الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

لقطات من التاريخ.. ثورات المصريين بعد الفتح الإسلامي.. "الثورة البشمورية الأولى"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى فترة ما بعد دخول الإسلام مصر وتأسيس الدولة الإسلامية، انتشرت الجيوش شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، وقاد عمرو بن العاص جيش المسلمين إلى مصر، واستقبله المصريون استقبال الفاتحين، وبمجرد استقراره، تحول المصريون إلى الدين الإسلامي.
ولكن هل كانت العلاقة بين العرب الغازين والمصريين وقتها بلا صراعات؟
قبل دخول المسلمين إلى مصر، شهدت البلاد عدة مواجهات قام بها المصريون ضد الرومان فى ثورات مختلفة، استطاعوا تحقيق نصر مؤقت فى بعضها.
وأول ثورة ضد المسلمين كانت فى العام ١٠٧هـ - ٧٢٦ م، وحدثت عندما ثارت مدن عدة فى شمال الدلتا منها إخنا ورشيد والبرلس ودمياط وخيس وبلهيب وسخا وسلطيس وفرطسا وتنيس وشطا، بقيادة شخصين هما «مينا» و«قزمان».
أما الثورة الثانية فكانت سنة ١٠٧هـ - ٧٢٦م، ووقعت فى عهد هشام بن عبدالملك، عاشر خلفاء بنى أمية، حين قام «الحبحاب»، والى الخراج، بزيادة دينار على كل قيراط، فثارت بعض مدن وقرى مصر، فبعث إليهم الوالى الحر بن يوسف قوات من الجيش فحاربهم وقتل منهم الكثيرين.
ونتيجة لذلك تعسف الولاة وأهملت مصر وقلت الموارد المالية، ولم يهتم الحكام حتى جاءت سنة ١٢١هـ، وحدثت انتفاضة لأقباط الصعيد، ولكنهم حُوربوا وقتل منهم الكثيرون، وتبعهم أقباط رشيد، فجاءهم مروان بن محمد وقتل منهم كثيرين وقبض على البطريرك «ميخائيل» وألزمه بالمال.
زاد فساد الأمويين ولحقهم الضعف حتى جاء العباسيون وقضوا عليهم، وأثناء فترة الاحتضار تلك وقعت ثورة «البشموريين» الأولى، وهم أقباط يقطنون منطقة شمال الدلتا ومناطق المستنقعات، ويعملون فى إنتاج ورق البردي، الذى كان العالم كله فى ذلك الوقت يستخدمه لتسجيل علومه ومعارفه ومختلف أنشطة حياته اليومية.
ويقال إن البشامرة هم أقباط تزاوجوا مع يونانيين، وظلوا يقاتلون العرب سبع سنين بعد استسلام حصن بابليون والإسكندرية، حيث وقعت الثورة البشمورية الأولى خلال فترة خلافة مروان بن محمد، سنة ١٢٨هـ - ٧٤٦م، بقيادة مينا بن بقيرة، أو كما يسميه بعض المؤرخين مينا بن بكير، وامتنع الثائرون عن دفع الخراج.
حاول والى عبدالملك بن مروان، موسى بن نصير، قتالهم فهزموه مرتين وهزمهم المرة الثالثة، فتحصنوا بمدنهم فلم يستطع الوصول إليهم، ثم صاروا يحاربونه بالكر والفر حتى انسحب عنهم.
وعندما علمت دولة النوبة فى جنوب مصر، والتى كانت تدين حينها بالمسيحية، بحبس البابا «خائيل»، أرسل حاكم النوبة للوالى العربى رسولًا يطالبه بإطلاق سراح البابا، فقام الوالى بحبس الرسول.
وجمع ملك النوبة جيشًا يتكون من ١٠٠ ألف فارس، وعندما علم الوالى بقدوم ملك النوبة، أطلق سراح البابا ورسول النوبة، حيث لم يكن لمروان القدرة على محاربة ملك النوبة حينها.
وفى ظل تلك التطورات، انهزم الخليفة الأموى مروان بن محمد، فجاء هاربًا إلى مصر، ولما وجد ثورة البشامرة عزم على محاربتها، فانهزم عدة مرات.
ودخل الإسكندرية وقتل منها ونهب واحتجز أسرها وأخذ كل أموالهم، ثم قبض على البابا «خائيل»، ثم فكر باستخدامه كواسطة لتهدئة البشامرة، فلما علم البشامرة بالقبض على البابا «خائيل»، خرجوا إليهم وحاصروهم وقاتلوهم وطردوهم.
وعند قدوم العباسيين إلى مصر، والذين كان مسلمو مصر من القبط والعرب قد والوهم، قابلهم البشموريون عند الفارما، فأمدوهم بالمراكب والمعونة ليمكنوهم من القضاء على الخليفة الأموي، فقتلوه ورحب أهل مصر بالعباسيين، كالعادة، فى انتظار الاهتمام والإنصاف.