السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأم تيريزا.. مؤسسة "الإرساليات الخيرية" لمساعدة الفقراء

الأم تيريزا.
الأم تيريزا.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأم تيريزا هى مُؤَسسة جماعة الإرساليات الخيرية لمساعدة الفقراء بالعالم، تُعَد واحدة من أعظم الشخصيات الإنسانية فى القرن العشرين، وتم منحها لقب تيريزا قديسة كلكتا فى عام ٢٠١٦، وُلِدَت الأم تيريزا فى مدينة سكوبيه بمقدونيا ١٩١٠، وقامت بالتدريس فى الهند لمدة ١٧ عامًا، قبل أن تُكَرِّس حياتها لرعاية المرضى والفقراء عام ١٩٤٦. قامت بتأسيس دور رعاية للمرضى، مراكز للمكفوفين وكبار السن وذوى الإعاقة، ومستعمرة للجذام من خلال مؤسسة الإرساليات الخيرية.
وُلِدَت الراهبة الكاثوليكية تيريزا فى ٢٦ من أغسطس ١٩١٠ بمدينة سكوبيه، العاصمة الحالية لجمهورية مقدونيا تم تعميدها باسم أجنيس، عائلتها كاثوليكية مُتدينة، وكان والدها نيكولا مُشارِكًا فعَّالًا فى الكنيسة والسياسة المحلية. عندما أكملت أجنيس الثمانية توفى والدها، وتعلقت أجنيس بشدة بوالدتها وغرست فى ابنتها الالتزام العميق تجاه الأعمال الخيرية، ووجهت درانا بوجاكسيو الأم دعوة مفتوحة لفقراء المدينة لتناول الطعام مع عائلتها. وكانت تنصح ابنتها، وتقول لها: «صغيرتي، لا تتناولى لقمة من الطعام أبدًا إلا إذا شاركتيها مع الآخرين». وعندما كانت أجنيس تسأل: «مَنْ هؤلاء الذين يتناولون الطعام معنا؟» كانت والدتها تقول لها «بعضهم من أقاربنا، والبعض الآخر من شعبنا».
تعليمها وخدمتها 
أثناء طفولتها كانت تغنى مع فرقة القلب المقدس المحلية وكان يُطلَب منها الأداء الفردى فى بعض الأحيان. فى الثانية عشرة من عُمرها وأثناء رحلة الحج السنوية التى كان يُنظمها المجمع إلى كنيسة العذراء السوداء فى فيتينا بكوسوفو حاليًا، شعرت أجنيس برغبتها فى تكريس حياتها لخدمة الكنيسة

وبعد ذلك بست سنوات، فى ١٩٢٨، قررت أجنيس البالغة ١٨ عامًا آنذاك أن تصبح راهبة، وسافرت إلى أيرلندا للانضمام إلى الأخوات لوريتو فى دبلن. وهناك حصلت على لقب «الأخت مارى تيريزا». وبعد مرور عام، سافرت الأخت مارى تيريزا إلى بلدة بالهند؛ لتُعلم الرهبنة. ثم أرسلت إلى كلكتا حيث تم إسناد إليها مهمة التدريس بمدرسة القديسة مارى الثانوية للفتيات، وهى مدرسة يديرها الأخوات لوريتو ومُخصصة لتعليم الفتيات من أفقر الأسر البنغالية فى المدينة. تعلَّمت الأخت تيريزا اللغة البنغالية والهندية بطلاقة، بينما كانت تُدرس التاريخ والجغرافيا، وكرست نفسها لتهوين حدة الفقر على الفتيات من خلال التعليم.

فى ٢٤ مايو، ١٩٣٧، اتخذت العهد الأخير للالتزام بحياة الفقر والعفة والطاعة. وكما هى العادة لراهبات لوريتو، فقد مُنحت لقب «الأم» وعُرفت باسم «الأم تيريزا». واصلت الأم تيريزا التدريس بمدرسة القديسة ماري، وفى عام ١٩٤٤ أصبحت مديرة المدرسة. فى ١٠ سبتمبر، ١٩٤٦، اتخذت قرارا بترك التدريس وعزمت على العمل فى أحياء كلكتا الفقيرة؛ لمساعدة أشد الناس فقرًا ومرضًا.


تركها للدير 
ولكن لم تستطع ترك منصبها فى الدير بدون إذن رسمي؛ وبعد مرور عام ونصف العام، حصلت أخيرًا على الموافقة فى يناير ١٩٤٨، وفى أغسطس من نفس العام، تركت دير لوريتو وبدأت التجول فى المدينة، مُرتدية السارى ذا اللونين الأزرق والأبيض، والذى استمرت فى ارتدائه طوال حياتها. وبعد التدريب على أساسيات الطب لمدة ستة أشهر، بدأت رحلتها لأول مرة فى أحياء كلكتا الفقيرة، ولم يكن لديها سوى هدف واحد وهو «مساعدة المنبوذين، المكروهين، والذين لا يهتم بشأنهم أحد كما كانت تقول.

اتخذت الأم تيريزا خطوات جادة لمساعدة الفقراء وأنشأت مدرسة فى الهواء الطلق ومسكنًا للفقراء المُعدمين بإحدى المبانى المهجورة، فى أكتوبر١٩٥٠، أسست جماعة «الإرساليات الخيرية» بانضمام عدة عضوات، أغلبهن مدرسات أو طالبات سابقات. ومع زيادة تدفق التبرعات من أنحاء الهند والعالم، وسعت الأم تيريزا من نطاق أهدافها الخيرية، وخلال حقبة الخمسينيات والستينيات أسست مستعمرةً للجذام، ودارا للأيتام، دار حضانة، عيادة عائلية وسلسلة من العيادات الصحية المتنقلة.


سفرها لنيويورك
فى عام ١٩٧١، سافرت لمدينة نيويورك لافتتاح أول دار خيرية لها بأمريكا. وفى صيف ١٩٨٢، سافرت سرًا إلى بيروت بلبنان، حيث ساعدت الأطفال المسيحيين والمسلمين خلال الحرب. فى عام ١٩٨٥، عادت لنيويورك وافتتحت دارًا لرعاية مصابى الإيدز. فى فبراير ١٩٦٥، منح الأب بولس السادس لجمعية «الإرساليات الخيرية» الإذن بالتوسع والانتشار عالميًا، وليس فى الهند فقط. ومع وفاة الأم تيريزا فى عام ١٩٩٧، كان عدد أعضاء جمعية «الإرساليات الخيرية» قد بلغ أكثر من ٤٠٠٠ عضو، بالإضافة إلى آلاف المتطوعين، مع أكثر من ٦١٠ أفرع فى ١٢٣ دولة حول العالم.


وفاتها 
فى عام ١٩٧٩ حصلت على جائزة نوبل للسلام؛ نتيجة لأعمالها الإنسانية. كما حصلت على جوهرة الهند، أعلى وسام شرفى، إلى جانب حصولها على القلادة الذهبية للاتحاد السوفيتى أثناء لجنة السلام السوفيتية، فى عام ١٩٧٩، حصلت الأم تيريزا على جائزة نوبل للسلام؛ اعترافًا بمجهوداتها فى مساعدة الإنسانية المُعَذَّبة.

بعد عدة سنوات عانت فيها من تدهور حالتها الصحية بسبب مشاكل القلب والرئة والكلية، وتُوفيت الأم تيريزا فى ٥ سبتمبر ١٩٩٧، عن عمر الـ٨٧ عاما. وتم تأبينها فى أكتوبر عام ٢٠٠٣، وفى سبتمبر ٢٠١٦، منحها الأب فرانسيس لقب تيريزا قديسة كلكتا.