الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

موجة غلاء تضرب "جمهورية المكتبات" «بين السرايات»: الأسعار نار ومياه الصرف تغرق المنازل

احدى سكان المنطقة
احدى سكان المنطقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يسلم الجميع من موجة ارتفاع الأسعار، ولكن هنا فى منطقة بين السرايات، مؤشرات الأسعار ترتفع بدرجات كبيرة، بعدما تحولت المنطقة إلى منطقة تجارية، خاصة مع قربها من جامعة القاهرة، وانتشار المكتبات، حتى أطلق عليها البعض «جمهورية المكتبات».

كما يسكن أغلب الطلاب الدراسين بالجامعة والمغتربين عن العاصمة فى «سكن طلبة» بالمنطقة، مما حول المنطقة إلى مدينة سياحية يعيش ساكنيها على العائد من إيجار الشقق التى ارتفعت أسعارها، وكذلك ناهيك ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة واللحوم.. الخ. 

موجة غلاء دامية ومضاعفة أصابت المنطقة، أرجعها البعض إلى استغلال احتياج الطلاب للسكن والعيش فى منطقة قريبة من كلياتهم، التقت «البوابة» مع عدد من المواطنين من أهالى منطقة بين السرايات، الذين أصابهم ناقوس الخطر وكانوا فريسة لجشع التجار فى الربح المضاعف لسؤالهم عن حالهم وكيف يعيشون فى ظل هذه الأسعار الخيالية؟، 

تقول «أم مروة»، «العيشة أصبحت صعبة، كل يوم زيادة فى الأسعار، خاصة أيام الدراسة فى الجامعة، فالتجار بيرفعوا الأسعار مستغلين الطلبة، وبنتعامل سياحى، وكأننا قاعدين فى شرم الشيخ ودخلنا على قد حاله». 
وتضيف «أم أدهم» كيلو اليوسفى فى المنطقة وصل إلى ٧.٥ جنيه، فى حين سعره خارج المنطقة أربعة جنيهات فقط، والسمك وصل إلى ٣٠ جنيها، مقارنة بـ٢٠ جنيها فى المناطق الأخرى، واللحمة عندنا بـ١٣٠ مع إنها رخصت فى الفترة الأخيرة، وتصرخ بصوت عال قائلة «مش ناقصين ارتفاع أسعار تانى»، هنروح نعيش فين يعنى ومش هنعمل زى الناس اللى باعت شققها وعزلت من المنطقة بسبب عدم قدرتهم على العيش فى بين السرايات، وأكيد أهالى الطلبة دول غلابة أيضا، دى جامعة حكومية مش خاصة والمفروض على التجار إنهم يخافوا ربنا». فيما قالت إحدى بائعات الخضار والفاكهة، إن الأسعار يحددها السوق، وأضافت تاجر الجملة والفلاح لهما دخل كبير فى تحديد السعر، بالإضافة لتحكم سائقو النقل فى تحديد تكلفة النقل، والتى ارتفعت ٥٠ جنيها دفعة واحدة للحمولة الواحدة.

شارع أبوهشيمة: مياه الصرف تغرق المنازل.. والهيئة تتجاهل الأهالى

يعانى المئات من المواطنين بشارع «أبوهشيمة» بمنطقة بين السرايات، التابعة لحى الدقي، من تجاهل وإهمال هيئة الصرف الصحى بالمنطقة، على الرغم من قرب الهيئة من الشارع، الذى يتعرض يوميًا للغرق بمياه الصرف الصحي، الأمر الذى يتسبب فى نشر الأمراض والروائح الكريهة، ويعوق حركة مرور السكان، وناشد الأهالى هيئة الصرف بسرعة حل المشكلة التى تتكرر يوميًا، بينما تجاهل المسئولون مطالبهم.

وتقول «أم زياد»، من شارع أبوهشيمة: «نعانى يوميا ونحس إننا عايمين هنا فى المجاري، والريحة قذرة وبتقتل أى حد وخصوصا لو كان مريض، والمشكلة الكبيرة فى الأطفال لأنه صعب السيطرة عليهم، وتعرضهم للمجارى يتسبب فى أمراض خطيرة، ومفيش أسبوع يعدى إلا لما نغرق، ومحدش بيسأل فينا من هيئة الصرف الصحي، وكل يوم المجارى بتغرقنا، وإحنا نفسنا اللى بنسلك المواسير، ولأن المواسير مكتومة، بنضطر نجيب عربية تسحب المياه بتاعة المجاري، والحى ولا بيقدم ولا بيأخر ولا يغير حاجة، وتعبنا من كتر شكاوينا، وكل اهتمامهم بالشوارع النضيفة، اللى مش محتاجة تنضيف».

وأشارت الحاجة فاطمة إحدى سكان الشارع، إلى أن انتشار مياه الصرف فى المنطقة يصاحبه روائح كريهة وناموس وذباب، وتقول: «سمعنا وعودا كثيرة، لكن المشكلة لم تحل للآن مع الأسف الشديد»، مطالبة المسئولين بضرورة العمل على حل الأزمة فى أقرب وقت ممكن.

وأكدت أن حركة المشاة والمركبات بأنواعها مصابة بشلل تام، ولا فرق فى ذلك بین غنى وفقیر، فالجميع يتعرض لمشاكل ومضايقات بسبب الإهمال من هيئة الصرف الصحى والحى المسئول عن نظافة المكان، والأخطر من ذلك، تلك الرائحة الكریهة التى تفوح وتملأ كل مكان.

وأضافت «الحاجة فاطمة» أن «تسليك المجاري» يتكلف ٥٠ جنیها شهريا من كل أسرة لتفريغ مياه الصرف، وإلا فالجميع معًا فى حمام سباحة دائم ومحمل بالأمراض والأوبئة، وهناك الكثير ممن هجروا منازلهم لأنهم یئسوا من حل مشكلة الصرف الصحى وخاصة أن منازلهم منخفضة، وفى حالة عدم توفير خدمات معالجة الصرف الصحى، تتكون برك من میاه الصرف داخل المنازل.

من جانبها قالت هالة محسن، ٥٠ عاما، أن سكان الشارع مستعدون للمساهمة مادیًا مع الحى والهيئة حتى لو بالجزء الأكبر من تكلفة إدخال وتصليح مواسير الصرف الصحى إلى المنطقة، على أن یسمح لهم القائمون علیها بذلك، لأنهم سیوفرون مئات الجنیهات شهریا مما تحصل علیه سیارات الكسح، مقابل إفراغ محتویات الخط العاطل، ولتفادى الروائح الكریهة، والتى جعلت الأهالى يستخدمون البخور بشكل یومى للتخلص من الروائح، أما الأطفال فترددهم على الأطباء بسبب التلوث والرائحة الكریهة أصبح هو الواقع والمشهد المعتاد.