم كما ذكرها إنجيل متى 23: 37 «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!" وتأتي العبارة التالية أكثر صعوبة "هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا"، فالكلمات موجهة للنفس، والنفس هي أورشليم، فكم مرة تأتي الفرصة من السيد المسيح ويضيعها الإنسان، فأين هي توبتك ونقاوتك وإرادتك؟ 
لذا فترة الصوم هي أيام ثمينة فلا تتركها دون استفادة من كل ساعة فيها، اقرأوا في الكتاب المقدس، اجتهدوا في الأصوام النباتية والإنقطاعية، والكنيسة تعلمنا الأصوام والنغمات والألحان الكثيرة، وإن لم يكن لك أعمال رحمة واضحة في حياتك فاصنع أعمالًا رحمة في حياتك، فلا يكن قلبك حجر وكن رحيمًا، فطوبى للرحماء على المساكين.