الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

نائب وزير التعليم في حواره لـ"البوابة نيوز": المنظومة التعليمية بمصر معقّدة.. امتحانات الدبلومات الفنية 19 مايو المقبل.. قريبًا المدارس الفنية «هتاكل الجو» من الثانوية العامة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور أحمد الجيوشي، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، نسعى لتغيير ثقافة المجتمع وتوضيح مدى تميز ونجاحات طلاب التعليم الفني، مؤكدا أن المجتمع، والإعلام، مسئولان، مسئولية مشتركة، على الأحداث الفردية، التى قد تصدر من بعض العناصر، ويتم تعميمها.
ولفت إلى أن برامج التطور تجعل من التعليم الفنى الاختيار الأول لطلاب الشهادة الإعدادية، وأوضح فى حوار لـ«البوابة نيوز»، أن تطبيق المنظومة الجديدة على جميع المراحل يحدث أزمات، مشيرًا إلى أن المديريات التعليمية لا تستغل الميزانيات المخصصة لها بسبب بطء الإجراءات... وإلى نص الحوار:

■ فى البداية هل هناك خطة لإنشاء مدارس جديدة فى القريب؟
- بالطبع إنشاء المدارس خطة مستمرة، وخلال الثلاث سنوات الماضية، وفى عهد الرئيس السيسي، تم الانتهاء من إنشاء ٦٨ مدرسة فنية، وهناك ٤٩ مدرسة جديدة تحت الإنشاء، بإجمالى ١١٧ مدرسة فى التخصصات الأربعة «الصناعي، والتجاري، الزراعي، والفندقي». وهناك خطة استثمارية سنويًا لإعادة تأهيل تلك المدارس، ونستهدف ١٠٪ بما يقرب من ١٠٠ إلى ١٢٠ مدرسة، سواء فى البنية التحتية، أو تأهيل المباني، والمعامل، والورش.
■ وما الجديد لمواكبة التطور؟
- فى كل تجهيزاتنا وخطتنا، نراعى مبدأ التطور، لكن لا نستطيع أن نواكب كل ما هو جديد، لأن التكنولوجيا دائما فى تقدم، والتحديث للمعدات يتم فى كل عالم، كل فترة من الزمن، ولكن تظل الماكينة هى الأساس، ونركز تماشيا مع ما أطلق عليه «الثورة الصناعية الرابعة»، فى فلسفة ربط المناهج والمدارس، والمدرسين، بسوق العمل، وإننا نهدف للتطور دائما. ويأتى الشق الأهم، وهو تخريج طلاب مُلبين لمتطلبات سوق العمل، أما تحديث المعدات، أولًا بأول فصعب تنفيذه، ولا أحد يستطيع عمل ذلك فى العالم، لأن التكنولوجيا تتطور فى بعض الأشياء وليست فى الأساسات.
■ ما نصيب التعليم الفنى من التجربة اليابانية؟
- لدينا مكون من المشروع الياباني، بدأناه قبل التعليم العام بسنة، حيث توجد ٣ مدارس من التعليم المزدوج، ببورسعيد مع أحد المصانع اليابانية، وكما أنشئت هذا العام مدرسة أخرى بالعبور بالتعاون مع أحد المصانع بالعاشر من رمضان، وهناك مدرسة تنشئها مؤسسة العربى التجارية فى قويسنا، داخل مصنع، وهذه النوعية من المدارس هى ما نسعى لتحقيقه، ويحول من بيئة المدرسة للعمل.
■ صندوق تطوير التعليم أوصى فى اجتماعه بمجلس الوزراء منذ شهور بربط التعليم الفنى بالخطة الاستثمارية.. ما الأسس لتحقيق ذلك؟
- لدينا ٥٠ مدرسة داخل مصانع حاليًا، وهناك عدد من المدارس يتم إنشاؤها داخل مصانع أيضًا، ولا ننشئ مدرسة بمصنع، إلا لو كان لها طلب، ولها مستثمر، أو إدارة محلية، ومحدد لها تخصصات. وعلى سبيل المثال الطاقة الجديدة والمتجددة فى أسوان، تم إنشاء مدرستين، وكذلك مدرسة لطاقة الرياح فى البحر الأحمر، وتم ذلك بناء على طلب من المستثمرين، والمناهج حديثة وتدريب مُعلمين، وتجهيز معامل، والمزيد قادم.
■ كيف ندمج طلاب التعليم الفنى مع طلاب التعليم العام بالأنشطة المختلفة لتحقيق المساواة؟
- نركز على هذا الموضوع بشكل دائم، ونسعى لكسر الحاجز، وإنهاء مسألة شعور الطلاب بالتهميش والظلم، وكان العام الماضى التنفيذ فى هذا الشأن واضحا جدًا، فى تنفيذ مسابقة أوائل الطلبة، وانتخابات اتحاد الطلاب، فضلًا عن برامج تأهيلهم للقيادة. وفى كل الأنشطة نؤكد على الاهتمام بهم، لكى لا يشعروا بالظلم، وبذلك الأمور تسير للأفضل، ويستمتع الطلاب بالتعلم.
■ هل توجد خريطة لمعارض المنتجات بالمحافظات على غرار المعرض الأخير والذى تم افتتاحه بالفيوم؟
- فى الغالب تقوم كل مديرية بتنظيم مثل هذا المعرض، لعرض أعمال ومنتجات الطلاب، وقبل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، كنا ننظم مشاركة قمية على مستوى مصر، تشارك فيها كل المديريات التعليمية، ونهدف لإعادة تنفيذها العام المقبل. وتشمل الإعلان عن مسابقة للمهارات، ويتم عرض أعمال كل المديريات، من خلال معرض شامل، فى أسبوع ممكن نطلق عليه «أسبوع التعليم الفني»، ويقدم فيه أيضًا ابتكارات وأعمال الطلاب الأخرى، ويهدف لتحسين الصورة للتعليم الفني، كما يتم من خلال هذه المسابقات، إبراز النماذج المتميزة والناجحة ونسعى لتنفيذه خلال العام الدراسى الجديد.
■ هل سنجد فصل التعليم الفنى كوزارة مستقلة عن وزارة التربية والتعليم؟
- لا أعرف ذلك، وهذا الأمر لا يشغل بالي، وليس فى محور اهتماماتى نحن نعمل على بناء منظومة، قبل أن نبنى مؤسسة، ويجيب عن هذا السؤال أهل المؤسسة ذاتها، والعاملون بالتعليم الفني، لأننى طال الوقت أو قصر سأعود لعملى بالجامعة، كما كنت فى السابق وأترك المنصب، والوزارة.
وما زلت على رأيي، وأوصى بضرورة، أنه من الأفضل أن يدار التعليم الفنى من خلال مجلس أعلى للتعليم الفني، ويضم كافة الوزارات المعنية، برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
■ ما السبب وراء انتشار وقائع تعدى الطلاب على المُعلمين بالضرب ومشاجرات الطلاب مع بعضهم؟
- لا بد أن نفهم شيئا مهما، أن الإسقاط على أى مشكلة تحدث ومن ثم تظهر المدراس الفنية مليئة بالعنف، هذا خاطئ، والواقع يؤكد أن المدرسة جزء من المجتمع، وما يحدث فى داخله يؤثر سلبًا على الطلاب بالمدارس، لأن الطالب الذى يحمل «مطواة، أو سنجة»، لم يحصل عليها من داخل المدرسة، بل من الخارج، وهنا تقع المسئولية على المجتمع أيضًا، مثلما تتحملها الوزارة.
وهذا ما احتواه مجمل تقرير العام الحالى لـ«اليونسكو»، عن حال التعليم فى العالم، وهو «المساءلة فى التعليم»، الجميع مسئولون عن حال التعليم والتربية فى البلدان، «الأسرة، والمدرسة، والسينما، والإعلام»، يقع العاتق الأكبر على السينما، لأنه للأسف هناك كثير من المشاهد داخل الأفلام تروج إلى العلاقات الفاسدة، والعنف وهذا يؤثر على أبنائنا.
■ بما تفسر هروب الكثيرين من أولياء الأمور ونفورهم من التعليم الفني؟
- نعمل لتعديل هذه الأمور، ولذلك تم مناقشة مشروع لإنشاء ٣ جامعات تكنولوجية، داخل المجلس الأعلى للجامعات، والتى تمثل مسارا تعليميا عاليا فنيا وتكنولوجيا لطالب التعليم الفني، وسيكون تعليما تطبيقيا، ويختلف عن كليات الهندسة، وسيكون التنفيذ قريبًا جدًا.
■ هل سنجد نسبة القبول للثانوية الفنية مرتفعة خلال السنوات المقبلة؟
- وعدت بذلك، وأكدت أن التعليم الفنى سيكون الاختيار الأول، لطلاب الشهادة الإعدادية، وهناك مدارس تم دخولها بنسبة ٩٥٪.
■ اختياركم للمنصب منذ ٢٠١٥.. ما أبرز الإنجازات؟
- كُلِّفت بهذه المُهمة، وأنا فخور بذلك، وأتمنى حين ينتهى ذلك التكليف، أن أكون وصلت لمرحلة أداء واجبى على أكمل وجه، أما من ناحية المسئولية، فهى ليست جديدة عليّ، وإننى أخدم فى قلب الدولة طوال حياتي، وفى مواقع عديدة.
كما أن تحمل المسئولية ليس سهلًا، وأهم ما أنجزناه هو بمثابة ١٠٪ من طموحاتنا، وخطتنا، وربما تكون النتيجة غير مرضية للكثيرين، ونعلم جيدًا أن المطلوب أكثر مما تم، لكن فى ظل هذه المنظومة المعقدة للتعليم فى مصر، وخاصة التحديات الضخمة، أعتقد أننا نسير بمعدل ليس سيئا. وكلنا نعمل على خطة التنمية المستدامة لمصر ٢٠٣٠، وهى لا ترتبط بأشخاص ولكن بمؤسسات، وأهداف وخطط استراتيجية ضخمة موضوعة، وكذلك مؤشرات أداء. وما تحقق فى المناهج الدراسية، من خلال الفلسفة والتصميم، والتنفيذ، هو جديد بالكامل، ويرتبط باحتياجات سوق العمل، بمعنى أنه قائم على الشراكة. وتم تطبيق تلك المناهج جزئيا فى مدارس اللوجيستيات بمدارس «بورسعيد والإسماعيلية، والسويس»، العام الماضي، وتم تطبيقها هذا العام فى أسوان والبحر الأحمر، بمدارس الطاقة الجديدة والمتجددة والرياح، والعام القادم سبتمبر ٢٠١٨ نعمم تلك المناهج الجديدة لقطاع الخمس سنوات.
■ لماذا لا يتم تطبيق المناهج الجديدة على طلاب نظامى الثلاث والخمس سنوات فى وقت واحد؟
- البرامج الجديدة لا يمكن تطبيقها على كل المنظومة مرة واحدة، لأنه فى حال حدوث خطأ، سيكون مدمرًا، ونبدأ بقطاع له نظام مستقل عن الآخر، نتعلم ونقوم بالتجربة عليه، ونصلح الأخطاء وقت حدوثها على وجه السرعة، وفى العام الذى يليه نطبق المنظومة الجديدة على كل الطلاب. والشق الأهم الذى قمنا بالعمل عليه، هو برامج التعليم المزدوج «مبارك كول»، والهدف الاستراتيجى والتوسع فى هذه البرامج وضبط جودتها، وتحسين مخرجاتها.
وحين استلمنا العمل كان عدد الطلاب بها ٢٥ ألف طالب، والآن تضاعف العدد فى ٣ سنوات إلى ٥٠ ألف تقريبًا، وهو إنجاز يُحسب لشركات القطاع الخاص، والتى تتعاون مع التعليم الفني، حيث ينتقل الطالب عقب المرحلة التعليمية، إلى العمل، وكان الحافز حصول الطالب على مكافأة أثناء الدراسة، وهنا أوضح خطة الدولة أن يكون مليون طالب فى التعليم المزدوج خلال ١٠ سنوات.
وهناك مشروع جديد مع ألمانيا بدأ فى٧ محافظات، لإعادة الجودة لتحسن الجودة لنظام «مبارك كول»، كما كانت المنظومة، منذ بدايتها.
مشروع رأس المال الدائم، وهو المدارس الفنية المنتجة، والذى يوفر تدريبا حقيقيا للطلاب، والذى أقره الرئيس الراحل عبدالناصر، كان مجمل إيراداته على سبيل المثال فى ٢٠١٥ «١٦٠ مليونا»، وفى ٢٠١٦ «٢١٠ ملايين جنيه»، هذا العام ٢٠١٧ وصلت إيراداته إلى «٢٦٤ مليون جنيه بإجمالى إيرادات فى الفترة الأولى للرئيس السيسى «٦٣٤ مليون جنيه»، ونسعى لتحقيق إيرادات أكبر فى السنوات المقبلة، لنكتفى ذاتيا.
■ هل هناك برامج واقعية لدمج وجذب الطلاب بشكل أكبر؟
- نفذنا أنشطة طلابية مختلفة العام الماضي، وكانت لأوائل الطلبة، وفى مسابقات كرة القدم، وهذا العام عقدنا بروتوكولا مع ساقية الصاوي، لإثراء الجانب الثقافى لطلاب التعليم الفني، ومسابقات المهارات، ومعارض المنتجات.
■ متى نجد خريجا مؤهلا لسوق العمل؟
- عندما تتخرج أول دفعة من اللوجيستيات، والطاقة الجديدة والمتجددة التى بدأت منذ عام، وكذلك عندما تتخرج أول دفعة من البرامج التى تعمم فى سبتمبر٢٠١٨ على مدارس ٥ سنوات.
■ ولماذا لا يشعر المجتمع بإنجازات وتطور التعليم الفني؟
- المنظومة ضخمة، وسوف يشعر المجتمع عندما يزيد التطوير، ويتم تخريج الطلاب الجدد، طبقا للمنظومة الجديدة، لتضاف بصمات على نطاق أوسع. ولا بد أن نعى شيئا مهما أن استمرار السياسات ضروري، وفى دولة كبيرة مثل مصر، لا بد أن تستمر على الأقل ١٠ سنوات، لكى تتراكم النجاحات، لكن ما حدث فى الماضى يعد خطأ، أن تستمر ٣ سنوات على الأكثر، ونعود ونبدأ من جديد، وهذا أمر لا ينتج عنه شيء.
■ كم تبلغ ميزانية التعليم الفنى سنويا.. وما خطة الانفاق؟
- الميزانية مليار جنيه، ويتم صرفها على الباب السادس من خلال إنشاء مبان ومعدات وتجهيزات، وتصرف من خلال المديريات التعليمية، وأحيانا يعود جزء منها لبطء الإجراءات فى تنفيذ المشروعات.
■ ما أهم البروتوكولات الدولية؟
- هناك بروتوكولات مع ١٥ دولة فى مقدمتها ألمانيا، وإيطاليا، وإنجلترا، وفرنسا، وفنلندا واليابان، وأمريكا، وبعض المنظمات الدولية.
■ وهل ننقل تجارب هذه الدول؟
- ننقل ما يمكن نقله منها، ومنظومة المناهج الجديدة وتطبيقها، هى تجربة الدولتين «ألمانيا وفنلندا» فى الأساس، ونسعى للتعاون مع كوريا.
■ ما خطة تدريب الطلاب بالمصانع الكبرى؟
- يُعد التعليم المزدوج، مثالا حيا لتدريب الطلاب بالمصانع ٣ أيام، وهناك خطة التدريب المهارى، ليتم تدريبهم لمدة أسبوعين بالمصانع قريبًا.
■ ماذا عن اختيار رؤساء لجان كنترولات امتحانات الدبلومات الفنية وإعلان الجداول؟
- انتهينا من مقابلات رؤساء ووكلاء لجان النظام والمراقبة، ولجان الإدارة لقطاع التعليم الفنى للعام الدراسى ٢٠١٧/٢٠١٨ لكل قطاعات التعليم الفنى بالجمهورية يناير الماضي، وتم قبول عدد ٧٨ متقدما، وتم إرسالها للجهات الأمنية، وننتظر الموافقات الأمنية عليهم، وستعلن الجداول خلال الأسبوع المقبل، على أن تبدأ امتحانات الدبلومات الفنية 19 مايو المقبل.
■ هل تستخدمون التكنولوجيا فى التعليم الفني؟
- نقوم بتحويل مناهجنا إلى مناهج تفاعلية، ومنها بنك المعرفة مثل التعليم العام، وتدريب المُعلمين والطلاب، لكى يستفيدوا من ذلك، وستكون الإمكانيات متاحة لمن يستخدمها.
■ هناك أخطاء وردت فى بعض امتحانات النقل.. هل يتم اتخاذ إجراء بشأن هذه المشكلات؟
- لم تصلنى شكاوى، أو مشكلات بخصوص الامتحانات، وفى حالة الكشف عن وجود خطأ نحيل كل من هو مسئول عن ذلك للتحقيق، فالوزارة ترفض أى مخالفات.
■ هل الدولة تهتم الدولة بالتعليم الفنى وتقدم الدعم له؟
- بالطبع.. وكان واضحا ذلك بدستور ٢٠١٤، حيث وضعت مادة لأول مرة فى التاريخ تتحدث عن التعليم الفنى، والدولة اتخذت قرارًا سابقًا بإنشاء وزارة للتعليم الفنى، وكل ذلك يعكس اهتمام الدولة، وأن هذه المنظومة تستحق أن تنال اهتمام الدولة.