«الكذب مالوش رجلين.. لا توجد جريمة كاملة.. المتهم دائمًا يحوم حول مكان جريمته».. عبارات تنطبق جملة وتفصيلا على جريمة قتل بشعة شهدها ميدان المرج الجديدة، حيث ارتكب المتهم خطأين أوقعا به في قبضة رجال الأمن، نرصدهما في السطور القليلة القادمة..
وصل فريق من نيابة شرق القاهرة الكلية، إلى ميدان المرج الجديدة، لمعاينة جثة عثر عليها الأهالي موضوعة داخل برميل في الشارع، والجثة في حالة تعفن ومنتفخة، ومبتورة الساق، حيث تبين أن الجثة ملفوفة داخل بطانية وبها عدد من الطعنات في الصدر، كما عثر داخل البرميل على «جاكيت» مدون عليه شعار «معهد خدمة إجتماعية سوهاج».
بعد 3 أيام نجحت جهود مباحث قسم شرطة المرج، في تحديد هوية الجثة والتي تبين أنها تخص صاحب محل محمصات يدعى "علاء م" 60 سنة، بمنطقة المرج، وبإجراء التحريات السرية تبين أن وراء الواقعة "عطية" عامل، 30 سنة، من مركز طما بمحافظة سوهاج، وتم القبض عليه، وتحرر المحضر رقم ١٩٤٨ المرج لسنة ٢٠١٨.
تم عرض المتهم على النيابة والتي باشرت تحقيقاتها معه على مدار 16 ساعة متواصلة، وفي نص التحقيقات، أمام نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار اسلام الجوهري، ووكيل النيابة المستشار مصطفى مخلوف، أدلى المتهم باعترافات تفصيلية.
وقال المتهم: "كان هناك تعامل مالي بيني وبين المجني عليه، اقترضت منه 8 آلاف جنيه، حيث وافق لأنه بلدياتي، وبعد مدة طالبني بسداد المبلغ، إلا أنني لم يكن لدي من المال ما يكفي للسداد فماطلته أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أتحجج بضيق ذات اليد وكان المجني عليه يعاملني بطريقة سيئة جدًا.
وأضاف: "بعد أخر مرة قابلت فيها المجني عليه هددني بأن يبلغ أهلي في البلد، وكل مرة يقول لي هفضحك لو مرجعتش ليا فلوسي، واضطررت للجوء لأحد الاشخاص تربطه علاقة طيبة بالمجني عليه؛ ليكون الوسيط بيننا وطالبته بإقناع المجني عليه بتخفيض قيمة الدين من 8 لـ 6 آلاف جنيه، وبالفعل تم تحديد يوم الاثنين الموافق 26 فبراير، وبالفعل قابلته بإحدى المقاهي القريبة من منزله، ولكني أخبرته أن المبلغ ليس جاهز معي الآن، واستأذنته في تأجيل الموعد ساعة أو اثنين، فوافق، وأعددت وجبة طعام وقمت بدس كمية من السم فيها، ثم اتصلت هاتفيًا به، وأبلغته أن المبلغ جاهز معي، وطالبته بالسماح لي بزيارته في منزله لتناول العشاء سويًا، وسداد المبلغ، حتى يكون بمثابة اعتذار له على التأخير".
وتابع: "تناول المجني عليه الطعام، ثم بدأ مفعول السم الذي أنهى حياته، وبمجرد أن وقع أمامي جثة هامدة انتابتني حالة من الصدمة، فلم أعرف كيف اتصرف وماذا أفعل، ومكثت في الشقة أنا والجثة لمدة 3 أيام حتى يوم الخميس الموافق 1 مارس".
وأكمل: "قمت بلف الجثة ببطانية، ولكن نظرًا لضخامتها، قادني تفكيري لتقطيع ساقيه، وبالفعل قطعت إحدى ساقيه بمنشار، ولكني لم أستطع تمالك نفسي لقطع الثانية، ووضعتها داخل برميل بلاستيك كان موجود داخل الشقة، وخرجت من الشقة ومعي البرميل ونزلت إلى الشارع مستخدمًا الأسانسير إلى الشارع، حيث استوقفت أحد سائقي الدراجات البخارية «تروسيكل» وساعدني في نقل البرميل إلى ميدان المرج الجديدة.
وعن «الجاكت» الذي عثر عليه بجوار الجثة، أكد المتهم أنه يخص شقيقه، وقام باقتراضه منه قبل سفره للقاهرة، وسبب وضعه داخل البرميل، أنه بعدما وضع جثة المجني عليه ملفوفة بالبطانية داخل البرميل، وجد الساق المقطوعة لازالت موجودة على أرضية الشقة، فخلع الجاكت ولف الساق به ووضعها داخل البرميل، ولم يخطر ببالي وقتها أن يكون الجاكت سبب الإيقاع بي.
وتابع المتهم في أقواله: «لم أترك جثة المجني عليه داخل شقته؛ حيث خشيت أن يتردد أحد عليه، وتدور الشبهات حولي خاصة أن صديق المجني عليه كان على علم بموعدي معه، وزيادة في التمويه توجهت إلى محل المحمصات الخاص بالمجني عليه وسألت عنه، وقلت لكل من قابلني أن المجني عليه له مبلغ مالي عندي وأريد سداد الدين».
