السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

اعرف بلدك.. تعرف على تاريخ مسجد محمد علي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‎تُعتبر مصر من أهم وأجمل البلاد سياحيًا ولذلك وضعت على قائمة أفضل المدن بالنسبة للسائح.
‎وتعرض "البوابة لايت"، فقرة "اعرف بلدك"، التي تتابع فيها أفضل الأماكن في مصر وفي كل محافظة لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية.
مسجد محمد علي:
هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، أنشأه محمد علي باشا ما بين الفترة من 1830م إلى 1848م على الطراز العثماني، على غرار جامع السلطان أحمد بإسطنبول. ويدعى أحيانًا بمسجد المرمر أو الألبستر لكثرة استخدام هذا النوع من الرخام في تكسية جدرانه.
تاريخه:
-شرع الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي في بناء قلعة الجبل سنة 572هـ / 1176م، وأُتم بناؤها في عهد الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل سنة 614هـ / 1207م، واتخذت منذ ذلك التاريخ مقرًا لحكم مصر حتى عهد الخديوي إسماعيل الذي نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين، ومنذ تولى محمد علي باشا حكم مصر اعتنى بالقلعة وأصلح أسوارها، وبعد أن أتم إصلاحاته بالقلعة رأى أن ينشئ مسجدًا يؤدي فيه هو وموظفيه الفرائض الدينية، وكي يلحق به مدفنًا يكون مثواه الأخير، أنشأ المسجد في قسم من أرض قصر الأبلق الذي أنشأه السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 714هـ/1314م.
-اختير لتصميم المسجد الطراز التركي الذي أدخله المهندسين الأتراك الذين رافقوا ولاة مصر من قبل السلاطين العثمانيين، وكان أول نموذج أنشئ بمصر على هذا النسق هو مسجد سليمان باشا "سارية الجبل" بالقلعة سنة 935هـ / 1528م، فمسجد سنان باشا ببولاق سنة 979هـ / 1571م، فمسجد الملكة صفية سنة 1019هـ / 1610م، فمسجد محمد بك أبي الذهب سنة 1187هـ / 1773م، فجامع محمد علي بالقلعة سنة 1246هـ / 1830م.

-شُرع في إنشاء المسجد سنة 1246هـ/1830م، ووضع أساسه على الصخر، واختيرت الحجارة الضخمة لبناؤه، وكانت تربط بكانات من الحديد يسبك حول أطرافها بالرصاص، واستمر العمل به حتى وفاة محمد علي باشا سنة 1265هـ / 1848م فدفن في المقبرة التي أعدها لنفسه بالمسجد، وكان وقتها المسجد كاملاً من أسوار وقباب ومنارات وكتابات تعلو الشبابيك، أما كسوة الوجهات بالرخام فلم يتم منها إلا القسم السفلي حتى الباب القبلي للصحن، وكسوة الأفاريز حول الشبابيك النحاسية.

- ولما تولى عباس حلمي باشا الأول حكم مصر سنة 1264هـ / 1848م أمر بإتمام كسوة الرخام وكذلك عمل تركيبة رخامية ومقصورة نحاسية لقبر جده محمد علي باشا ووضع بداخلها شمعدانات فضية ومصاحف مذهبة، كما أمر بفرش المسجد وإضاءته بالنجف، وعين له القراء ورصد له الخيرات.

- وفي عهد محمد سعيد باشا الذي تولى الحكم سنة 1270هـ/1854م رصد للمسجد خيرات كثيرة وقرر أن يقام به خمس احتفالات سنوية هي ليلة المعراج، ليلة النصف من شعبان، ليلة الثالث عشر من رمضان التي توفي فيها محمد علي باشا بالإسكندرية، ليلة الرابع عشر من رمضان التي أُودع فيها محمد علي باشا مثواه الأخير، وليلة القدر، وأمر أيضاً بطلاء مقصورة القبر النحاسية وأحدث بعض التغييرات في كتابتها.

-وخلال عهد إسماعيل باشا الذي تولى حكم مصر سنة 1280هـ/1863م زُود المسجد بأبواب جديدة بشماعات نحاسية ومصحفان مذهبان بخط إبراهيم أفندي رشدي، وأُعد به مقصورة بجوار المنبر كي يصلي فيها السلطان عبدالعزيز الأول لما حضر إلى مصر وصلى بالمسجد، كما أُحيط المسجد بأسوار وأنشئ له دورة مياه. أما بعد تولي توفيق باشا الحكم سنة 1296هـ/1879م فقد أمر بإصلاح رخام الصحن، وإعادة رصاص القباب، وزوده بمصاحف مذهبة.
تصميمه:
-المسجد في مجموعه مستطيل البناء، ينقسم إلى قسم شرقي معد للصلاة، وقسم غربي وهو الصحن الذي تتوسطه فسقية الوضوء، ولكل من القسمين بابان متقابلان أحدهما قبلي والآخر بحري.
-بالنسبة للقسم الشرقي فهو مربع الشكل طول ضلعه من الداخل 41 مترا، تتوسطه قبة مرتفعة قطرها 21 مترا، وارتفاعها 52 مترا، عن مستوى أرضية المسجد، وهي محمولة على أربعة عقود كبيرة وتتكئ أطرافها على أربعة أكتاف مربعة، ومن حولها توجد أربعة أنصاف قباب، ونصف خامس يغطي بروز المحراب، بخلاف أربعة قباب صغيرة موزعة بأركان المسجد.
-يبلغ سمك الجدران في الأساس 2.20 متر، ويتناقص هذا السمك حتى يصل إلى 1.90 متر في أجزائه العلوية، وكسيت الجدران من الداخل والخارج بالرخام الألبستر المستقدم من محاجر بني سويف، وكذلك كسيت الأكتاف الأربعة الحاملة للقبة الكبيرة حتى ارتفاع 11 مترا.
-وتشغل الجدار الغربي دكة المؤذنين وهي بعرض المسجد ومقامة على ثمانية أعمدة من الرخام، فوقها عقود وبها سقوف ملونة ولها سياج من نحاس، ويصعد إليها وإلى الممر العلوي المحيط بالمسجد من سلمي المنارتين. وبدائر المسجد من أسفل شبابيك كتب على أعتابها من الداخل أبيات من قصيدة البردة. وجهة القبلة يوجد المحراب المبني من رخام الألبستر، ويجاوره منبر رخامي أضيف في عهد الملك فاروق الأول، وبالقرب منه المنبر الخشبي القديم المحلى بنقوش مذهبة وهو أكبر منبر في الآثار الإسلامية المصرية.
-وكسيت جدران المسجد أعلى الكسوة الرخامية من الداخل ببياض حلي بنقوش ملونة ومذهبة تمثل عقودًا وزهورًا يتوسطها هلال، وكتب في أضلاع القبة بالتناوب: بسم الله، ما شاء الله، تبارك الله. ولم تقتبس زخارف المسجد من مسجد السلطان أحمد الذي اقتبس منه التصميم، ولكن اقتبست من الزخارف التي راجت في تركيا في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي الركن الغربي القبلي يقع قبر محمد علي باشا، ووضعت عليه تركيبة رخامية حولها مقصورة نحاسية مذهبة جمعت بين الزخارف التركية والعربية والمصرية، وثبت على جدارها القبلي لوحة رخامية مكتوبة باللغة التركية تضمنت مدح لمحمد علي باشا ومدة حكمه وتاريخ وفاته. وعلى طرفي الوجهة الغربية للصحن منارتان بارتفاع 84 متر عن مستوى أرضية الصحن، بكل منهما 256 درجة إلى نهاية الدورة الثانية، خلاف درج المسلة.
-أما الصحن فهو فناء كبير مساحته 53 مترا × 54 مترا، يتوصل إليه من الباب الذي يتوسط الجدار البحري، وتحته صهريج كبير، ويحيط به أربعة أروقة ذات عقود محملة على أعمدة رخامية، وتحمل قباباً صغيرة منقوشة من الداخل ومغطاة من الخارج بألواح الرصاص مثل القبة الكبيرة وبها أهلة نحاسية. وبدائر الإيوانات 46 شباك تشرف على خارج الجامع من الجهات البحرية والغربية والقبلية، أما الجهة الشرقية فتشرف على المسجد، وبها ثمانية شبابيك يعلوها إفريز رخامي به اسم السلطان عبدالمجيد ومكتوب عليه آيات من سورة الفتح بالخط الفارسي كتبها الخطاط سنكلاخ سنة 1262هـ.
-وسط الصحن توجد قبة الوضوء التي أنشأت سنة 1263هـ/1844م، ومقامة على ثمانية أعمدة من الرخام، وتحمل عقودًا تكون منشورًا ثماني الأضلاع، فوقه رفرف به زخارف بارزة، وباطن القبة محلى بنقوش تمثل مناظر طبيعية، وبداخل القبة قبة أخرى رخامية ثمانية الأضلاع، لها هلال رخامي، نقش عليها بزخارف بارزة عناقيد عنب، وبها طراز منقوش ملون مكتوب بالخط الفارسي بقلم سنكلاخ. ويتوسط الرواق الغربي بالصحن برج من النحاس المثقوب والمحلى بالنقوش وبالزجاج الملون، بداخله ساعة دقاقة أهديت إلى محمد علي باشا من ملك فرنسا لويس فيليب سنة 1262هـ/1845م، وأمام الوجهتين القبلية والبحرية للقسم الشرقي رواقان بهما عمد رخامية تحمل قبابًا صغيرة، وبدائر المسجد والصحن شبابيك نحاسية مفرغة بأشكال زخرفية، ومكتوب على أعتابها قصيدة للشيخ محمد شهاب الدين ابتدأت من يسار الباب البحري للصحن.
-أما مزولة المسجد فهي من عمل سلامة أفندي المهندس، والآيات القرآنية التي كتبت على أعتاب الأبواب الأربعة قام بها الخطاط أمين أزميري سنة 1267هـ/1851م، وانتهى عمل الأبواب سنة 1261هـ/1845م، فيما انتهى العمل بالقبة الكبيرة سنة 1262هـ/1846م.