الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العائدون من سوريا والعراق خطر يهدد ألمانيا.. 15 ألمانية معتقلة في سوريا بتهمة الانضمام لداعش.. المخابرات: 960 مواطنًا تركوا بلادهم لتكوين تنظيم إرهابي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكر تقرير لصحيفة «دى فيلت» الألمانية استنادًا إلى منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أن ١٥ ألمانية على الأقل، من أصل ٨٠٠ امرأة، يقبعن فى السجون فى المناطق الكردية شمالى سوريا لانضمامهن لتنظيم داعش. وأضافت الصحيفة استنادًا إلى بيانات خبير أمنى فى منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن هناك ٨٠٠ امرأة منتمية لـ«داعش» معتقلات مع أطفالهن داخل أربعة معسكرات مختلفة، وبحسب البيانات، ينحدر هؤلاء النساء من ٤٠ دولة، بينها كندا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وأستراليا.

ونقلت الصحيفة عن الخبير لدى المنظمة الحقوقية، نديم حورى، قوله: «هؤلاء النساء فى وضع صعب للغاية، كما أن الأوضاع ليست جيدة على الإطلاق بالنسبة للأطفال الصغار على وجه الخصوص»، مضيفًا أن هؤلاء النساء يردن العودة إلى أوطانهن، «حتى إذا أصبحن مهددات هناك بعواقب جنائية».
وطالب «حورى» الحكومات الأوروبية باستقدام أطفال هؤلاء النساء على الأقل، وقال: «الأطفال لم يرتكبوا جرائم، إنهم أنفسهم ضحايا الحرب وأحيانًا كثيرة ضحايا آبائهم المتطرفين».
يذكر أن السلطات الألمانية، حذرت من مخاطر عودة النساء والأطفال من تلك المناطق.


وقال رئيس هيئة حماية الدستور بألمانيا (الاستخبارات الداخلية)، إن موظفى هيئته يرصدون بقلق عودة زوجات وأطفال مقاتلى تنظيم داعش من المناطق التى كانت خاضعة لسيطرة التنظيم فى سوريا والعراق بعد الخسائر الفادحة للتنظيم هناك.
وقال رئيس الهيئة، هانز غيورغ ماسن، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه لم تبدأ بعد موجة عودة كبيرة لجهاديين، «ولكن يتم رصد عودة نساء وشباب وأطفال». وأوضح أن خلفية ذلك تعزى إلى مساعى المقاتلين لتأمين أفراد أسرهم بسبب أحداث الحرب.


يذكر أن الحكومة العراقية أعلنت فى ديسمبر الماضى، انتصارها على تنظيم «داعش»، عقب معارك طاحنة استمرت لسنوات، ورغم دحر «داعش»، لا يزال التنظيم يشن هجمات على طريقة حرب العصابات.
وتنتشر مئات الخيم فى شمال شرقى سوريا على بعد أمتار من الحدود العراقية، ويضم مخيم «روج» الذى زاره حورى نصف عائلات المقاتلين الأجانب من التنظيم.
وفى لقاء له مع وكالة «فرانس برس» أكد حورى بعد عودته من سوريا، أن الكرد لا يريدون محاكمة زوجات الجهاديين الأجانب على أراضيهم، مشيرًا إلى أنهم يقولون إنهم عانوا بما فيه الكفاية مع الجهاديين الذين قاتلوا على الأرض.



١٠٠ طفل

ويستعد مسئولون أمنيون فى ألمانيا، لوصول أكثر من ١٠٠ رضيع وطفل هم أبناء مواطنين غادروا البلاد للقتال فى صفوف تنظيم «داعش»، فى العراق وسوريا، وسط مخاوف من غرس بذور التطرف فى عقول الأطفال.
وفى وثيقة موجهة لنائب برلماني، قالت وكيلة وزارة الخارجية الألمانية، إيميلى هابر، «إن من الصعب تحديد عدد الأطفال المتوقع وصولهم نظرا لعدم معرفة عدد الذين ولدوا أثناء وجود الأهل فى سوريا أو العراق».
وأضافت «هابر»، فى ردها على طلب إحاطة برلمانى رسمى، قدمته النائبة عن «حزب الخضر»، إيرين ميهاليتش، أن مسئولى الأمن لديهم معلومات تشير إلى أنه من المتوقع وصول عدد يقارب الـ١٠٠ من القُصر أغلبهم من الرضع والأطفال الصغار.
ويعتقد أن هناك ٩٦٠ ألمانيا تركوا بلادهم للانضمام لمتشددى تنظيم «داعش»، ومع تقهقر التنظيم فى الشرق الأوسط يعود بعضهم مع أفراد أسرهم، فيما تحاول السلطات الألمانية، تأمين إطلاق سراح أطفال جرى اعتقال آبائهم وأمهاتهم.



٨ آلاف إرهابي

فيما يقدر مركز «فيريل للدراسات» فى برلين، عدد المقاتلين الذين شاركوا بقتال ضد الجيش السوري، ثم فروا إلى ألمانيا وتقدموا بطلبات لجوء، وهم الآن يعيشون فوق الأراضى الألمانية ويتنقلون بحرية، بنحو ٨٠٠٠ إرهابي، تنوعت مشاركاتهم بين القتل وقطع رؤوس عناصر الجيش السوري، إلى قطع رؤوس الأطفال وحرقهم وارتكاب المجازر وقصف الأحياء المدنية بالهاون.
كما يقدر مركز «فيريل» عدد السلفيين فى ألمانيا بنحو ٥٠ ألف سلفي، منهم أكثر من ١٠ آلاف يصنفهم بالخطرين.
وأوضح المركز عدد المقاتلين الذين يحملون الجنسية الألمانية وشاركوا بقتال ضد الجيش السوري، منذ عام ٢٠١١ حتى نهاية ٢٠١٦، ١٠٥٠ مقاتلًا.
وذكر المركز، أن النساء الألمانيات اللواتى شاركن بجهاد النكاح فى سوريا ١١ امرأة، والأصح مراهقة، لأن معظمهن دون سن ١٨ عامًا.
وتقول الحكومة الألمانية، إن لديها أدلة على أن أكثر من ٩٦٠ شخصا غادروا ألمانيا إلى سوريا والعراق حتى نوفمبر ٢٠١٧ للقتال فى صفوف تنظيم «داعش»، ويعتقد أن ثلثهم عاد إلى ألمانيا، فيما قتل على الأرجح ١٥٠ منهم فى المعارك هناك.
وفى مايو ٢٠١٦، أعلنت الاستخبارات الألمانية، أن هناك حوالى ٨٢٠ متطرفًا ألمانيا فى سوريا والعراق، مبدية قلقها إزاء تطرف القاصرين بعد حادثين حصلا فى الآونة الأخيرة.
ودخل زهاء ثلث هؤلاء المتطرفين الـ٨٢٠ إلى ألمانيا مجددا، فيما قُتل نحو ١٤٠ آخرين. ولا يزال نحو ٤٢٠ فى الأراضى السورية أو العراقية.
وكان نحو ٥٪ (نحو ٤٠ شخصا) من مجموع هؤلاء المتطرفين، قاصرين عندما غادروا ألمانيا، ونصفهم من الفتيات.



المواجهات

وتتبنى أجهزة الأمن والاستخبارات الألمانية، نظاما جديدا لتقييم الخطرين يطلق عليه «اسم رادار داعش». Radar - ITE، وهو مختصر يشير فيه الحرفان «I.T» إلى إرهاب المتطرفين.
وعملت مجموعة من الخبراء فى الإرهاب والجريمة وعلم النفس والاجتماع، من مؤسسات الشرطة ومن بعض الجامعات الألمانية، على وضع مفردات نظام الكشف المبكر عن الإرهابيين فى ألمانيا واستخدمت المجموعة البيانات المتوفرة فى «بنك المعلومات الأوروبي» حول الإرهاب فى تقييم كل متهم بالإرهاب على حدة.
وطلبت الاستخبارات الألمانية من حكومة أنجيلا ميركل، أن تتيح لها جمع البيانات الشخصية للقاصرين دون الـ١٦، والذين يشتبه بتطرفهم، وهو أمر محظور حاليا. وعقب تصريح رئيس المكتب الاتحادى لحماية الدستور الألمانى هانز جيورج ماسن، فى ٢٦ إبريل، بدأت المداهمات لمراكز الجهاديين فى عدة مدن وولايات ألمانية، ميونيخ، بريمن، براندنبورج، برلين، كولن، هامبورج، وكانت بعض هذه المداهمات تشمل مراكز اللجوء.
وعندما داهمت وحدة مكافحة الإرهاب منزلًا فى مدينة بريمن، التى وصفتها وسائل الإعلام الألمانية بـ«جبل من السلفيين» اعتقلت عددًا منهم بتهمة التحضير لهجمات إرهابية، وصدر تقرير إعلامى ألمانى يقدر عدد السلفيين بـ٤٣٠٠٠ سلفي، بينهم ٨٦٥٠ سلفيا صنف «خطيرًا».
تقرير آخر للاستخبارات الداخلية الألمانية، نشرته صحيفة «Frankfurter Allgemeinen» تقول فيه: «حصلت أجهزة الاستخبارات الألمانية عبر لاجئين فى الغالب من سوريا والعراق على معلومات حول التهديدات الإرهابية بينها أكثر من ٣٠٠ اتصال هاتفى حول عناصر خطرة داخل ألمانيا، وتعامل جهاز الاستخبارات الداخلية مع هذه الإشارات بشكل جاد، كما أن الاستخبارات الداخلية أيضا كشفت عن تصاعد عدد التحقيقات حول هجمات إرهابية محتملة، وإلى جانبها كشف مكتب مكافحة الإجرام الاتحادى عن ١٦٥ حالة خطرة حتى النصف الأول من هذا العام ٢٠١٧، ممكن أن يقوم بتنفيذها جماعات إسلامية متطرفة، وبسبب ارتفاع ملفات التحقيق، اضطرت الحكومة الألمانية إلى إشراك أقسام الشرطة بالتحقيقات نتيجة النقص فى عدد العاملين فى المكتب الفيدرالى لمكافحة الإرهاب.


وفى تطور آخر، كشف تقرير حكومى عن تجنيد الشرطة الألمانية لنحو ١٥٠٠ موظف بالبريد لمراقبة الإرهابيين المحتملين عبر الاطلاع على الخطابات المرسلة لهم وإرسالها للسلطات، حسب إعلام محلي، وقالت صحيفة «نيو أوسنابروك» الألمانية، نقلا عن تقرير قدمته وزارة الداخلية للبرلمان ردا على استجواب قدمه حزب اليسار المعارض، إن نحو ١٥٠٠ موظف بـ«دويتشه بوست» البريد الألمانى، يساعدون الشرطة فى «رصد ومراقبة الإرهابيين المحتملين والمجرمين الخطرين». فيما يبدو أن ألمانيا ودولًا أوروبية تواجه أزمة «العائدين» من سوريا والعراق، خاصة على صعيد مستوى المرأة والأطفال، وهو ما يجعل على الحكومة الألمانية إيجاد وسيلة أكثر تعاملا مع هؤلاء العائدين من أجل نزع الفكر الجهادى والتطرف من عقولهم وإعادة مواطنين صالحين داخل الدولة الألمانية، وإلا سيتحولون إلى قنابل موقوتة تستخدمهم الجماعات المتطرفة فى استهداف المصالح الألمانية.