الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اتفاق دمشق والأكراد.. يعجل الصدام بين تركيا وسوريا.. دخول جيش نظام الأسد لمواجهة أنقرة يجعل الأحداث فوق صفيح ساخن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأوضاع فى «عفرين» السورية تتجه إلى مزيد من التعقيد، ففى الوقت الذى لم تحقق فيه تركيا مكاسب حقيقية على الأرض منذ أطلقت عمليتها العسكرية، دخل الجيش السورى الوطني، على خط الأزمة، حيث توصلت وحدات حماية الشعب الكردية إلى اتفاق لتسليم عفرين إلى دمشق الاثنين الماضى.
دخول الجيش السورى على خط المواجهة مع تركيا، سيجعل من الأحداث فوق صفيح ساخن، إذ أن أنقرة ستكون بحاجة إلى الانسحاب والتراجع إلى نقطة ما قبل الهجوم على طول الشريط الحدودى التابع لها، الأمر الذى سيضيع عليها مكتسبات كانت تسعى لتحقيقها من وراء العملية، وسيظل شبح الأكراد يهددها طوال الوقت. 
كانت أنقرة تبحث عن ورقة جديدة (عفرين) تضيفها إلى رصيدها يمكن أن تستعملها على طاولة الحل السياسى، والمدينة السورية نقطة مهمة لها جغرافيًا وداخليًا، إذ تعتبر منطقة وصل بين مناطق النفوذ التركى فى الشمال السورى، بمعنى (وصل منطقة سيطرة درع الفرات شمال شرق حلب، مع إدلب وأرياف حلب وحماة شمال غرب سوريا).
يستهدف أردوغان من السيطرة على عفرين تعويض خسارته مدينة حلب، كما أن المنطقة تعتبر خزان مدينة حلب البشرى، وتشكّل الحزام الجغرافى والزراعى لحلب وحماة، وفيها الموارد المائية وموارد الطاقة الرئيسية للشمال السورى، كما أنها من جرابلس إلى الباب فى ريف حلب الشرقى إلى إدلب، تعتبر الحزام الجغرافى اللازم، لضمان تركيا الحفاظ على الفصائل المسلحة الخاضعة لإدارتها، كدرع يحمى الجنوب التركى من أى تهديد قد يرتد عليها من الانفلات الأمنى داخل سوريا.
تقارير صحافية تحدثت عن أن التنسيق بين الدولة السورية والأكراد فى عفرين بدأ منذ ثلاثة أشهر، حينما بدأت النوايا السيئة لتركيا تتجلى، وظهرت مؤشرات التنسيق حينما أشارت تقارير صحافية سورية إلى دخول الجيش السورى إلى مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، فى مدينة حلب من الشيخ مقصود إلى بستان الباشا والهلك، فضلًا عن انتشار نحو ٣٠٠ عنصر من اللجان الشعبية السورية، بقيادة إيرانية على طول الشريط الفاصل، بين عفرين ومناطق سيطرة درع الفرات من «أعزاز» إلى «مارعن». 
الأمر بات أكثر تعقيدًا حينما أعنلت روسيا أنها حافظت على تواجد قواتها فى معسكر كفر جنة فى ريف عفرين الشمالي الشرقى ومطار منج، ونشرت صورًا لتواجد الجنود الروس فى هذه المناطق، ما يعنى أن القوات التركية باتت مطوقة بشكل كامل.
التطورات الأخيرة طرحت جملة من التساؤلات، بينها هل ستقبل تركيا التراجع وسط كل هذه الطوق من أعدائها، الأكراد من جهة والجيش السورى الوطنى من جهة ثانية، والروس من جهة ثالثة؟ وكذلك مستقبل التطورات على الأرض إذا ما حدثت مناوشات بين الأطراف المتضادة؟
منذ اندلاع الأحداث فى سورية، دمشق تعادى أنقرة وتتهمها بدعم الإرهاب ودعم الأحداث التى شهدتها البلاد، ووصل حدة الصراع بين الطرفين إلى الدرجة التى دفعت سوريا إلى إسقاط مقاتلة تركية.
فى أول رد فعل تركى على الاتفاق بين «دمشق والأكراد»، أعلنت أنقرة أنها لن تعترض على دخول القوات السورية إلى عفرين، إذا كان هدفها تطهيرها من المقاتلين الأكراد، مهددة بمواصلة الهجوم فى المنطقة إذا حاولت دمشق حماية الوحدات الكردية.
وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، قال خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الأردنى أيمن الصفدى فى عمان الاثنين الماضى: «إذا دخل النظام السورى إلى تلك المنطقة لتطهيرها من وحدات الحماية الكردية والعمال الكردستانى، فلا يمثل هذا أى مشكلة بالنسبة إلينا»، وأضاف: «إذا ما جاء لحماية الوحدات الكردية، فلا شىء ولا أحد يستطيع إيقافنا».