الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

البوابة ستار تعلن توقعات جوائز الأوسكار 2018

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«جاري أولدمان» يلعب بالورقة الرابحة.. والعرب يغازلون "التمثال الذهبي"

"القضية 23" ينافس فيلم روسي على الجائزة الأجنبية.. والاستديوهات الأمريكية تحتكر صناعة الرسوم المتحركة




كل عام، ومع اقتراب موعد إعلان جوائز "الأوسكار"، الجائزة السينمائية الأعرق على وجه الأرض، يبدو الجميع في حالة تأهب واستعداد لمعرفة ماهية الأعمال والنجوم الفائزين بالتمثال الذهبي وسط منافسات عنيفة ومحتدمة حتى الثواني الأخيرة.
هذه الحماسة لم تعد موجودة بشكلها الأصيل لدي الكثيرين من متابعي جوائز الأوسكار على مدار سنوات قليلة ماضية، فالأن وقبيل ساعات قليلة علي الحفل بات السواد الأعظم من الجوائز شبه محسوم لبعض الأعمال التي فرضت نفسها علي المشهد السينمائي، ونجح ابطالها في اسر المشاهدين بأدائهم، ليس هذا وحسب، ولكنك صرت متوقعًا أيضا الخطب والشعارات السياسية  المزمع القائها علي المسرح، والسخرية من هذه الممثلة بسبب أدائها ومن ذاك الممثل بسبب سلوكه.. إلخ.
تلك المؤشرات الشبه نهائية امر مثير للإحباط بالفعل، ويقلل من لذة انتظارك للحفل، كونك شكلت بالفعل نسبة كبيرة من خريطة الجوائز داخل ذهنك، هذه التخمينات المؤكدة غالبًا ما تكون نتاج 3 عوامل، الأول نجاح ممثل ما في فرض نفسه علي الشاشة، مثلما فعل النجم جاري اولدمان هذا العام عن أدائه شخصية "تشرشل"، والثاني ان تكون الاعمال السينمائية المقدمة خلال العام ضعيفة وغير قادرة علي المنافسة، والثالث توجهات الأكاديمية السياسية حتي لا تُتهم بالعنصرية علي أساس اللون او الجنس، كما تابعنا خريطة الجوائز العام الماضي التي جاءت منصفة لصالح الممثلين ذو البشرة السوداء، وكذلك ترشيحات العام الحالي التي جاءت لصالح المرأة في فئات مثل الإخراج والتصوير السينمائي.
وبعيدًا عن كل هذه التحليلات نجد أنفسنا هذا العام امام مجموعة مميزة من الأعمال السينمائية، التي لاقي عدد كبير منها استحسان الجمهور والنقاد سواء التي لم تُمثل بالأوسكار هذا العام او مًمثلة ولكن ليس بالشكل الكافي، والبقية الباقية التي استحوذت على كعكة الترشيحات وسوف نرصد توقعات جوائزها خلال التقرير.



جوائز الأفلام
للوهلة الأولي تبدو الجائزة شبه محسومة لصالح فيلم الدراما والجريمة "Three Billboards Outside Ebbing، Missouri " للمخرج مارتن ماكدونه، بجانب 8 أعمال اخري في نفس الفئة، ولكنها تبدو الجائزة الوحيدة حتى الأن الغير محسومة بنسبة 100%، بجانب فيلم الفانتازيا والدراما "the shape of water" لصالح المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو.
فعلي الرغم من نجاح ماكدونه من خطف هذه الجائزة بمناسبات سينمائية عديدة، كالبافتا، وجولدن جلوب، وجوائز اختيار النقاد، إلا ان ديل تورو نجح في اقتناص الجائزة مرة وحيدة بإيطاليا خلال مهرجان فينيسيا السينمائي، وهو ما يعزز من فرص اثنين من كبار المخرجين لفتوا الأنظار بشدة خلال العام الماضي.



جوائز التمثيل
علي عكس جائزة افضل فيلم، فإن جوائز التمثيل برمتها محسومة بشكل كبير لصالح عدد من النجوم في الأقسام المختلفة، هذه الجوائز تنقسم لـ4 فئات، الأولي فئة افضل ممثل رئيسي، ويمكننا الجزم بأنها باتت قائمة بشكل كبير لصالح الممثل الإنجليزي القدير جاري اولدمان، عن دوره بفيلم "Darkest Hour" ببراعة لا متناهية في تجسيد شخصية رئيس الوزراء البريطاني ابان فترة الاربعينيات ونستون تشرشل، حيث ركز جو رايت مخرج الفيلم حبكة قصته علي قرار خوض الحرب امام الجيش الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وصعوبة اتخاذه من جانب تشرشل، الذي تتوقف مصير قارة بأكملها علي كلمة منه.
الفئة الثانية وهي أفضل ممثلة رئيسية، لم تختلف كثيرًا هي الأخرى على سابقها، فهي محسومة لصالح الممثلة القديرة فرانسيس ماكدورماند، عن دورها المتميز بفيلم " Three Billboards Outside Ebbing، Missouri"، وسبق وان حصدت جوائز حفلات، بافتا، وجولدن جلوب، ونقابة ممثلي الشاشة، عن دور الأم التي تسعي للقصاص من قاتل ابنتها، الذي تعجز الشرطة عن ايجاده طيلة 7 أشهر.
سام روكويل، لم يبتعد كثيرًا عن زميلته بالفيلم، فرأس مال العمل بالأوسكار يكمن في جوائز التمثيل، فقد تعالت أسهمه بالفئة الثالثة وهي جائزة أفضل ممثل مساعد عن دور ضابط الشرطة العنصري والذي كلفه استهتاره أرواح الكثيرين بولاية ميزوري الأمريكية، ونال روكويل أيضا جوائز بافتا وجولدن جلوب ونقابة ممثلي الشاشة عن هذا الدور.
وفي الفئة الرابعة والأخيرة، استطاعت النجمة أليسون جاني ان تفرض أدائها بفيلم " I، Tonya" وحلقت بعيدًا عن البطلة مارجوت روبي التي تبدو فرصها بجوائز التمثيل الرئيسية شبه معدومة، لتصبح جاني على مقربة قصيرة من اوسكار افضل ممثلة مساعدة.



جوائز الإخراج
بات المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو، حديث الساعة بعد عرض فيلمه " the shape of water" للمرة الأولي بمهرجان فينيسيا السينمائي العام الماضي، ونظرًا لظهوره القليل علي الساحة السينمائية فإن الكثيرين كانوا غافلين عن تحفته الفنية، واصبح اقرب الأسماء لنيل اول اوسكار له خلال مسيرته، حيث سبق وترشح للجائزة من قبل عام 2007، عن فيلم الفانتازيا " pan's labyrinth" او "متاهة بان"، والذي تشابه في قصته لحد كبير مع فيلمه الحالي، ودارت احداثه حول فتاة صغيرة تُدعي "اوفيليا" تضطر للهروب من واقعها القاسي لعالم افتراضي حيث تتلاشي فيه كل الحواجز، حينما تلتقي بالجنى "بان" ليأخذها معه في مجموعة مغامرات بعالم تصبح فيه اميرة خالدة، ونال الفيلم وقتها 3 جوائز اوسكار.



جوائز السيناريو
تنقسم هذه الجوائز إلي فئتين، الأولي وهي فئة افضل نص اصلي، وتبدو الأخرى محسومة بنسبة كبيرة لصالح فيلم الدراما والجريمة " Three Billboards Outside Ebbing، Missouri" لمارتن ماكدونه، لبراعته في نسج خيوط قصته التي استغرقت منه 3 سنوات، وتمكنه من رسم ملامح شخصياته التي ظلت تعاني طوال الفيلم ودفعها نحو حدود الانهيار بسبب الرغبة في الانتقام او المعاناة المرض.
اما عن الفئة الثانية وهي أفضل نص مقتبس، محسومة هي الأخرى لصالح الكاتب القدير جيمس ايفوري عن فيلم " call me by your name" الذي نال 4 ترشيحات اوسكار، وهو أيضا نفس عدد الترشيحات التي نالها ايفوري خلال مسيرته الطويلة، والفيلم مقتبس عن رواية للكاتب الإيطالي اندريه اسيمان، والذي ولد ونشأ في مدينة الإسكندرية بمصر.



جوائز الأفلام الأجنبية
هذه الجوائز تمنح للأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية، وكانت تًمنح في البداية من قبل الأكاديمية بصفة شرفية، قبل أن يتم تخصيص قسم خاص بها عام 1955، لتشهد سنويًا منافسات تكون أكثر ضراوة من فئة جوائز الأفلام الناطقة بالإنجليزية.
ولعل المفرح في الأمر، هو مشاركة الفيلم اللبناني "القضية 23" للمخرج زياد دويري، وانخراطه في المنافسة بشكل قوي وليس مجرد مشاركة شرفية للعرب وحسب، ويمكن ان يكون هناك حسابات سياسية للأكاديمية تدفعها لإعلانه الفائزة بالأوسكار هذه السنة نظرًا لطبيعة القصة، إلا انها ستكون منافسة شرسة لم يتحدد ملامحها بعد، بمشاركة فيلمًا من روسيا وهو "Loveless" الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان كان، وفيلم "The Square" من السويد، والحائز على السعفة الذهبية بكان العام الماضي، والفيلم المجري " On Body and Soul" الفائز بالدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي العام الماضي، واخيرًا فيلم "A Fantastic Woman" عن دولة تشيلي.



جوائز افلام الرسوم المتحركة
على مدار عقود طويلة نشهد معاناة أفلام الرسوم المتحركة سواء الأوروبية او اليابانية في مواجهة نظريتها الأمريكية، فعلي الرغم من تواجد اعمال اجنبية جيدة سنويًا، إلا ان سقوطها يبدو شيء بديهيا بسبب هيمنة الأستديو هات الأمريكية على هذه الصناعة، فلم تحدث قط ان فاز فيلم رسوم متحركة بهذه الجائزة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية سوي مرة واحدة، عندما فاز فيلم الأنمي الياباني " Spirited Away" بجائزة الأوسكار عام 2003، بسبب مشاركة إحدى الشركات الأمريكية في توزيع الفيلم وتسويقه ليس إلا.
نفس الأمر يتكرر هذه السنة مع فيلم الرسوم المتحركة " loving Vincent"، والذي يُعد طفرة في عالم صناعة سينما الرسوم المتحركة، معتمدا لأول مرة على اللوحات الزيتية في مثل هذه الأعمال، باستخدام 65 ألف كادر تقريبًا لأكثر من 853 لوحة رسمها ما يقارب 125 من مختلف دول العالم في 5 سنوات، لأعمال الرسام فينسنت فان جوخ، بفيلم تناول الفترة الأخيرة له قبل وفاته.
على حساب فيلم الرسوم المتحركة "Coco" من إنتاج استديوهات ديزني وبيكسار، ونجح في حصد جوائز مهرجانات بافتا، وجولدن جلوب، ومرشح هذا العام لجائزتي اوسكار هما أفضل فيلم رسوم متحركة وأفضل اغنية وهو مرشح للاثنين بقوة في سابقة لم تكرر كثيرًا في تاريخ هذه الفئة.



جوائز الموسيقي
تبدو الجائزة شبه محسومة أيضا لصالح الموسيقار الفرنسي الشهير ألكسندر ديسبلا، عن فيلم الفانتازيا " the shape of water"، وبحسه وبراعته نجح في خلق حالة موسيقية لم تقل عن فانتازيا الفيلم، وعبر بموسيقاه عن انفعالات شخصية "إليزا" الداخلية، التي لم تنبس ببنت شفة طوال الفيلم، بالإضافة إلي اغنية " You'll Never Know" للمغنية فيرا لين، والتي عادت بأذاننا لأجواء الستينيات.
وعن جائزة أفضل اغنية، فتصدر توقعاتها اغنية "Remember Me" عن فيلم الرسوم المتحركة "Coco".



جوائز الأزياء
تقاسم النسبة الأعظم من ترشيحات جوائزها هذه السنة فيلمي "Phantom Thread"، و"The Shape of Water"، ولكن المعطيات تشير إلى فوز الأول بها، نظرًا لابتعاده عن معظم الجوائز، على الرغم من ترشح الفيلم لـ 6 جوائز أوسكار، منها أفضل ممثل لبطل الفيلم السير دانيال دي لويس، التي لن تكون من نصيبه هذا العام في اخر مرة سوف نراه فيها على الشاشة عقب اعتزاله الفن.