الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيناء 2018.. مقاتلون هناك وحشاشون هنا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك فى سيناء ٢٠١٨ مقاتلون وهنا فى بارات فنادق وسط البلد حشاشون، ربما كان بعضهم ملتفًا حول زجاجات البيرة يسب الجيش والشرطة ويخطط كيف يشكك فى العملية الشاملة التى تقوم بها قواتنا المسلحة للقضاء على فلول الإرهاب، فى أرض الفيروز هناك مقاتلون يدوسون الأرض بأقدامهم باحثين عن عبوات ناسفة وألغام مستعدين للاستشهاد فى أى لحظة، وهنا منظرون فلاسفة وعباقرة يتساءلون عن حجم القوات وتكاليف العملية ويطلقون تساؤلاتهم الخبيثة، ماذا لو جرت عملية إرهابية أخرى؟ هل سيكون ذلك إعلان لفشل الجيش؟ تركوا زجاجات البيرة إلى هواتفهم لتنفيذ خطة التشكيك عبر منابر الإرهاب فى مكملين والتلفزيون العربى، أو على منصاتهم الخائنة بمواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وتويتر.
نفس هؤلاء هم من يصفون أنفسهم بالنخبة السياسية من عناصر التيار الديموقراطى، ولكن لنرجع إلى الوراء قليلا لنعرف ما إذا كانوا نخبة أم مجموعة من الحشاشين.
عندما أطالب المصريين بمقاطعة الانتخابات الرئاسية وعدم الاعتراف بشرعية نتائجها، يعنى ذلك حتما أننى أدعو للثورة على النظام السياسى القائم، وأطالب المجتمع الدولى بعدم الاعتراف به، إلى هذه النقطة سأكون منطقيا إذا وصفت نفسى بالثائر، حتى لو رأنى الآخرون خارجا على الشرعية الدستورية والقانونية ومهددا لها.
لكن إذا وصفت نفسى بمعارض سياسى بحجة عملى تحت مظلة حزب سياسى شرعى، وهذا هو لسان حالى، أكون أحد رجلين، إما مخادع ومدلس أو«نصاب» بلغة الشارع، وإما «حشاش» مدمن لأردأ أنواع الحشيش المخلوط بعناصر كيميائية وأشياء أخرى من عينة الحنة ولبان الدكر وأبو صليبة وجميعها يتسبب فى الإصابة بحالات الهلوسة والتخريف.
للأسف هكذا بدت عناصر ما يسمى بالتيار الديموقراطى التى اجتمعت من أجل الطعن فى شرعية النظام المصرى والتمهيد لحملات ترويجية تشكك فى مشروعيته الدستورية على مستوى دولى أثناء وبعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
المعارض يعمل داخل أطر حزبية من أجل تقديم رؤى مخالفة لما تطرحة الحكومة، ولكن داخل الإطار العام للنظام السياسى، أما ما يقوم به هؤلاء فلا يمكن تصنيفه من الناحية السياسية عملا من أعمال المعارضة بأى حال.
الأخطر من ذلك أنهم يسعون للطعن فى شرعية النظام.. تلك الدعوة الآثمة لا تهدف إلا لاستعادة أجواء العنف والفوضى التى تلت يناير ٢٠١١، لذلك جاء تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسى لمصدريها أثناء افتتاحه حقل ظهر.
وجاء رد التيار الديموقراطى المزعوم على تصريحات الرئيس ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن عناصر التيار قد أعدوه تحت تأثير«نفس الحشيش المضروب»،إذ لا يمكن إخضاعه لنظريات التحليل السياسى، فقد تجاهل إشارة الرئيس إلى أحداث العنف والفوضى التى أعقبت يناير ٢٠١١ وبدأ يتحدث عن الأجواء التى سبقت ٢٠١١ والفعل الثورى الذى شهده ٢٥ يناير، مؤكدا أن التيار الديموقراطى يقبل تحذير الرئيس إذا كان يقصد ما جرى فى السنوات التى سبقت الثورة، ويرفضه إذا عنى الثورة بحد ذاتها.
أى سياسة يمكن أن تتبع مع مجموعة من الفوضويين سوى الحزم والحسم وشأنهم فى ذلك شأن الإرهاب حيث لا مجال للتفاوض السياسى معهم، لأن ذلك يعنى فتح المجال أمام تنظيماتهم وجماعاتهم للحركة ولكن بشروط، بينما هم إما فوضويون أو إرهابيون.
أغلب عناصر التيار الديموقراطى من المطبعين مع العدو الإخوانى، فهم ضيوف دائمون على شاشات فضائياته جميعها المدعومة قطريا وتركيا أى من قبل أكبر دولتين تدعمان الإرهاب فى مصر، فهل يمكن الرهان عليهم فى عملية بناء نظام سياسى تعددى.