الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ترامب يتحدى مسلمي العالم بنقل السفارة.. تنفيذ القرار في الذكرى الـ70 لتأسيس الكيان الصهيوني.. والحكومة والفصائل الفلسطينية: استفزاز وقح.. وتدمير لحل الدولتين

ترامب
ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم تأكيد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ووزيرة خارجيته، أن قرار نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس لن يُنفذ قبل ثلاث سنوات، أعاد «ترامب» إثارة الجدل مرة أخرى بعدما خرجت تصريحات من البيت الأبيض تؤكد نيته تنفيذ قراره فى مايو المقبل، الموافق الذكرى الـ٧٠ لتأسيس الكيان الصهيونى.
كما اعتبر الرئيس الأمريكى أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى هو القضية الأكثر تعقيدًا فى العالم. 
وقال فى مؤتمر صحفى بواشنطن: «فى حالة إسرائيل والفلسطينيين، علينا أن نعقد أكثر الصفقات إشكالًا».
وقال: «ما زلت أرى قرار نقل سفارة الولايات المتحدة من إسرائيل إلى القدس صائبًا، رغم الانتقادات التى واجهها من قبل كثير من البلدان، آملًا أن ينجح جارد كوشنير فى إنجاز تقدم فى البحث عن سبل حل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى».
وأوضح أن «كوشنير» يقع فى قلب المحادثات، ويعد خبيرًا لا نظير له فى عقد صفقات، وإذا نجح سيكون ذلك إنجازا هائلًا وأمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لأمريكا، كما ذكر أن الحملة ضد نقل السفارة كانت «لا تصدق»، إلا أنه أضاف أن الحملة لصالح نقل السفارة كانت أيضًا «لا تصدق»، وفى نهاية المطاف قامت إدارته بـ«الأمر الصواب».
ووقع وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، على الخطة الأمنية الخاصة بالسفارة الجديدة. ووفقًا لـ«cnn»، أكد مصدر بوزارة الخارجية إنه من المتوقع أن تنقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس فى مايو المقبل، بعد قرار الرئيس الأمريكى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن السفارة ستنتقل إلى مقر مؤقت فى القدس، وهو عبارة عن منشأة أمريكية تكفى السفير وفريقًا صغيرًاـ وتصبح هذه المنشأة مقر السفارة لحين اختيار موقع دائم وإعداد التصاميم للمبنى الجديد.
وجاء فى بيان الخارجية الأمريكية أن السفارة الجديدة ستعمل فى مبنى القنصلية الأمريكية الموجودة حاليًا فى القدس، فى حى أرنونا، بصفة مؤقتة حتى بناء سفارة جديدة، وفى المرحلة الأولى سيعمل دافيد فريدمان، السفير الحالى لواشنطن فى إسرائيل، وطاقم صغير من الدبلوماسيين فى المكان المؤقت.
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، الولايات المحتدة على القرار، لاسيما الإدارة الحالية، واصفًا القرار بأنه «يوم عظيم لإسرائيل»، قائلًا: «القرار سيحول الاحتفال باستقلال إسرائيل إلى حفل أكبر».
وعلى جانب آخر، أشاد وزير الاستخبارات الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، بقرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى الذكرى الـ٧٠ لتأسيس إسرائيل. 
وقال: «لا توجد منحة أعظم من نقل السفارة إلى القدس، إنها خطوة صائبة جدًا تستحق شكر صديقنا ترامب».
في السياق ذاته، اعتبرت القيادة الفلسطينية أن القرار الأمريكى بنقل السفارة فى مايو المقبل، يشكل «استفزازًا للعرب»، لافتة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب باتت تشكل عائقًا أمام السلام. 
وندد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بأشد العبارات، بقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، فى ذكرى نكبة الشعب الفلسطينى.
وقال «عريقات»: إن قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واختيار ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني تاريخًا للقيام بهذه الخطوة، يعتبر مخالفة فاضحة للقانون الدولى والشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، وإمعانًا فى تدمير خيار الدولتين، إضافة إلى استفزاز مشاعر جميع العرب والمسلمين فى اختيار هذا الموعد.
واعتبر أن إدارة «ترامب» بهذه الخطوة عزلت نفسها كليًا، وأصبحت جزءًا من المشكلة وليس جزءًا من الحل، فيما قال نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمى باسم الرئاسة، إن أى خطوة أحادية الجانب لا تساهم فى تحقيق السلام ولا تعطى شرعية لأحد.
وأضاف أن خطاب الرئيس أمام مجلس الأمن الدولى، قبل أيّام، المستند على الشرعية الدولية، هو المفتاح الجدى والوحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم، مؤكدًا أن أى خطوات لا تنسجم مع الشرعية الدولية، ستعرقل أى جهد لتحقيق أى تسوية فى المنطقة، وتخلق مناخات سلبية وضارة.
وختم الناطق الرسمى حديثه بالقول: «إن تحقيق السلام الشامل والعادل يقوم على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعلى الأسس التى قامت عليها العملية السلمية وفق مبدأ حل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام ١٩٦٧».
وأوضح مسئول أمريكى، فى وقت سابق، أن مقر السفارة سيكون فى حي أرنونا، ضمن مجموعة مبان تضم الأعمال القنصلية الأمريكية فى القدس، لافتًا إلى أنه سيكتفى فى مرحلة أولى بانتقال السفير وفريق صغير من تل أبيب.
ومن جانبها، حذرت حركة «حماس» من أن خطوة نقل السفارة ستفجر المنطقة فى وجه الاحتلال الإسرائيلى. وقال المتحدث باسم الحركة، عبداللطيف القانوع، في بيان له، إن خطوة نقل السفارة لن تمنح الاحتلال أى شرعية، أو تغير فى حقائق ووقائع القدس ومعالمها.
ووصف «القانوع» القرار الأمريكى بأنه استفزاز لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية، والشعب الفلسطينى.
كما أكدت منظمة الجهاد الإسلامى، فى بيان لها، إن القرار باطل وغير شرعى، وإمعان فى العدوان على الشعب الفلسطينى والعرب والمسلمين، موضحة أن اتخاذ ذكرى النكبة، التى تعد أبشع جرائم العصر، موعدًا لتنفيذ القرار الباطل، مكافأة للصهيونية على جرائمها وإرهابها.
ورفض حزب «الشعب الفلسطينى» القرار ووصفه بـ«الاستفزازى والوقح»، مضيفًا أن هذا القرار يمثل مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بمدينة القدس.
وأشار الأمين العام لحركة «المبادرة الوطنية الفلسطينية»، مصطفى البرغوثى، إلى أن الخطوة الأمريكية استفزاز وقح يجب الرد عليه فورًا بالأفعال»، موضحًا أن القرار يمثل إمعانًا فى إصرار إدارة الرئيس الأمريكى على مشاركة إسرائيل فى خرق القانون الدولى، وفى جريمة احتلال وضم مدينة القدس.
وشدد على أنه من واجب منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية الرد فورًا على هذا القرار، بتنفيذ قرارات المجلس المركزى الفلسطينى كافة، وأولها وقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل بكل أشكاله.
وأعلن «ترامب»، العام الماضى، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء عملية لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وأكدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلى، الخميس الماضى، أن «كوشنير» والمبعوث الخاص للإدارة الأمريكية فى المحادثات الدولية، جيسون غرينبلات، قريبان من إتمام العمل على إعداد خطة تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.