الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكرم النقيب والملكة السابقة ناريمان! "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبلغنى صديق فى ساعة مبكرة صباح الخميس الماضى خبرًا مؤسفًا، وهو رحيل الشاب أكرم أدهم النقيب، وجاء التوقيت بعد شهر بالضبط بعد كتابة مقال فى مئوية الرئيس جمال عبدالناصر، وشرفت فيها استشهادًا بما ذكره لى أكرم النقيب ابن الملكة ناريمان آخر ملكات مصر عن قصة ميلاد أخيه الملك السابق أحمد فؤاد الثانى الذى أعلن فيها أخوه الأكبر وليًا لعهد مصر، وبقدر حزنى على رحيل هذا الشاب الذى كان سلاحه فى الحياة أبحاثه وتخصصه وعطاءه فى مجال القانون والتحكيم الدولى وقد سطرت له ساحة المحاكم فى مصر وخارجها أمجادًا فى مهنة المحاماة التى كان يعشقها بجنون، ودائمًا يعتبر روب المحاماة هو الشرف لمن يرتديه، وأراه دائمًا متحمسًا فى بذل الجهد غير العادى فى أى قضية يتصدى لها بحثًا عن الحقيقة، ويقول لى: أنا طالب حق، وقد قلت له فى إحدى المناسبات إنت مالك ومال هذا المجال الصعب، لماذا لا تتجه بوسامتك إلى ساحة الفن، فيضحك ضحكة صافية لقد تعلمت من أستاذتى أن القانون هو أبوالفنون.
أكرم أدهم النقيب لمن لا يعرف أنه كان طفلًا مثيرًا للجدل فى أوائل الستينيات بعد طلاق والدته الملكة السابقة ناريمان من والده الطبيب الشهير أدهم النقيب وهو ابن أحمد باشا النقيب أول مدير لمستشفى المواساة، ويقال: إنه كان ليس مجرد الطبيب الخاص للملك فاروق بل كان أمينًا لأسراره، والغريب أن الملك فاروق كان يضع ثقته الكاملة فيه فنجد أن أحمد حسنين باشا أهم شخصية محورية فى حياة الملك فاروق طبيب وكان وزير الخارجية الذى يأنس له هو الدكتور حافظ عفيفى باشا، وهو طبيب، وكان أحمد النقيب كاتم أسراره ورئيس الديوان الملكى غير الرسمى.
وتشاء الأقدار أن يكون ابنه هو الزوج الثانى للملكة ناريمان بعد أن صممت على الطلاق من الملك فاروق فى كابرى بإيطاليا منفاه، وتنازلت عن حضانتها لابنها الملك السابق أحمد فؤاد، وعادت إلى مصر وثارت حولها شائعات كثيرة، منها إنها قد تعود إلى خطيبها الأول قبل الملك فاروق، وهو الدكتور زكى هاشم، وزير السياحة الأسبق، والمحامى الدولى الشهير، لكن فتلت تلك الشائعة فى دورها ذلك، لأن الدكتور زكى هاشم من أوائل الشباب الذين أيدوا ثورة يوليو بل رشح للوزارة الأولى مع الدكتور نور الدين طراف وفتحى رضوان إلا أنه اعتذر عن عدم قبوله أى منصب وزارى وقتها وهذا أبلغ رد على الشائعة، لأنه من غير المعقول أن يرتبط أحد طلائع تأييد ثورة يوليو بالزواج من الملكة ناريمان مطلقة الملك فاروق مهما كانت الظروف والملابسات.
وقيل عنها إنها ارتبطت بقصة عاطفية مع الفنان الكبير فريد الأطرش الذى قدم شخصيتها الرمزية فى أحد أفلامه بل غنى لها، أبرزها (بنادى عليك)، ولم تلتفت إليه، فضلًا عن أن والدتها السيدة أصيلة صرحت علنًا ده ناقص إن الملكة تتزوج من مطرب وشعر فريد الأطرش بالإهانة من هذه الكلمات.. لكن الملكة ناريمان قدمت المفاجأة للجميع، وأعلن فجأة زواجها طبيب إسكندرانى، وهو الدكتور أدهم النقيب، وعاشت معه فى منزله بمنطقة سبورتنج، وأنجبت منه أكرم إلا أن حياتها الاجتماعية لم تكن مفتوحة ليس لأن ابن الباشا تزوج من الملكة السابقة، ولكل ثقافة أول لأن هناك اختلافات فى الرؤى أو لأن الناس كانت تقارن بينها وبين الملكة فريدة التى حظيت بشعبية هائلة لها أوساط الشعب وطلاقها خلف جسرًا وجدانيًا وتعاطفًا من الجميع، لأن سبب الطلاق ليس بيدها، فالظاهر أنها لم تنجب للملك فاروق ولى العهد، وطبيعى أن تخلع عن الملك فاروق ولا يعى أو حتى يتصور أن الأمير محمد على أكبر أفراد العائلة المالكة سنًا، وهو ولى العهد يمكن أن يرث عرش الملك من بعده، ومن حظ الملكة ناريمان أن تكون هى الزوجة التى أنجبت ولى العهد المرتقب والمنتظر، خاصة أن الملك فاروق كان هو الذكر الوحيد بين أشقائه.
وفى أوائل الستينيات وبعد الطلاق الهادئ اندلع الخلاف حول الحضانة وأرادت ناريمان إلا ترتكب الخطأ الأول فلجأت إلى ساحة القضاء وعرفت الخبر بطريق الصدفة وتم أول اتصال ولقاء مع الدكتور أدهم النقيب وأشهد بدماثة خلقة وأدبه الجم وسعة أفقه واهتماماته الثقافية خاصة الآثار، وطلبت رأيه فى الدعوى المرفوعة من الملكة السابقة أو بمعنى أدق زوجته أمام قضاء الأحوال الشخصية، وعلى الفور قال لى: اذهبى إلى الأستاذ عبدالستار طاهر المصرى، وهو من كبار المحامين فى مصر وعميد أسرة «المصري» الشهيرة فى أبوحمص بمحافظة البحيرة وإن للأسرة قصر المصرى، وهو يُعادل قصر الأباظية فى الشرقية، وهو والد الأستاذ طاهر المصرى المحامى الشهير والعضو البارز فى مجلس الشورى الأسبق، واستأذنه أن يتحدث هو بما يفيد موافقته على طلبى هذا، وعلى الفور رفع سماعة التليفون معلنًا موافقته على اطلاعى على دوسيه القضية، ونتفق على أسلوب النشر بما لا يسىء مستقبلًا إلى نفسية ابنه «أكرم»، وقلت لك هذا وفعلًا نشرت أخبارًا مختصرة رغم أنها احتلت مكانتها فى الصفحة الأولى، ومن يومها زرعت الثقة بين الدكتور أدهم وبينى حتى عندما تولى إدارة مستشفى عبدالناصر للتأمين الصحى «كوتسيكا» كان يطلب إلى الحضور لكى يتابع الناس الخدمات الجديدة المتكررة، وأشهد أمام الله إن أدهم النقيب كان من أعظم مديرى المستشفيات فى مصر انضباط وكفاءة فكانت رسالة الدكتوراه التى حصل عليها فى إدارة المستشفيات من إنجلترا وتباينت المشاغل والمسئوليات فقد كانت اللقاءات فى مناسبات اجتماعية بعد أن هدأت قضية الملكة ناريمان مع أدهم النقيب بعد وساطة من عميدة أطباء التحاليل الطبية بجامعة الإسكندرية الدكتورة ثريا توفيق، متعها الله بالصحة هى وزوجها الراحل الدكتور أبادير فرنسيس، قامت بترتيب لقاء بين الملكة ناريمان وزوجها الثالث، وهو طبيب أيضًا وبين الدكتور أدهم النقيب وزوجتى الثانية، وذاب الجليد بينهما، وتسرب إلى هذا الخبر ونشرته فى «الأخبار» وقتها.