دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في الكويت اليوم الثلاثاء إلى عدم استثناء أي منطقة في العراق من عملية إعادة الإعمار، وخصوصا إقليم كردستان، مشددا على أهمية إنهاء الخلافات بين بغداد وأربيل.
وقال في اليوم الثاني من مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي تستضيفه الكويت حتى الأربعاء، إن "جهود إعادة الإعمار لا يجب أن تستثني أي منطقة أو مكون، وخصوصا أولئك الذين جرى تهميشهم عبر التاريخ الحديث للعراق أو استهدفوا من قبل تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف: "لابد من إعادة إعمار قرى ومدن ومناطق بكاملها. وحتى المناطق التي بقيت خارج سيطرة تنظيم داعش، فقد عانت أيضا. وأتحدث خصوصا هنا عن كردستان التي تحملت أكثر من حصتها من العبء، وتضحياتها تدفع إلى التضامن معها".
ورأى لودريان أن "هذا الأمر يتطلب إنهاء الخلافات بين الحكومة الإقليمية والحكومة الفدرالية".
وأضاف "أن العراق لن يتمكن من النهوض بشكل دائم، ما لم يقرر التصدي مباشرة لعمليات إعادة الإعمار، ويعمل على تعميم الاستقرار والمصالحة الوطنية".
وأعلنت بغداد أنها "انتصرت" على تنظيم داعش في ديسمبر بعدما استعادت القوات العراقية، مدعومة بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، اجزاء واسعة من البلاد كانت المجموعة المتطرفة سيطرت عليها في منتصف العام 2014.
وتأمل الحكومة العراقية أن تجمع نحو 88 مليار دولار على شكل تعهدات لإعادة إعمار البلد الغني بالنفط الذي خاض حربا مدمرة استمرت ثلاث سنوات ضد تنظيم داعش، وذلك في المؤتمر الدولي في الكويت.
ونشبت خلافات حادة العلاقة بين الحكومة في بغداد والحكومة في اقليم كردستان منذ التأييد الساحق للاستقلال في الاستفتاء الذي نظم في هذه المنطقة نهاية سبتمبر 2017.
وردا على الاستفتاء استعادت بغداد بالقوة كل المناطق التي استولى عليها الأكراد في السنوات الأخيرة خارج حدود كردستان الإدارية.
وشدد لودريان على أن فرنسا ستكون شريكا رئيسيا في إعادة إعمار العراق.
وفي العام 2017، منحت فرنسا قرضا بقيمة 430 مليون يورو للعراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وكانت ميزانيته مثقلة بأعباء الحرب وانخفاض أسعار النفط الخام.