وُلد في إحدى قرى المنطقة الوسطى من إنجلترا لأسرة عاملة متوسطة الحال في 11 سبتمبر من عام 1885، وكان للاختلاف الثقافي بين والده الذي يعمل بالمناجم ووالدته التي نالت قدرًا من التعليم قادها للعمل في التدريس سببًا في انفصالهما بعد فترة من زواجهما، هو الكاتب البريطاني وأحد أهم أدباء القرن العشرين ديفيد هربرت لورانس.
أصرت والدته على تعليم أبنائها بعد مجموعة من التضحيات التي قدمتها لأسرتها، وكانت لهذه الصراعات التي خاضتها والدته أثرًا في نفس الصبي ظل حتى أصبح كاتبا واستلهم منها روايته الشهيرة "أبناء وعشاق" والتي مزجها لورانس بكل ما يصيب الأبناء من توتر وقلق عاطفي وتمزق بسبب هذه الصراعات القائمة في أجواء المنزل.
كتب لورانس الشعر والقصة القصيرة في بداية مشواره الأدبي، ومن بعدهما اتجه نحو كتابة الرواية حيث بدأ بأول تجربة له في رواية "الطاووس الأبيض"، وتدرج في أعماله الأدبية حتى أصبح واحدًا من أهم الكتاب البريطانيين في القرن العشرين، كما أبدع في العديد من المجالات مثل كتابة الروايات الطويلة، القصص القصيرة والمسرحيات، بالإضافة إلى الكتابات النقدية.
كُتب العديد من أعماله في لغات أخرى عديدة مثل اللغة الإنجليزية كما رسم مجموعة من اللوحات، ولكن له بعض النقاط السوداء التي نقدها النقاد فيه، مثل إسرافه الشديد في السوداوية المُسيطرة على أعماله بالإضافة إلى اعتماده على المشاهد الجنسية الفجة حتى يتمكن من توصيل أفكاره.
ألف لورانس العديد من الروايات مثل الطاووس الأبيض، المعتدي، الرواية الشهيرة أبناء وعشاق، قوس قزح، نساء عاشقات، عشيق الليدي تشاترلي بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الروائية الأخرى، كما ألف مجموعة من القصص القصيرة مثل الثعلب، عروس الضابط، والعذراء والغجري، إلى جانب مجموعة من الأشعار مثل سلاحف، طيور ووحوش وزهور، وقصائد حب.
ولم يغفل لورانس الكتابات المسرحية حيث ألف مسرحية ديفيد، الرجل المتزوج، مدينة الألعاب، وساهم بمحاولة واحدة في أدب الرحلات بعنوان صباح في المكسيك.
فارق ديفيد لورانس الحياة في مثل هذا اليوم 2 مارس من عام 1930 تاركا العديد من الأعمال التي ساهمت في الثراء الثقافي وذلك عن عمر ناهز 45 عامًا.
