الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

تصفية "البمبوطي".. أقدم مهنة في مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرفت محافظة بورسعيد مهنة «بمبوطي» منذ افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩، وكان يتوجه أبناء المدينة الباسلة إلى الميناء فور رؤيتهم لسفينة ترابط فى المياه، فيتجهون إليها بمراكب صغيرة، يبيعون ما معهم من بضائع، مقابل بعض الهدايا من الملابس أو الأجهزة الكهربائية أو النقود.
ومع الأحداث المتتالية التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، تأثرت أعداد السفن السياحية التى توجد بميناء بورسعيد، وبالتالى تأثر معها البمبوطية بصورة سلبية، وصدرت قرارات متعاقبة خلال الأشهر القليلة الماضية تهدف إلى تصفية المهنة تدريجيًا تحت مسمى تطوير الميناء السياحى.
وقال عادل عبدالعليم، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بميناء بورسعيد والميناء السياحى، إن «البمبوطية» يعانون من مشاكل عديدة، أبرزها أن رخصة البمبوطى كانت صالحة فى الماضى لمدة ٥ سنوات، ورخصة مزاولة المهنة من هيئة ميناء بورسعيد لمدة ٣ سنوات، وتغير الوضع حاليًا مع تغير تابعية الميناء من هيئة موانئ بورسعيد إلى المنطقة الاقتصادية، لتصبح رخصة هيئة الموانئ لمدة عام واحد فقط، وبعدما كانوا يستخرجونه مجانًا أصبحوا يدفعون ٥٠ جنيهًا رسومًا فى السنة، بجانب الدمغات وغيرها فتتعدى تكاليف استخراج التصريح الـ١٥٠ جنيهًا. 
وأضاف أن المحال المخصصة لهم بالميناء، والتى لا يدفعون عليها إيجارات منذ سنوات، بقرار من الوزير بعد توصية من المحافظ، بسبب عدم وجود سياحة أو ضعفها، لحين عودة السياحة، فوجئوا بقرار الهيئة الاقتصادية برفض تجديدها لحين دفع الإيجارات المتأخرة بأثر رجعى، ولا يملك البموطية أموالًا لدفع الإيجارات مرة واحدة، فبدأوا فى السداد على أقساط. 
وفى الفترة الأخيرة صدر قرار من هيئة الميناء بتوريث رخص البمبوطى مرة واحدة فقط لحين تصفية المهنة، بالإضافة إلى وجود تصميم جديد يسعون من خلاله لإزالة الصالات الخاصة بهيئة الميناء، وينشئون بدلًا منها مكانًا صغيرًا للبمبوطى، لن يكفى عددهم واحتياجاتهم، مؤكدًا نحن مع أى تطوير وأى مظهر جميل، لكن دون الإضرار بالبمبوطية.
وتساءل: «لصالح من تتم تصفية المهنة رغم أنها من أقدم المهن فى بورسعيد؟ مناشدًا المسئولين بالوقوف بجانب ٤٠٠ أسرة مهددة بالتشرد والجوع». 
فيما قال عبدالرازق عبده، بمبوطي، ٧١ سنة، إنه من المحاربين القدامى خلال حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، وتصريح هيئة الميناء فى الماضى كان يستمر لمدة ٣ سنوات، لكنهم استخرجوا له التصريح بـ٦ أشهر فقط بدعوى أن رخصة «البمبوطي» الخاصة به ستنتهى بعد أشهر، كما فرضوا عليه رسومًا بعدما كان فى الماضى يستخرج التصريح بالمجان، وأضاف: للأسف يريدون تجميعنا فى مكان صغير لا يسع سوى ٥ بمبوطية بالرغم أننا أكثر من ٤٠٠ بمبوطى، ويريدون القضاء على المهنة، ويعتبروننا من العشوائيات، رغم أنها مهنة تورث منذ أيام حفر قناة السويس.
واتفق معه فوزى درغام، بمبوطى، قائلًا: إن مهنة البمبوطى مهنة منذ أكثر من ١٠٠ عام، وتجدد الرخصة كل ٥ سنوات، وهيئة الميناء كانت بدايتها فى ثمانينيات القرن ماضى، وكانت عبارة عن «كشك» على الشاطئ ثم أنشأوا مبنى لهم بعد ذلك، وجعلونا نستأجر المحل بـ٣٥٠ جنيهًا، وظل يتزايد حتى أصبحت أدفع ١١٠٠ جنيه الشهر الماضى، بجانب مديونيات وكل سنة يضاف ٨٤ جنيهًا كفوائد فوائد، فنحن نتعب ونشقى دون فائدة، مختتمًا حديثه قائلًا: «الهيئة الاقتصادية جايين يخربوها ويولعوها والرئيس جاى يخلى الناس تعيش وهمه عاوزين يموتوا الناس، ١٢٠٠ أسرة من أين سيأكلون ويعيشون؟».