الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كيف حارب المصريون "التشيع" وسب الصحابة

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل الفاطميين، كانت الدولة الإخشيدية تحكم مصر، وحاول الفاطميون أكثر من مرة فتح مصر، ولكنهم فشلوا بسبب قوة الإخشيد، لكن ثورات المصريين ضد الإخشيد أدت إلى ضعف وانهيار الدولة الإخشيدية، وترتب على هذه الثورات ازدياد أطماع الفاطميين، ونجاح جوهر الصقلى فى دخول مصر عام ٩٦٩ ميلادية، واستقبله المصريون بالثورة والاحتجاج، بعدما شرع فى بناء القاهرة لتكون مقرا له هو وأنصاره يتحصنون به، وتم إنشاء الجامع الأزهر لينشروا من خلاله المذهب الشيعى، مذهب الدولة الجديدة،ولم يتحقق الاستقرار المنشود للحكام الجدد، وظهرت مقاومة شديدة وقف وراءها الإخشيد، خاصة فى مدينة تنيس، بالقرب من بورسعيد، وذهب جوهر بنفسه لقمع التمرد، وبعد طول عناء جرت المصالحة بينه وبين الأهالى هناك، ثم قامت ثورة أخرى فى الصعيد، قادها عبدالعزيز بن إبراهيم الكلابى، وكاد ينجح ويطرد الفاطميين من الصعيد كله، لولا أن الإمدادات الفاطمية وصلت إلى الصعيد، ونجح القائد الفاطمى «بشارة النوبي» فى قتل قائد الثورة.
حين حكم الفاطميون مصر كان الوضع الاقتصادى بالغ السوء، وقام القائد جوهر بإصدار عملة جديدة عليها اسم الخليفة الفاطمى المعز لدين الله، الأمر الذى أشعل غضب الصيارفة، واحتجوا ما أدى إلى خلق مزيد من الأزمات الاقتصادية والمالية، والسياسية، خاصة مع تكرار جفاف النيل مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض، وأدى ذلك فى النهاية إلى إسقاط الدولة نهائيا وبسهولة شديدة.
الاحتجاج والانتفاضة لأسباب سياسية واقتصادية أمر عادى فى التاريخ المصرى منذ العصر الفرعونى، لكن الجديد فى العصر الفاطمى هو الثورات لأسباب دينية وعقائدية، لأن الدولة الفاطمية منذ اللحظة الأولى حاولت فرض مذهبها الدينى الشيعى على المصريين، وهو ما قوبل بالرفض الشديد والاحتجاج الواسع والذى بلغ ذروته فى عهد الحاكم بأمر الله، وكان صاحب مزاج متقلب، ويأتى بالشيء ونقيضه.
فقد وعد المصريين بعدم التدخل فى عقائدهم وأن يترك لهم الحرية فى ممارسة شعائرهم، لكن حين تمكن من الحكم انقلب على وعوده وراح يفرض عليهم مذهبه فى التشيع وهو ما رفضه المصريون، وكرهوا الدولة الفاطمية كراهية شديدة، وراح أحد المغاربة الذين جاءوا مصر مع الفاطميين يسب علنًا السيدة عائشة أم المؤمنين فأمسك به المصريون، وأركبوه حمارا وساروا حتى وصلوا إلى الخليفة، وشكوا إليه ما ردده فى حق أم المؤمنين، ولم يملك الخليفة أمام غضبهم إلا أن أمر بشنقه، وهتف المصريون: «هذا جزاء من يسب زوجة النبي»، ثم تكرر الأمر فى الاحتفالات الدينية أيام عاشوراء، وكانت تحدث خلالها الكثير من المواجهات بين الأهالى والفاطميين نتيجة للتصرفات المريبة، حيث أمر الحاكم بأمر الله، بأن تعلق على حوائط المساجد وأبوابها وأبواب البيوت، أوراق فيها سباب فى حق أبى بكر الصديق وعمر ابن الخطاب، وقام بتغيير صياغة الأذان ليجعله على غير ما اعتاد المصريون، وأضاف إليه بعض العبارات التى استفزت الأهالى، فهبوا للدفاع عن معتقداتهم، وجرت أحداث عنف رهيبة وصلت إلى إحراق مدينة الفسطاط بالكامل واتهموا الحاكم بأنه وراء هذه العملية، بسبب أن الفسطاط بها مقابر الصحابة، رضوان الله عليهم، وفيها جامع عمرو بن العاص.
وإزاء ثورة أهل السنة فى الفسطاط وغيرها، أمر الحاكم بأمر الله بمنع سب السيدة عائشة وأبى بكر وعمر، وأمر بنزع الأوراق التى فيها السباب من المساجد وأبواب البيوت.