الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ليت حبيبًا يعود يومًا "أبوفانا" الناسك.. راهب الفقراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نيح الله نفس القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد والكلية الإكليريكية الحديثة المثال الحقيقى للشماس الكامل الذى لن نسمع ونرى ما يثبت أنه ارتدى طيلة حياته الروب الإكليريكى كطالب وأستاذ لعلم اللاهوت فى الكلية الإكليريكية ثم مديرًا لها وأصبحت سيرته العطرة نموذجًا حقيقًيا للخادم الوقور الأمين مدرسة يتعلم منها الكبير قبل الصغير فى زمن رأينا فيه كثيرًا من البدع الجديدة بكنائسنا القبطية خاصة فى بلاد المهجر بطلها قله من الشمامسة تمت ترقيتهم إلى رتبة شماس كامل (دياكون أو أرشيدياكون) بمعرفة أساقفاتهم أو بتوصية من الكهنة المقربين له دون تزكيتهم من شعب الكنيسة ويفوق عددهم عدد كهنة بعض كنائسهم.
ولكن الغريب علينا أن هؤلاء الشمامسة متكهنون يحلمون بالكهنوت مدمنو الظهور مع الأساقفة والكهنة فى المناسبات أطلقوا لحاهم وارتدوا الجلابيات السوداء على رؤوسهم قبعات سوداء مزركشة بالصلبان أثناء وجودهم بالكنائس وخارجها بالتزامن مع بدعة أخرى لبعض كهنة خلعوا عمائمهم وارتدوا قبعات سوداء بديلًا عنها أحيانًا مما أثار بلبلة وعدم التمييز بين شماس كامل وأب كاهن لدى شعب الكنيسة خاصة الأطفال أو شعوب الطوائف الأخرى وجعل البعض المخدوع فى ملابسهم يسرع لتقبيل أياديهم.
هناك عدة شروط مشتركة لاختيار الكاهن والشماس الكامل منها ألا يكون لديه عمل (وظيفة مدنية أو عامة) وهذا ما يخالف الواقع الحالى لعدد من كهنة كنائس بعض إيبارشيات المهجر طبقًا لبدعة أخرى أدخلها قياداتها الكنيسة وسط مجتمعات يسودها أفكار وقوانين تخالف الطبيعة البشرية بهدف إلغاء الهوية القبطية التى نفتخر ونعتذ بها والتى تميزنا عن باقى الكنائس والطوائف الأرثوذكسية الأخرى حيث تروج هذه القيادات للأفكار التنويرية التى بمقتضاها يتم سيامة كهنة يعملون بدوام جزئى ويذهبون لأعمالهم يخلعون الزى الكهنوتى ويرجعون لما قبل الكهنوت لتوفير جزء من رواتبهم كما هو حال بعض الشمامسة الكاملين، نحن نؤمن بالفكر التنويرى فى طرق التعليم والإدراة الكنسية باستخدام التكنولوجيا الحديثة وليس على حساب العقيدة والإيمان بتغيير طقوس الكنيسة التى استلمناها من آبائنا الأولين (الارتداد العظيم لأصحاب البدع والخيانة العظمى للصامتين عنها).
مثل إلغاء الألحان واللغة القبطية من القداس وأيضًا الاستغناء عن الماستير أثناء مناولة الدم حيث يتم غمس الجسد فى الدم مرة واحدة بحجة عدم انتقال الأمراض من شخص لآخر كذلك اختصار زمن القداس الإلهى وإذا استمر الحال كما هو عليه دون وضع حد لهذه البدع الهرطوقية الدخيلة التى تسىء إلى تعاليمنا القبطية من جانب قيادتنا الكنسية الحكيمة الممثلة فى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وشريكة فى الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس وجميع أساقفتنا الغيورين على الحفاظ على الطقوس الكنسية فسيأتى اليوم الذى سيطالب فيه كهنة التنوير بدول المهجر بالرجوع إلى الملابس المدنية والانخراط فى مجال العمل بعد انتهاء خدمتهم الكنسية ونجد من ينادى بارتداء الكاهن لقفاذات معقمة بيديه حتى لا تنتقل الجراثيم منها إلى الجسد مستخدمًا سكينًا أثناء تقسيمه ما سيؤدى حتمًا إلى هدم العقيدة القبطية وإلغاء لفظ قبطية من أسماء كنائسنا.
يأتى هذا فى الوقت الذى تطالب فيه كنيستنا القبطية بتسجيل زى الكهنة بالحكومة المصرية حتى لا يستطيع أحد انتحال صفة الكاهن بعد أن عاصرنا شمامسة الكلية الإكليريكية بقيادة رئيسهم ومعلم الكنيسة مرتدين الزى الإكليريكى كذلك الشمامسة الكاملين فى قداسات الأعياد التى يقودها بابوات الكنيسة بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية اذ لن نرى أحدهم يطلق لحيته أو يرتدى قبعة سواء خارج أسوار الكنيسة كما لن يتجرأ أحد الكهنة خلع عمته أو استبدالها بطاقية سوداء خاصة أمام أى من أساقفة الكنيسة سوى هذه الأيام لذا على قيادات الكنيسة القبطية مراجعة مطالبها بشأن تسجيل زى الكهنة حتى يتم التزام كل من الكهنة والشمامسة بارتداء الزى الرسمى للكهنوت مع تغيير لون جلابية كل من الشماس الإكليريكى والشماس الكامل إلى إحدى درجات اللون الأسود كما هو حال الأديرة لطالبى الرهبنة والراهب تحت الاختبار والآباء الرهبان ووضع قوانين يعاقب بها غير الملتزمين بالزى الكهنوتى الصحيح التى من شأنها العمل على زيادة ثقة شعب الكنيسة فى رجال الكهنوت.
ازدهرت على يده الرهبنة فى الصعيد البابا شنودة الراحل زار الدير.. و«تواضروس» احتفل بـ16 قرنًا على وفاته
ولد فى القاهرة عام ٣٥٥، تعلم منذ طفولته الصلاة ومحبة الفقراء، واعتكف فى الصحراء حيث التف حوله عدد من الشباب وتعلموا منه حب الصلاة والفضيلة، وصار «أبوفانا» أبًا روحيًا لهم حتى نياحته فى ٤١٥، وتحتفل به الكنيسة فى شهر أمشير- من الشهور القبطية- كل عام.
يسمى بالقبطية الصعيدية «آفا فانا»، وبالقبطية البحرية «آفا قينى» وهى تعنى نخلة، وحسب رأى عالم الآثار، هملوت بوشهاوزن، فإن اسم قينى أى نخلة كان كثير الاستعمال وشائعًا فى منطقة هرموبوليس «الأشمونين» حاليًا. وبحسب ما جاء فى السنكسار؛ فإن القديس وُلد فى ممفيس من أبوين تقيين وبارين، وكانا غنيين فى النعمة والثروة فكانا يمتلكان أمـوالًا كثيرة.
عاش القديس أبوفانا أو أبيفانيوس فى عصر الإمبراطور البيزنطى ثيؤدوسيوس الكبير، أى فى النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى، وهو القرن الذى انتشرت فى بدايته الرهبنة فى أرض مصر، وأصبحت الأديرة تنشر على نطاق واسع فى صحراء مصر وبراريها، فانتشرت الأديرة فى الوجه البحرى على يد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس.
أما فى صعيد مصر، فقد كان انتشار الرهبنة مثل انتشار النار فى الهشيم، وتميزت رهبنة الصعيد بالروحانية العالية، وكان الراهب أبوفانا يترك مسكنه، فوزع ما كان يمتلكه وقصد الجبل ليحيا وسط هؤلاء النساك ليشاركهم فى حياتهم الخشنة، عزوفًا عن كل تعزية أو صداقة بشرية، وقام بتوزيع الميراث الوفير لعائلته المرموقة ووزعه على الفقراء حينما ترك ممفيس إلى هيرموبوليس.
وانضم أبو فام للحياة الرهبانية، ومارس حياة الوحدة فى الصحراء الغربية غرب قرية (أبو صيرة) فى مقاطعة الأشمونين، وسكن فى كهف، وأغلق على نفسه واختلي بها، ومع تداريبه النسكية العنيفة لم يكن يكف عن ممارسته العمل اليدوى ليعطى الفقراء، واهتم بتعليم الإخوة الجدد، ووهبه الله عطية عمل المعجزات.
وازداد حبه للوحدة، فانفرد فى مغارة مظلمة، كان يتدرب على الصوم ليأكل مرة واحدة فى كل يوم صيفًا، ومرة كل يومين شتاءً، وكانت حياته هى الصلاة الدائمة، وأصبح أملًا ليزوره كثيرون وقدموا إليه أموالًا كثيرة أما هو فلم يأخذها منهم، ولكن حينما ألحوا عليه أن يقوم بتوزيعها على الفقراء، كان يسير فى المدن والقرى، وقد تطول فترة تجوله إلى عشرة أيام، وهذه كان يقضيها القديس فى صوم اٍنقطاعى دون طعام أو شراب.
وكانت مغارته مفتوحه للرهبان، وأصبحت مركزا روحيا وحافظ على عزلته من أجل الصلاة، فتحول مسكنه إلى مركز إشعاع روحي، كان الشيوخ المقيمون فى الجبل يأتون إليه، يسترشدون بخبراته، وامتلأ الجبل بالرهبان القديسين.
تاريخ الدير
اعترف المجمع المقدس بعودة الحياة الرهبانية فى الدير فى ٢٩ إبريل من عام ٢٠٠٤، وزاره البابا شنودة، والبابا تواضروس الثانى فى مارس ٢٠١٥ بمناسبة مرور ١٦ قرنًا على نياحة القديس «أبا فانا».
وقد بنيت كنيسة فى المكان الذى دفن فيه «أبوفانا»، تعد من أقدم كنائس الأديرة فى العالم، ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال، حتى اكتشفت حديثًا وأقيم الدير وفيه الكنيسة الحالية فى القرن السادس الميلادى.
وظل عامرًا برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادى؛ حيث بدأت أحوال الدير فى التدهور، خاصة بعد أحداث ١٣٦٥م، فهجره الرهبان، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير، ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان فى القرن الخامس عشر الميلادى.
ومنذ ذلك الوقت، كان كهنة كنائس منطقة غرب ملوى يهتمون بالدير، وبدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير، وقد زاره فى هذه الأثناء الأب سيكار سنة ١٧١٦، والأب يوليان سنة ١٨٨٣، وذكر أن كاهن هور، هو الذى كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه، وابتدأت الرمال تغطى معظم مبانى الدير لمدة طويلة إلى أن تمكن القمص متياس جاب الله، كاهن كنيسة أبوفانا بقصر هور فى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى من إزالة الرمال والكشف عن الدير وإعداده للصلاة فيه.
وعُثر على قبره خلال عمليات التنقيب التى قام بها «معهد الآثار النمساوي» فى القاهرة عام ١٩٩٢، ويذكر أبو المكارم أن كنيسة «أبوفانا» رممها الرشيد أبو فضل. وكتب المقريزي، عن الشكل المعمارى الجميل الذى يتحلى به الدير.
ويشير كتاب «تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية» إلى دير «أبوفانا» مرتين الأولى فيما يتعلق بانتخاب البطريرك «ثيؤدوسيوس الثاني»، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (١٢٩٤-١٣٠٠)، والمرة الثانية فيما يتعلق بطفولة البطريرك متاؤوس الأول (١٣٧٨-١٤٠٨).
وعندما قام العالم الألمانى د. أوتو مايناردوس، بزيارة «أبوفانا» فى ستينيات القرن العشرين، كان الدير عبارة عن حطام مع بقايا تنبسط على مساحة عريضة، ولم يبق سوى الكنيسة التاريخية، وعلى بعد حوالى ٨٠ مترًا من الدير المحطم يوجد كهف أبوفانا، وهو المكان الذى يُقال إن «أبا فانا» عاش به. 
بدأ التاريخ الحديث للدير مع تجدد اهتمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا الدير فى أعقاب عمليات التنقيب التى قام بها «هلموت بوشهاوزن» وفريقه من «معهد الآثار النمساوي» فى الفترة١٩٨٧-١٩٩٢. وبعد عمليات التنقيب هذه، قرر «المجلس الأعلى للآثار» المصرية فى عام ٢٠٠٠ أن يحدد منطقة مساحتها ١ × ٢ كم على أنها الحرم الأثرى للدير.
وبعد قرار «المجلس الأعلى للآثار»، بنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قلالى جديدة، ومدخلًا جديدًا، وغرفة استقبال، وكاتدرائية كبيرة خارج حدود الحرم الأثرى مباشرة. 
وقبل عام ١٩٩٩، لم يقم أى راهب إقامة دائمة فى الدير؛ وجاء خمسة رهبان إلى الدير عام ١٩٩٩، وفى عام ٢٠٠٣ رسّم البابا شنودة، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ١٢ راهبًا آخرين، ثم راهبًا آخر فيما بعد. 
ومن عام ٢٠٠٣ فصاعدًا، تكرر نشوب الصراعات على الأرض مع جيران الدير. وفى يوليو ٢٠٠٨، هناك مجموع كلى يتكون من ١٨ راهبًا و٩ مبتدئين فى الرهبنة يقيمون فى الدير، ويساعدهم عشرات العلمانيين.