الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سفير الفاتيكان في حوار لـ"البوابة": السيسي لديه إرادة في تحقيق المواطنة ومحاربة الإرهاب.. وزيارة الرئيس للكاتدرائية في العيد تؤكد حرصه على التعايش

سفير دولة الفاتيكان،
سفير دولة الفاتيكان، برونو موزارو في حواره للبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سفير الفاتيكان فى حوار لـ"البوابة": السيسى لديه إرادة فى تحقيق المواطنة ومحاربة الإرهاب.. وزيارة الرئيس للكاتدرائية فى العيد تؤكد حرصه على التعايش. 
التطرف ليس مرتبطا بالدين الإسلامى، فهولاء الإرهابيون خارجون عن الدين فهم يستهدفون كل شىء لا يتوافق مع آرائهم.. توقف الحوار مع الأزهر قدم أكبر هدية للإرهابيين.. ومبادرة اعتماد مسار العائلة المقدسة جيدة، ويمكننا المساعدة فيها.. نسعى للاتحاد التام بين الكنائس وإقامة سر التناول سويًا، وجمعياتنا تقدم خدماتها لمصر بالصحة والتعليم.
قال سفير دولة الفاتيكان، برونو موزارو، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى، لديه إرادة حقيقية فى تحقيق المواطنة، وتطبيق القانون، معربًا عن إعجابه بمبادرات الرئيس بتجديد الخطاب الدينى فى مصر، وإصراره على مكافحة الإرهاب. 
وفى حواره لـ«البوابة» أكد «موزارو» أن الكنيسة يمكنها المساعدة فى مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إذا طُلب منها ذلك، مشددًا على أن العلاقة بين الفاتيكان والطوائف المسيحية جيدة، وهناك سعى نحو التقارب والتعايش بينها، بالرغم من صعوبات الوحدة العقائدية.
ولفت إلى أن العلاقة مع الأزهر الشريف متميزة، وأنه خلال فترة قصيرة التقى البابا فرنسيس والإمام أحمد الطيب ثلاث مرات فى مناسبات مختلفة، مشيرًا إلى أن زيارة البابا فرنسيس إلى مصر مازالت حاضرة ومؤثرة فى كثيرين.
فإلى نص الحوار:
■ حدثنا عن اعتماد مسار العائلة المقدسة فى الحج إلى مصر؟
- عرفت قرار اعتماد مسار الحج فى مصر من الصحف المصرية، ولا توجد لدينا أى معلومات رسمية عن هذا الأمر.
ولكن المبادرة جيدة، والكنيسة الكاثوليكية سوف تكون فى الخدمة، إذا طُلب منها المساعدة فى الأمر، مثل إعداد أماكن لاستقبال السائحين والشرح الدينى للأماكن. 
■ وماذا عن سنودس العائلة، الذى عقدت الكنيسة الكاثوليكية، وتم فيه إعادة النظر فى قضايا الانفصال؟
- البابا يريد مساعدة المحتاجين، ولذلك طلب من الأساقفة خلال سنودس العائلة، إعادة النظر فى درجات التقاضى بالنسبة لقضايا الزواج، وفى مصر تم إلغاء الدرجة الثانية من التقاضى.
■ ماذا عن العلاقات مع الطوائف المسيحية؟
- حدثت نقلة فى العلاقات نحو الكنيسة الأرثوذكسية والبروتستانتية، ولذلك ليس من الغريب أن يشارك البابا فى الاحتفال بمرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الذى قام به مارتن لوثر فى السويد، فالهدف هو الوصول لوحدة الإيمان فى يسوع المسيح.
وهناك صعوبات فى الوحدة عقائدية وتعليمية، ولكننا نعمل على التقارب والتعايش ووحدة الإيمان، فكل الكنائس ابتعدت عن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ونسعى للاتحاد التام وإقامة سر التناول سويًا والاحتفال به.
■ ماذا عن تصالح البابا فرنسيس مع الكنيسة اللوثرية؟ 
- البابا فرنسيس له وجهة نظر كتابية وحقيقية وهى وحدة الكنيسة ووحدة الإنسانية.
■ هل هناك أمل فيما يتعلق بالاتفاق على يوم موحد للاحتفال بعيد القيامة؟
- أحب أن أوضح تاريخ عيد الفصح هو أمر ثانوي، وليس تاريخ عيد الفصح هو سبب اختلافنا، ولكن الانقسامات التى شهدتها الكنيسة على مدار قرون، فالكل يحتفل بعيد الفصح بحسب مفهومه وإيمانه.
■ كيف ترى أهمية استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان؟
- البابا وشيخ الأزهر التقيا ثلاث مرات خلال فترة قصيرة فى مايو ٢٠١٦ وأبريل ٢٠١٧ ومؤخرا فى الفاتيكان حيث تناولا الغداء سويًا.
وتوقف الحوار بين الأزهر والفاتيكان لمدة خمس سنوات، خلال حبرية البابا بندكتس، عاد الحوار مرة أخرى، قبل فترة قصيرة من لقاء البابا بشيخ الأزهر، حيث احتضن الأزهر الاجتماع الأول لعودة الحوار، وقد كان أول لقاء يهدف لمواجهة الإرهاب، لأن توقف الحوار بين مؤسستى الأزهر والفاتيكان، كان أكبر هدية أعطيناها للإرهابيين، واللقاء الثانى للجنة الحوار سوف يكون فى روما.
فالتطرف ليس مرتبطا بالدين الإسلامى، فهولاء الإرهابيون خارجون عن الدين، فهم يستهدفون كل شىء لا يتوافق مع آرائهم، مثلما شهدنا ما حدث فى مسجد الروضة، وعندما ذهب وفد من الكنيسة الكاثوليكية لتعزية شيخ الأزهر كان لسان حال الجميع من يمول هذه الهجمات.
■ هل من الممكن أن يقدم البابا فرنسيس استقالته أسوة بالبابا بندكتس؟
- البابا باق فى خدمة الكنيسة، كما أن البابا بندكتس ليس الأول فى البابوات الذى يقدم استقالته، فقد سبقه البابا سيلستون، ولذلك لا يوجد غرابة فى الأمر فالقانون الكنسى يسمح بهذا.
■ ماذا عن الاتجاهات الأصولية داخل الكنيسة؟ 
- هذه التيارات ليست موجودة فى أوروبا، كما أن شخص البابا هو المرجعية الأولى والأخيرة، ولذلك عندما انقسم البروتستانت عن الكنيسة الكاثوليكية، أصبحوا عدة كنائس بدون وجود نقطة مركزية، وبالتأكيد هناك تيارات معارضة وهناك توجه لاستمرارية المجمع الفاتيكانى الثانى، والذى شهد نقلة فى الكنيسة الكاثوليكية.
فتاريخ الكنيسة ألفا عام ولا يوجد بابا هرطوقى، ولكن هناك من دعوا البابوية لتحقيق مصالح لهم واختاروا الانفصال عن الكنيسة.
■ حدثنا عن أصداء زيارة البابا فرنسيس السابقة لمصر؟
- زيارات بابا الفاتيكان تركت أثرا كبيرا ومازالت أصداؤها تتردد حتى يومنا هذا، فبساطة البابا والرسائل التى وجهها من مصر للعالم كله من خلال خطابه فى الأزهر والكنيسة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، مازالت مثار حديث كثيرين، لأنها واضحة وبها التزام وحث على التعايش السلمى بين المسيحيين والمسلمين.
■ كيف ترى خطوات الرئيس السيسى فى تحقيق التعايش؟
- توليت منصبى كسفير للفاتيكان منذ فترة قصيرة، وأرى أن حرص الرئيس على زيارة الكاتدرائية فى العيد كل عام، وإنشاء الكنائس الجديدة، يمثل خطوات نحو المواطنة والتعايش، كما أبهرنى توجه الرئيس بتجديد الخطاب الدينى، ولا نتوقع أن تتغير الأحول بين «يوم وليلة»، ولكننا بالتأكيد سوف نحصد النتائج فى المستقبل.
فالرئيس السيسى لديه إرادة فى مواجهة التطرّف والارهاب، ولديه إرادة حقيقية فى تحقيق المواطنة وتطبيق القانون، ولديه رؤية واستراتيجية نحو التنمية والعمل على تعميق العلاقات المصرية الخارجية.
■ ماذا عن دور الفاتيكان فى مساعدة مصر؟
- سفارة الفاتيكان تقدم عدة خدمات من خلال الجمعيات التابعة للفاتيكان فى الصحة والتعليم، من خلال توقيع بروتوكلات تعاون مع وزرات مختلفة، وإجمالًا أستطيع أن أؤكد أن العلاقة ممتازة مع الحكومة المصرية.
■ زرت عدة محافظات فى مصر فما أقرب المحافظات إلى قلبكم؟
- الأقصر الأقرب لى حيت التاريخ العريق والأصالة والتراث، ولكن ليس فى الصيف بالطبع.
■ ما رأيك فى مطالبة عدد من الشخصيات داخل الكونجرس الأمريكى بشأن إصدار قانون للأقباط فى مصر؟ 
- لم أسمع عن ذلك، وأرفض الحديث عن أمور ليس لها علاقة بأرض الواقع، وأرى بعضًا من الحوادث التى تحدث فى مصر وبالأخص فى الصعيد، ولكن هذا له طابع ثقافى واجتماعى مختلف، ويجب محاربة التطرّف الفكرى بفكر يصحح هذه المفاهيم.
وإذا وجدت بعض حالات التعدى فهى حالات فردية، ولا يجب أن نعمم المشكلة، ولكن الذى يجب عمله هو تطبيق القانون ومواجهته. 
■ كيف ترى قرار الرئيس الأمريكى ترامب بشأن نقل العاصمة الإسرائيلية للقدس؟
- لا أحد يعرف بماذا يفكر ترامب، فكل يوم هناك مفاجأة جديدة منه، وموقف الكنيسة الكاثوليكية واضح، وهو حل الدولتين، وهو يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، كما أن القدس لا يمكن أن تكون عاصمة لأحد فلها وضعها الدولى الخاص، ولو تخيلنا أنها أصبحت عاصمة لإسرائيل وقامت بغلقها والاستحواذ عليها، فماذا سيكون الرد العالمى وقتها؟! وأكرر أن موقف الكرسى الرسولى هو نفس موقف الأمم المتحدة.