الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

غموض مصير "طويل التيلة".. الإحصاء: 36.7% تراجعًا في تصدير الذهب الأبيض.. 4 عراقيل وراء تدهور القطن.. وخبراء: إلغاء الدعم وتقليص المساحة المزروعة أبرز الأسباب

القطن
القطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد القطن المصري طويل التيلة كسابق عهده والذي كانت سمعته تسبقه في دول العالم، لما له من مميزات تؤهله للاستخدام في صناعة المنسوجات مرتفعة الجودة، إلا أن تقرير الجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة جاء ليطرح تساؤلًا عن أسباب انخفاض صادرات القطن إلى 36.7% في الموسم الزراعي الحالي، ليصل إلى 128.3 ألف قنطار مقابل 202.5 ألف قنطار خلال الموسم السابق بسبب تراجع المساحة المزروعة في الموسم السابق.
وقال الدكتور أحمد فتحي، مستشار الفاو السابق واستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة المنوفية، أن تدهور زراعة القطن تتعلق ب4 مشكلات أولها وجود الأمراض التي تصاب بها بذور القطن بسبب عدم وجود برامح تحصين وراثي وهو ما يحتاج إلى سياسة معينة للتعامل مع تلك المشكلة واستخدام التقاوي المحسنة النقية ومنع اختلاطها مع غيرها من التقاوي مع مراعاة عدم اصابتها بأمراض.
وأضاف: المشكلة الثانية خلط أنواع القطن المختلفة تصل إلى 6 أنواع ولكن غياب التنظيم وسياسة الارشاد الزراعي جعلت هناك خلط في زراعة الأصناف المختلفة من القطن فأصبح هناك أصناف تنمو في أوقات مختلفة عن غيرها.
وأشار إلى نقص انتاجية الفدان الواحد من القطن عن ذا قبل قلل من جودة وقيمة القطن المصري، مشددًا على ضرورة دعم الدولة لمحاصيل القطن من خلال طمأنة الفلاحين بتحديد سعر معين للمحصول الذين يزرعونه وتحديد العائد على الفلاح هذا بجانب توفير كافة الإمكانيات المادية لزراعة محصول القطن.
وأضاف الدكتور جمال صيام استاذ الاقتصاد الزراعي أن مصر كانت تنتج نحو 2 مليون فدان من القطن طويل التيلة سنويا خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي ولكن مع مرور الوقت بدأ الفلاحين في تخفيض حصيلة انتاج القطن والاتجاه إلى زراعات أخرى بسبب نقص العائد الذي يحصل عليه الفلاح من الفدان، علاوة على نقص الانتاجية فالمحصول الآن يعود على الفلاح بـ7 قناطير قطن فقط وهو عدد محدود من القناطير حيث كان الفدان ينتج ما يصل إلى 12 قنطار، مشددًا على الحاجة إلى اتباع استراتيجية لإعادة القطن المصري للصدارة كما كان من قبل.
وأرجع صيام هذا إلى أن غياب سياسة الارشاد الزراعي لها عامل في تدني انتاجية محصول القطن مشيرًا إلى وجود إهمال من قبل الحكومة ضد القطن ملحوظ الأمر الذي أثر على انتاجية القطن خلال الفترة الماضية فنجد على سبيل المثال لا الحصر الحكومة قامت بإلغاء الدعم عن القطن في عام 2015 هذا بجانب غياب الإرشاد الزراعي للفلاح وعدم اتباع سياسة محفزة لزراعة القطن ومساندة الفلاح، لافتا إلى أن شركات القطن تستغل الفلاحين والحكومة تتركهم لقمة سائغة لتلك الشركات، كما أن الصناعة المحلية لا تفضل القطن طويل التيلة كذلك لأن خطوط الإنتاج تفضل القطن المستورد قصير التيلة الذي يعمل على المكن الخاص بصناعات الغزل والنسيج والملابس، مؤكدًا أنه بعد أن كان القطن المصري هو المتربع على عرش التصدير في العالم أصبح الآن القطن الأمريكي هو القطن المنافس والذي ينتج حوالي 12 قنطار للفدان الواحد.