لا يعلم الكثير أن كوكب الشرق لم تغن لأمير الشعراء أحمد شوقى إلا بعد وفاته، رغم العلاقة القوية التى كانت تربطهما سويا، تردد أحمد شوقى على مجلس «الست» ولكن لم يشأ الحظ أن يسمع قصائده من صوتها، وجود العبقرى محمد عبدالوهاب وقتها كان حائلا بين كوكب الشرق وأمير الشعراء، هذا ما ذكره محمد صبرى المقرب من دوائر الشعراء فى ذلك الوقت فى كتابه «الشوقيات المجهولة» فى الجزء الأول والثانى، وكان عبدالوهاب هو الأكثر غناء لشوقى؛ فكان احتضانه لكلمات شوقى جعل أم كلثوم على علم أن موسيقار الأجيال هو ملك عقل أحمد شوقى.
وجه شوقى دعوة لأم كلثوم للحضور فى سهرة غنائية خاصة تجمعهما مع بعض الأصدقاء، وعلى الفور وافقت الست على دعوة شوقى، وحضرت إلى السهرة، فقامت بالغناء، وقع شوقى فى غرام صوت أم كلثوم وهو يتناول كأسا من الخمر، وقدم كأسا لكوكب الشرق، شعرت أم كلثوم بالحرج لأنها لا تشرب الخمور، ووقعت فى أزمة بين رفضها لطلب أمير الشعراء فى أول سهرة بينهما، أو شرب الخمر التى لم تفعله من قبل وعلى الفور تناولت الكأس ثم قربته من فمها ولم تتناوله وتركته حتى لا تحرج شوقى.
وقع شوقى فى غرام كأس أم كلثوم بعدما لمس فم كوكب الشرق انتهت السهرة، وذهب كل مدعو لمنزله.
اليوم التالى أرسل شوقي خطابا لأم كلثوم ظنت أم كلثوم أنه مكافأة على سهرة الأمس، أرسله إليها شوقى كمقابل مادى لغنائها، لتكتشف أنه كلمات كتبها شوقى فى غرام أم كلثوم مطلعها.
سلوا كؤوس الطلا هل لا مست فاها
واستخبروا الراح هل مست ثناياها
باتت على الروض تسقينى بصافية
لا للسلاف ولا للورد رياها
ما ضر لو جعلت كأسى مراشفها
لتغنيها أم كلثوم بعد رحيل أمير الشعراء، ورغم تعدد الأغانى التى غنتها الست لشوقى إلا أنها لم تغنى فى حياته ليستمع لقصائده من كوكب الشرق، وغنت أم كلثوم أكثر من ٦ أغانى لأمير الشعراء.
