تحول «الفيس بوك» و«تويتر» و«واتس آب».. إلى وسائل لجني المال الحرام، حيث تزايدت حالات الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الفترة السابقة بصورة كبيرة.
ترصد «البوابة» ملف الابتزاز عبر وسائل التواصل، ففي منطقة المعصرة، هدد عامل خطيبته بنشر صور لها في أوضاع مخلة، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع شقيقها لإحراق سيارة والده.. وكشفت تحريات المباحث أن عامل رخام تقدم لخطبة فتاة في العقد الثاني من العمر أحبها كثيرًا، وقامت بينهما علاقة، وكان العامل التقط صورًا لها في أوضاع مخلة.
وأضافت تحريات المباحث، أن العامل لاحظ بعد فترة تغيرات في تعاملها معه فقرر أن يتابع تحركاتها عن قرب؛ ففي أحد الأيام راقبها وفوجئ بمقابلتها لشخص آخر في أحد الكافيهات بمنطقة المهندسين، وتأكد أنها على علاقة به فجن جنونه، فقرر أن يتركها ويذهب إلى حال سبيله، وطلب ميعادا لمقابلة والدها ليبلغه بقراره بفسخ خطوبته بهدوء، ولكن وجد مماطلة والدها في إعطائه المشغولات الذهبية خاصته.
وذكر العامل أنه يوم الحادث استقل سيارة والده، ودخل إلى أحد محال السوبر ماركت لشراء بعض الأغراض، وفوجئ فور خروجه بتفحم السيارة، فتم إبلاغ رجال الشرطة، فحضرت على الفور وأمرت بتفريغ كاميرات المحال المجاورة لموقع الحادث، فظهر فى كاميرات المراقبة الجاني، وتبين أنه شقيق خطيبته السابقة، وفعل ذلك انتقامًا منه لتركه شقيقته ومطالبته بالشبكة بعدما اكتشف أنها على علاقة بشخص آخر.
وفي محافظة الجيزة، قام طالب بكلية التجارة باختراق ١١٣٤ حسابًا على «فيس بوك» لابتزاز أصحابها بمبالغ مالية، وأسندت إليه النيابة العامة، تهم الابتزاز والتهديد وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأدلى المتهم «حسام. ز»، ٢٤ عامًا، طالب بكلية التجارة، باعترافات تفصيلية حول ارتكابه الوقائع، خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة، مشيرًا إلى أنه تعمق في مجال التكنولوجيا، على خلاف دراسته، وبدأ في متابعة صفحات التواصل الاجتماعي، وقرر أن يستغل ما تعلمه في مجال البرمجيات والتكنولوجيا، واختار «فيس بوك» وقام باختراق الحسابات والاستيلاء عليها واستخدام المحادثات والصور والبيانات الخاصة بأصحاب تلك الحسابات لابتزازهم ماديًا، حتى تم القبض عليه.
وكشفت التحقيقات أنه قام باختراق ١١٣٤ حسابًا شخصيًا على الفيس بوك، وقام بالاستيلاء على الصور والمحادثات الخاصة بهم وبدأ في استغلالها في نشاطه الإجرامي، حتى تقدم ١١ شخصًا ببلاغ إلى الإدارة العامة لمباحث التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية، يؤكدون من خلالها تضررهم من قيام مجهول بسرقة حساباتهم بموقع «فيس بوك» وتهديدهم وابتزازهم بطلب مبالغ مالية مقابل عدم نشر صور ومحادثات خاصة بهم.
جهود الداخلية.
تمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على ٦ حسابات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لتورط القائمين عليها، بنشر مشاركات تحريضية لارتكاب أعمال تخريبية ضد مؤسسات الدولة والمواطنين، كما أسفرت جهود الأجهزة الأمنية، عن ضبط ٥٩ متهمًا لتورطهم في ارتكاب عدد من وقائع الابتزاز المادي والنصب على المواطنين بمختلف المحافظات، عبر شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت».. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الوقائع والعرض على النيابات المختصة لتولي التحقيق في إطار الجهود الأمنية التي تبذلها قطاعات وزارة الداخلية كافة لمكافحة الجريمة بشتى صورها، لا سيما الجرائم المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة ومتابعة الصفحات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومكافحة جرائم الابتزاز المادي والنصب على المواطنين.
وفي السياق ذاته، أكد اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الداخلية لا تدخر جهدًا في ضبط أصحاب الصفحات، الذين يقومون بابتزاز الأشخاص، ولكن يتوجب على الأشخاص الذين يقعون تحت طائلة الابتزاز أن يقوموا بالإبلاغ فورًا عن تلك الصفحات، حتى يتسنى للمواطنين مساعدة الوزارة في تحقيق الضربات الاستباقية ضد أصحاب تلك الصفحات.
وأضاف أنه يجب تغليظ العقوبة على تلك الفئة لما تمثله من خطورة على المجتمع، لأنها تترك أثرًا سيئًا في نفوس المجني عليهم، والمجتمع حولهم، ويجب تحديد كيف تم الوصول إلى تلك البيانات الشخصية بطريقة غير شرعية أو نتيجة للخداع.
