إن من أصعب أشكال الألم أن يشعر الإنسان بأنه يتألم بلا سبب ولا هدف أو معنى. ومما يخفف الألم على الإنسان أن يفهم أن للألم سببًا، ويجد له معنى. فالتألم من أجل قضية ما، هو أخف وطأة من التألم بلا هدف واضح.
العالم النفسى المعروف ڤيكتور فرانكل، الذى وضع أساس (العلاج بالمعنى)، قدم لنا المثل التالى عن عميل له كان طبيب توفيت زوجته، وكان ينوح عليها بمرارة. فسأله فرانكل بالقول: «كيف ترى أن حال زوجتك سيكون إذا توفيت أنت أولًا؟».
فأجاب الطبيب بأن ذلك كان سيسبب لزوجته ألمًا غير محتمل. عندئذ أشار فرانكل إلى أن زوجته عندما ماتت قبله قد تجنبت هذا الألم الرهيب، وهو الآن يدفع عنها ثمن أنه يعيش، ويحتمل هو ألم الفراق والنوح.
بكلمات أخرى، كان ألم الفراق هو الثمن الذى دفعه من أجل الحب. بالنسبة إلى ذلك العميل، كانت هذه الفكرة كفيلة بأن تخفف آلامه، وذلك بأن أعطت للألم معنى ساميًا. وهكذا، فإن المعنى هو دائمًا ما يجعلنا مستعدين لأن نحتمل الألم بشرف.
أما الألم الذى بلا معنى، فهو حمل ثقيل من الصعب احتماله.
ولكن الفهم محدود ما دام الإنسان محدودًا. لذا فإن بجانب رغبة الإنسان المشروعة فى الفهم، لا بد من وجود إدراك لمدى محدودية فهمه أيضًا. فهذا يريحه من الرغبة القهرية فى فهم كل شيء، وهى ما تزيد من ألمه.
الدكتور أوسم وصفى