الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أسرة شهيد "سيناء 2018": أرواحنا فداء لمصر

سيناء 2018
سيناء 2018
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدم روحه فداء لوطنه وحمايته من أيدى الإرهابيين، لذلك لم تضع تضحيته هباء، بل ظل رمزًا تزهو به قريته «قليب إبيار»، التابعة لمركز كفر الزيات بالغربية.
أحمد رضا مدبولى الذى يبلغ عمره ٢٠ عامًا فقط، هو عريف متطوع بالقوات المسلحة، وربما كان يستشعر قبل توجهه لأداء مهمته المقدسة مع رجال قواتنا المسلحة البواسل، فى تطهير سيناء من دنس الإرهاب، أنه سيلقى وجه ربه شهيدًا فقال لأسرته قبل مغادرته لهم: «رايح مشوار مش عارف آخره استرها معايا يا رب».
هكذا يؤكد والده «رضا مدبولي - أمين شرطة» قائلًا: «أحمد لم يمض على التحاقه بالقوات المسلحة سوى عام واحد فقط، وعندي أيضًا شيماء، السيد، ومحمد الذى سبق وأن تطوع فى القوات المسلحة منذ ٥ سنوات، لذلك أصر أحمد على التطوع هو الآخر رغم رفضه مرات عديدة فإنه كان يتقدم مجددًا للتطوع حيث تم قبوله آخر مرة كان ذلك منذ أربعة شهور فقط، قضى منهم ٣ أشهر بمركز تدريبه لم ينزل خلالها إجازة إلا مرتين فقط، بعدها التحق بوحدته الحالية منذ حوالى شهر ونصف الشهر.
ويضيف الأب بصوت باكى قائلًا: «أحمد كان مقبلًا على الحياة، ويحب زملاءه ووحدته، وحينما يكون فى إجازة دائمًا يتصل بهم ليطمئن عليهم، ويحكى لنا عن زملائه، الذين استشهدوا فى معركة مصر ضد الإرهاب، وأبدا لم يكن يستشعر الخوف، بل كان مؤمنًا بقضاء الله وقدره، ويطلب من أمه وشقيقته فى كل مرة الدعاء له حينما ينهى إجازته ويعود لوحدته.
ويضيف محمد الشقيق الأكبر للشهيد أحمد إلى ما سبق فيقول: «أشعر بالفخر والاعتزاز لأن شقيقى لقى وجه ربه شهيدًا دفاعًا عن مصر، وهو ليس وحده ممن شعرت فيهم بعشق الوطن، فخلال عملى بالتمريض العسكرى فى القوات المسلحة، كان مصابو العمليات ضد الإرهاب يتمنون سرعة العودة إلى أرض المعركة ليقتصوا لمصر من الإرهابيين، لافتًا إلى أن شقيقه الشهيد تقدم للتطوع مرات عديدة فى القوات المسلحة، ولم ييأس حتى تم قبوله، مضيفًا: « كلنا فداء لمصر وكلنا على استعداد للشهادة فى سبيل حمايتها من الإرهابيين».
نفس الاعتزاز بالشهيد يحمله فى قلبه الشقيق الأصغر للشهيد، ويدعى سيد وهو فى الخامسة عشرة من عمره، قائلًا: «سوف أتطوع للخدمة بالقوات المسلحة بعد الانتهاء من تعليمى للثأر لشقيقى من الإرهابيين»، مضيفًا أنه رأى شقيقه الشهيد فى الحلم بعد استشهاده، وقال له: «خلى بالك من نفسك ووالدتك».
الموقف أكثر صعوبة على أم الشهيد التى لا تكاد تصدق أنها لن ترى ابنها مرة أخرى، وتقول بصعوبة: «لست حزينة على موت ابنى دفاعًا عن بلده، لكننى حزينة أن قتلته ما يزالون على قيد الحياة، لذا هى تتمنى الثأر منهم وقتلهم جميعًا، لكى تصبح مصر سالمة وآمنة من شر الإرهاب والإرهابيين، داعية المولى بأن يتقبل ابنها الشهيد فى جنته مع الشهداء والصالحين، مضيفة أنها لن تتوانى فى أن تقدم أبناءها كلهم للقوات المسلحة ليستشهدوا دفاعًا عن أمن مصر.
وتختتم شيماء شقيقة الشهيد فتقول: «راضون بقضاء الله وقدره، ونحمد المولى على أنه لاقى وجه ربه شهيدًا، ليدخل جنته مع رفاقه من أبناء القوات المسلحة، لكنها أبدًا لن ننساه، وستظل صورته فى قلوبنا».