الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المؤرخ محمد عفيفي: السلطنة العثمانية حصلت على بُعد ديني لإرهاب أوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة: إن التاريخ العثمانى ساهم فيه العرب وليس حكرًا على الأتراك، وما يقوم به أردوغان يعد سرقة للتاريخ، ثانيًا الخلافة العثمانية ونحن هنا أمام مأزق تاريخى كبير، فليس هناك مصدر عربى واحد حتى القرن التاسع عشر يقول إن العثمانيين تولوا الخلافة، وهذا الأمر قضية مختلف عليها بشكل كبير، وقصة أن الخليفة العباسى الذى كان مقيمًا فى مصر والذى أخذه السلطان سليم الأول عندما غزا مصر وعاد به إلى أسطنبول وتنازل له عن الخلافة، فهذه قصة غير موجودة فى المصادر العربية، والأكثر من ذلك أن السلاطين العثمانيين لم يكونوا يفضلون لقب الخليفة، وحتى فى المسلسلات والأفلام لا تجد أحدًا منهم يقول الخليفة وإنما يقولون السلطان؛ لأنهم كانوا يعتمدون على قوة السلاح وقوة الغزو، وبالعكس من الممكن أن يضعوا لقب السلطان الغازي، وكلمة غازى عندهم لها دلالة كبيرة جدًا قد تتخطى مكانة كلمة الفاتح مثلًا، رغم أن كلمة الغازى ربما تحمل معنى سيئًا فى اللغة العربية، ولكن فى اللغة التركية تحمل دلالة طيبة وتعد مدعاة للفخر.
وأضاف أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الأسبق في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": لا تفرقة فى اللغة العثمانية بين كلمة غازى وفاتح، ولا تفرقة بين كلمة ثورة وانقلاب، وكلمة انقلاب لديهم معناها ثورة، لذلك عندما تحدث ثورة يطلقون عليها كلمة «انقلاب»؛ لأن الكلمتين بنفس الدلالة لديهم ولا فرق بينهم، وهناك شكوك كثيرة حول حصولهم على الخلافة، والدليل أنه لا توجد مصادر عربية تقول إنهم أخذوا الخلافة، والمصادر العثمانية والتركية فقط هى ما تدعى ذلك، وحتى السلاطين العثمانيين أنفسهم لم يهتم أحد منهم أو يفتخر بلقب «الخليفة»، ولم يظهر توظيف سياسى للقب الخلافة إلا فى القرن التاسع عشر نتيجة الصراع مع أوروبا، وأنهم يحولون الحصول على بعد دينى من أجل إرهاب أوروبا، وأنهم زعماء الإسلام، والأغرب من ذلك أن لقب خليفة كان قد فقد كل بريقه وكل سلطاته من قبل العثمانيين، لدرجة أن المماليك جاءوا برجل من الأسرة العباسية بعد سقوط بغداد على يد المغول، ووضعوه فى مصر وقالوا له أنت الخليفة، وكان رجل «بركة»، لا سلطة له وإنما كانت السلطة للمماليك قبل أن يأتى العثمانيون بمئات السنين، وهذا الرجل كان يخرج فى الأعياد بالبيرق النبوي، وكان يخرج فى أيام الحروب ليعطى البركة للجنود، وهذا الرجل العباسى نفسه الذى نقله العثمانيون إلى أسطنبول، ولقب الخلافة فقد قيمته وبريقه القديم لدرجة أنه كان هناك أكثر من خليفة فى الوقت نفسه، فكان هناك خليفة فى الدولة العباسية ببغداد، وكان هناك خليفة فاطمى فى مصر، وخليفة أموى فى الأندلس.
وواصل صاحب كتاب "شبرا.. أسكندرية صغيرة في القاهرة: أيام العثمانيين كان سلطان المغرب يسمى نفسه بالخليفة، وفى الهند بعض الناس أطلقوا على أنفسهم لقب الخليفة، وهذا يُبين لنا أن لقب الخليفة فقد قيمته، والإحياء الكبير للقب الخليفة لم يظهر إلا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، نتيجة ضغوطات كبيرة على الدولة العثمانية، فالسلطان العثمانى أعاد إحياء لقب الخلافة بمفهومه القديم لإرهاب أوروبا من ناحية، ولتخويف روسيا من ناحية أخرى، لأنه كان هناك مسلمون فى الجمهوريات الإسلامية التابعة لروسيا، وبالتالى من الممكن أن يهدد روسيا بالجهاد وهنا يظهر تسييس الخلافة، والعمل على إحيائها لدوافع سياسية.