فى ظل التظاهرات التى اندلعت فى إيران منذ ٢٧ ديسمبر الماضى، كشف استطلاع أجرته جامعة أمريكية، عن ارتفاع حالة الإحباط بين الإيرانيين، فى مستقبل أفضل تحت حكم نظام المرشد الأعلى على خامنئى، فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية واستشراء الفساد فى النظام الإيرانى.
كشف استطلاع للرأى أجرته، جامعة ميرلاند الأمريكية على أكثر من ألف إيرانى، ارتفاع نسبة الإيرانيين الذين يرون أن حالة الاقتصاد الإيرانى سيئة لتصل إلى ٦٨٪ مقارنة بالنتيجة المسجلة فى استطلاع مماثل جرى فى يونيو الماضى أبدى فيه ٦٣٪ الرأى نفسه، كما أعرب ٤٠.٧ فى المائة من الإيرانيين عن اعتقادهم أن الظروف الاقتصادية سيئة للغاية، مقارنة بـ٣٣٪ أبدوا الرأى ذاته فى الاستطلاع الماضى.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الاقتصاد الإيرانى يتحسن أو يسوء أجاب ٥٨.٤٪ بأنه يسوء، و٣١.٣٪ قالوا إنه يتحسن، مقارنة بـ٥٠.٢٪ كانوا يقولون إن الاقتصاد يتدهور و٣٩.١٪ كانوا يقولون إنه يتحسن. كما انخفضت نسبة الذين يعتبرون أن الوضع الاقتصادى لأسرهم تَحسَّن إلى ١٧.٣٪ مقارنة بـ٢٣٪ فى استطلاع مايو الماضى.
واعتبر ٤٠.١٪ من الإيرانيين أن البطالة أخطر مشكلة تواجه بلادهم، وردًا على سؤال حول العائق الأكبر أمام الاقتصاد الإيرانى أكد ٦٣.٣٪ أن الفساد المحلى هو المشكلة الكبرى، فى حين عزا ٣٢.١٪ من الإيرانيين مشكلة الاقتصاد إلى الضغوط الخارجية.
وأيد ٨٥.٢٪ فكرة أن تبذل الحكومة مزيدًا من الجهود لمكافحة الفساد المالى والبيروقراطى فى إيران، فى حين قال ٨١.٣٪، إنه على الحكومة أن تبذل مزيدًا من الجهود للحفاظ على أسعار المنتجات الغذائية كما هى، ورفض ٧٣.٢٪ أن ترفع الحكومة أسعار البنزين، كما رفض ٦٩.٢٪ خفض الحكومة الدعم المالى المقدم للإيرانيين.
وكان مركز أبحاث مجلس الشورى الإيرانى (البرلمان) توقع فى تقرير له عن توقعات الاقتصاد الإيرانى أن نسبة التضخم من المتوقع أن تصل إلى ١٥٪، ما يؤدى إلى استمرار هبوط قيمة الريال مقابل العملات الأخرى.
وخلال الأيام الماضية أعلن البنك المركزى الإيرانى عن تدابير لوقف تراجع الريال الإيرانى فى مقابل العملات الأجنبية مثل الدولار، وفى طليعتها رفع معدلات الفائدة على حسابات الإيداع، فيما ندد نائب الرئيس الإيرانى بضغوط واشنطن على البنوك الأوروبية التى «التى لا تجرؤ» على العمل مع طهران.
وخسر الريال الإيرانى ٢٥٪ من قيمته مقابل الدولار الأمريكى خلال الأشهر الستة الماضية وهبط إلى ٤٨.٤٠٠ مقابل الدولار، مع تلاشى الآمال بطفرة فى الاستثمار الأجنبى إثر تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المستمر بإنهاء الاتفاق النووى مع إيران.
واستنادا إلى تقديرات معهد العلوم والتكنولوجيا، فإن البطالة قد ارتفعت ٠.٤٪ إلى ١١٪ فى الفترة ٢٠١٥/٢٠١٦ مقارنة مع العام السابق، بينما تشكل حصة السكان العاطلين عن العمل بالفئة العمرية ١٥- ٢٩ سنة نحو ٦٠٪ من مجموع السكان العاطلين عن العمل.
علاوة على ذلك، فإن عدد العاطلين عن العمل فى الفئات العمرية (١٥- ٢٤ )، (١٥ – ٢٩)، و(٢٥- ٢٩)، بات يسجل ٨٨١ ألفا فى ٢٠١٥/١٦ مقارنة بـ٥٦٤ ألفا فى ٢٠٠٥/٢٠٠٦.
وشهدت ١١٥ مدنية إيرانية إضرابًا واسعًا للأطباء العاملين فى القطاع الحكومى، احتجاجًا على الفساد، وتردى الأوضاع وتدنى الرواتب، بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية فى جميع أنحاء إيران، ليكون هذا الإضراب هو الأكبر فى تاريخ البلاد.
وحسب صحيفة «آمد نيوز» فإنه رغم التهديدات التى تعرض لها أطباء القطاع الحكومى فى البلاد، إلا أنهم بدأوا إضرابا واسعا فى نحو ١١٥ مدنية إيرانية، الأربعاء الماضى ليدخل الإضراب يومه الرابع، احتجاجا على تردى الأوضاع وتدنى الرواتب وتأخر العلاوات.
وأوضحت الصحيفة، أن الأطباء جمعوا التوقيعات لتوجه بمطالبهم إلى وزير الصحة الدكتور حسن قاضى زاده هاشمى، من أجل البت فيها، لافتة إلى أن الأطباء مستمرون فى إضرابهم.
