الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المرصد السوري: فرار الآلاف من الغوطة الشرقية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وأحد السكان اليوم الأحد، أن آلاف المدنيين فروا من منطقة الغوطة الشرقية خلال اليومين الماضيين مع تقدم القوات الحكومية في الجيب المحاصر، فيما تحقق دمشق مكاسب سريعة في هجومها على آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة.
وقال قائد في التحالف العسكري الذي يساند الرئيس بشار الأسد: إن القوات الحكومية لا تحتاج سوى التقدم بضعة كيلومترات أخرى لشطر المنطقة إلى نصفين.
وقال المرصد الذي يتابع تطورات الحرب من مقره في بريطانيا: إن الجيش السوري انتزع السيطرة على نحو ربع مساحة الغوطة الشرقية في هجوم بري مستمر منذ 27 فبراير عقب قصف جوي ومدفعي عنيف أودى بحياة المئات.
وقال متحدث باسم جيش الإسلام، أحد الجماعات المسلحة الرئيسية التابعة للمعارضة في سوريا، إن قوات المعارضة اضطرت للتقهقر في الغوطة الشرقية "بعد اتباع النظام سياسة الأرض المحروقة".
وقال مسئول إنساني بالأمم المتحدة: إن 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية يخضعون "لعقاب جماعي" غير مقبول وهو أمر غير قانوني بموجب اتفاقيات جنيف.
ودعا المسئول إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار مدته 30 يوما طالب به مجلس الأمن الدولي. ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس إلى تنفيذ وقف إطلاق النار على الفور.
ومع اقتراب الحرب من دخول عامها الثامن، ستكون السيطرة على الغوطة نصرا كبيرا للأسد، الذي يستعيد باطراد مناطق تسيطر عليها المعارضة بدعم من روسيا وإيران.
وتصاعدت الحرب السورية المتعددة الأطراف، التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص منذ 2011، على عدة جبهات هذا العام، إذ أفسح انهيار تنظيم الدولة الإسلامية المجال أمام صراعات أخرى بين أطراف سورية ودولية.
وحققت تركيا بدعم من فصائل سورية مسلحة مكاسب في الأيام القليلة الماضية على حساب وحدات حماية الشعب الكردية في هجوم تشنه في شمال غرب سوريا.
وقال المرصد السوري إن تركيا على وشك تطويق مدينة عفرين التي تشير التقديرات إلى أن عدد سكانها يبلغ نحو مليون شخص. وأضاف أن القصف المدفعي والجوي أودى بحياة 659 شخصا في الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير شباط، بينما قتل 27 في قصف المعارضة لدمشق.
وقال تلفزيون أورينت، الذي يدعم معارضي الأسد، إن تقدم القوات الموالية للحكومة تسبب في حركة نزوح واسعة.
وأفاد شاهد بأن الآلاف يفرون ويسعون للاحتماء في مناطق بعيدا عن خطوط القتال.

وقدر المرصد أن ما بين 300 و400 أسرة يرجح أن يكون عدد أفرادها بالآلاف فرت من المناطق التي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ يوم السبت.
وقال القائد العسكري الموالي للأسد إن المدنيين يفرون إلى مدينة دوما. وأضاف لرويترز "فيه بحدود تلاتة وشوي كيلو بيقطعوها اثنين (قسمين)".
ونشرت خدمة الخوذ البيضاء في الغوطة الشرقية صورا على صفحتها على فيسبوك لعمال إغاثة يحملون رجلا على محفة قائلين إنه أصيب في غارة جوية في دوما.
وتسنى سماع دوي إطلاق النار خلال بث لمراسل للتلفزيون السوري من موقع قال إن القوات المتقدمة سيطرت عليه.
وذكر الجيش السوري يوم الأحد أنه هاجم مواقع للمعارضة خلال اليومين الماضيين ردا على قصف دمشق وأنه استعاد السيطرة على مزارع وبلدات.
وقال المرصد إن الأراضي التي سيطر عليها الجيش السوري حتى الآن معظمها مزارع وإن البلدات الكبيرة بالغوطة الشرقية لا تزال في يد المعارضة المسلحة.
وفي ظل غياب ما يشير إلى ضغط غربي حقيقي لوقف الهجوم، فإن الغوطة الشرقية في طريقها على ما يبدو لأن تلقى نفس مصير المناطق الأخرى التي استعادها الأسد، مثل شرق حلب التي استعادتها القوات الحكومية باستخدام أساليب مماثلة في 2016.
وانسحبت المعارضة في نهاية المطاف من شرق حلب في إطار اتفاق جرى التفاوض عليه مع الحكومة، حيث غادر المسلحون وأسرهم إلى منطقة خاضعة لسيطرة جماعات المعارضة المسلحة قرب الحدود التركية.
وقال بانوس مومسيس منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا إن العنف تصاعد في الغوطة الشرقية وأشار أيضا إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين في إطلاق قذائف مورتر على دمشق.
وأضاف مومسيس في بيان "بدلا من توقف (الاشتباكات) وهو أمر مطلوب بشدة ما زلنا نرى المزيد من القتال والمزيد من الموت والمزيد من التقارير المزعجة عن الجوع وقصف المستشفيات. إن هذا العقاب الجماعي للمدنيين غير مقبول بالمرة".
وفي وقت لاحق أصدرت الأمم المتحدة بيانا قالت فيه إنها تلقت الموافقة على دخول قافلة من 46 شاحنة إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية يوم الاثنين محملة بإمدادات صحية وغذائية وطعام لنحو 27500 شخص. ومن المقرر وصول قافلة ثانية يوم الخميس.
وقال علي الزعتري منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والذي يقود القافلة "فرقنا على الأرض جاهزة لعمل كل ما هو ضروري من أجل ذلك".
كان مسؤول بالأمم المتحدة في سوريا قال لرويترز في وقت سباق إن قافلة إغاثة لن تدخل الغوطة الشرقية يوم الأحد كما كان مقررا، مرجعا ذلك إلى عدم موافقة السلطات السورية.
ودعت روسيا في المقابل إلى وقف لإطلاق النار مدته خمس ساعات يوميا للسماح بدخول شحنات الإغاثة وإجلاء المدنيين والمصابين. بيد أنه لم يجر تسليم أي مساعدات حتى الآن، ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الخطة الروسية بأنها "مزحة".
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الجيش الروسي قوله إن المتشددين في الغوطة الشرقية فرضوا حظر تجول في المناطق الخاضعة لسيطرتهم لمنع مغادرة المدنيين من خلال ممر إنساني خلال الهدنة. ونفى مسؤولون في المعارضة بشدة منعهم المدنيين من المغادرة.
عبر مومسيس أيضا عن قلقه بشأن الوضع في عفرين، وهي منطقة كردية تتعرض لهجوم تركي منذ يناير، قائلا إن هناك "تقارير مثيرة للقلق" عن مقتل وإصابة مدنيين وفرض قيود على تحركات المدنيين.
وسيطرت القوات التركية التي تلقى دعما من جماعات سورية مسلحة على بلدة راجو يوم السبت، وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنها تتقدم صوب مدينة عفرين "خطوة خطوة".
وقال المرصد السوري إن القوات التركية تقدمت لتصبح على بعد 12 كيلومترا من عفرين.
وقال الجيش التركي يوم الأحد إنه سيطر على سبع مناطق بينها بلدة شيخ الحديد. وأضاف الجيش في بيان أن القوات التركية سيطرت على طرق تمتد من راجو وجندريس إلى عفرين.
ورفضت تركيا دعوات غربية لتعليق هجوم عفرين تماشيا مع وقف إطلاق النار الذي طالبت به الأمم المتحدة، والذي لا ينطبق على تنظيم داعش والقاعدة وجماعات أخرى مرتبطة بها أو الجماعات الأخرى التي يعتبرها مجلس الأمن إرهابية.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ ثلاثة عقود في تركيا وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية. ووحدات حماية الشعب حليف مهم للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.