الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

باحثات عن الجمال يصبن بالعمى: العدسات "الصيني".. تدمر القرنية.. "البيوتي سنتر" في دائرة الاتهام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت فى الفترة الأخيرة تجارة العدسات اللاصقة غير المرخصة ومجهولة المصدر، والتى تلجأ إليها الكثير من الفتيات، والسيدات؛ لتلوين عيونهن، أو مسايرة الموضة، أو حتى الظهور بمظهر مختلف فى الحفلات والمناسبات المختلفة. 
وتتمثل خطورة تلك العدسات فى بيعها بأماكن غير مختصة، ولا تتبع المواصفات والمقاييس الطبية والعلمية، وأغلبها من محلات الكوافير و«البيوتى سنتر»، ومراكز الإكسسوارات، حيث تباع العدسات «الصينى» بسعر يبدأ من 40 جنيها. وحذر أطباء العيون، ومختصو العدسات اللاصقة من خطورة استخدام تلك العدسات من دون إشراف طبى، حيث من الممكن أن تتسبب فى أضرار بالغة للقرنية قد تصل إلى إصابة العين، بالعمى الكامل.
«البوابة»، تفتح ملف بيع العدسات اللاصقة، ومسئولية وزارة الصحة، وجمعيات حقوق المستهلك عنها، وتعرض لبعض الحالات، التى تعرضت للضرر، بسبب استخدام تلك العدسات. 
لم تكن تعلم أشرقت إبراهيم، أنها على موعد مع فقدانها لبصرها، وعدم قدرتها على رؤية النور مرة أخرى، عندما ذهبت إلى إحدى محلات الكوافير، بمدينة المنصورة، لتقع فريسة أمام إغراءات تلوين العيون بالعدسات اللاصقة، والتى انتشر بيعها بصورة كبيرة فى الآونة الأخيرة داخل مراكز التجميل، للنساء الراغبات فى الحصول على مظهر لائق ومقبول فى السهرات والحفلات.
وبدأ الأمر بعدما أغرتها فكرة استخدام عدسات لاصقة ملونة فى عينها، ففكرت فى شرائها من الكوافير، الذى يعرضها دون دراية بمخاطرها، لأنه يبيعها بأسعار مخفضة مقارنة، بأسعار العدسات، التى تطابق المواصفات القياسية والعلمية، حيث وجدت «أشرقت»، السعر مناسبًا لها، فلم تتردد فى اقتناء العدسات وارتدائها، ومن هنا بدأت المشكلة.
ويقول إبراهيم طه، والد «أشرقت»: «بنتى جالها جروح فى القرنية، وهو ما أثر عليها بصورة كبيرة، ووضعها أمام احتمالية زراعة قرنية جديدة»، مضيفًا أنه اكتشف فيما بعد أن ابنته تعرضت لعملية نصب من الكوافير، متهمًا إياه، بتعريض ابنته لفقدان الرؤية، وهو ما اتضح له من الطبيب، الذى قال له «إن «أشرقت»، أُصيبت، بالجروح فى القرنية، بسبب أن العدسات اللاصقة، التى وضعتها منتهية الصلاحية».
والواقع أن بيع العدسات اللاصقة داخل مراكز التجميل والكوافيرات، بل وداخل محلات الإكسسوار أيضًا، أصبح «موضة»، خلال الأعوام الأخيرة، الأمر الذى ظهر فى حالات أخرى عديدة، كحالة ياسمين عبد الخالق، وهى خريجة كلية سياحة وفنادق جامعة طنطا، وإحدى ضحايا العدسات المضروبة.
فلم تكن «ياسمين»، أفضل حالًا من «أشرقت»، خاصة بعد أن تسببت العدسات التجميلية فى تدهور حالتها الصحية، والنفسية أيضًا خلال التجربة الصعبة، التى مرت بها بعد استخدامها.
وقالت «ياسمين»: «إنها اشترت العدسات اللاصقة من إحدى محلات الإكسسوارات بعد أن اعتقدت واهمة أنه لا غبار على النوع الذى حصلت عليه، إلى أن واجهت مشاكل فى عينيها تسببت فى شعورها بآلام شديدة، ثم تدهورت حالتها، وأصبحت بالكاد ترى النور، وهنا قررت الذهاب إلى الطبيب».
وتضيف «ياسمين»: «أنا كنت هعمى بجد لولا ستر الله»، مضيفة أنها حينما ذهبت للطبيب أكد لها أن المشكلة الخاصة بها بسبب عدم صلاحية العدسات اللاصقة التى استعملتها، والتى تتجه لها الفتيات للأسف للحصول على لون مختلف للعين، وبسبب تدنى السعر، الذى لا يتجاوز ٤٠ جنيهًا مقارنة بالأنواع الطبية، أو الأصلية، التى فى العادة تكون مرتفعة التكلفة.
وأضافت «ياسمين»، أنها استمرت فى العلاج لفترة كبيرة، عانت خلالها مرارة فقدان الرؤية، والحياة بصورة طبيعية، بعد أن أكد لها الطبيب أنها كادت تتعرض للعمى بصورة كلية، بعد أن تسببت العدسات اللاصقة فى تدهور حالة القرنية.
وعند نزولنا للشارع، لمعرفة أماكن بيع العدسات اللاصقة، وتوجهنا إلى منطقة حدائق القبة والزيتون، فوجدنا تلك العدسات تباع داخل محلات الإكسسوارات والهدايا، وهو ما رصدناه داخل العديد من الأماكن فى شارع مصر والسودان، بمنطقة حدائق القبة، وتوجهنا إلى إحدى تلك المحلات لنجد عدسات صينية المنشأ ويبلغ سعرها ٤٠ جنيهًا، وهو سعر ضئيل، لأن تلك العدسات ذات استعمال يومى فقط، وبحسب التاجر، فإن تلك العدسات تباع بسعر أرخص من السعر، الذى توجد به العدسات الأصلية داخل السوق.