الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لواء الثورة.. ذئاب الإرهابية في مصر.. أعضاء الحركة اعترفوا بالعمل لحساب الإخوان بتكليفات من قيادات الخارج أصدرت بيانًا تتوعد فيه مؤسسات الدولة بالثأر لمقتل القيادي محمد كمال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع انتشار العديد من الحركات الإرهابية التى انبثقت من رحم الجماعة الأم «الإخوان»، والتى تم إدراجها على قوائم الإرهاب فى مصر، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية حركة «لواء الثورة» على لائحة الإرهاب الأسبوع الماضي، باعتبارها إحدى الحركات التى تعمل على تشتيت أجهزة الأمن وتنفيذ عمليات إرهابية وتفجيرات واغتيالات لحساب جماعة الإخوان فى مصر.
كان الظهور الأول للواء الثورة عندما أعلنت حركة «حسم» الإخوانية فى أغسطس ٢٠١٦ عن تدشين حركة تابعة لها تحت مسمى «لواء الثورة»، والتى أعلنت تبنيها أول عملياتها الإرهابية فى الهجوم على كمين «العجيزي» فى مدينة السادات بالمنوفية، ٢١ أغسطس ٢٠١٦، والذى أسفر عن مقتل شرطيين وإصابة ٣ آخرين و٢ مدنيين، فى عملية وصفتها الحركة آنذاك بـ«الغارة».
كما تبنت الحركة اغتيال العقيد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مدرعة أمام منزله.
واعترف أعضاء الحركة بعد القبض على عدد كبير منهم بالعمل لحساب جماعة الإخوان وتلقى تكليفاتهم من قادة الجماعة الهاربين فى الخارج.
وأصدرت الحركة بيانا آنذاك اختتمته بالتوعد بمزيد من عمليات التصفيات فى الفترة المقبلة.
وبعد مقتل محمد كمال، مسئول اللجان النوعية داخل جماعة الإخوان فى أكتوبر ٢٠١٦، والذى كان مكلفا بتشكيل جماعات العنف داخل الجماعة ونشر الفوضى فى مصر، أصدرت الحركة بيانًا أعلنت فيه عزمها تنفيذ عمليات عنف ضد مؤسسات الدولة ثأرًا لمقتله.
كذلك ظهرت وثائق عقب مقتل كمال عثرت عليها مأمورية ضبط تحتوى على كم هائل من المعلومات عن الخلايا العنقودية للتنظيم، كان بينها وثائق خاصة بحركة لواء الثورة، والخطط والعمليات التى تتبعها الحركة فى الفترة المقبلة.
وكشفت معلومات أمنية فى نوفمبر الماضي، عقب تصفية وضبط ١٢ من عناصر لواء الثورة المتورطين فى اغتيال العميد عادل رجائي، عن صدور تكليفات من قيادات الجماعة الإرهابية بالخارج لعناصر الحركة الإرهابية.
الأهداف
تهدف الحركة إلى زعزعة واستقرار الأمن فى مصر والقيام بالمزيد بالعمليات الإرهابية كغيرها من الحركات الإخوانية التى ظهرت فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو، بهدف تشتيت أجهزة الأمن وتنفيذ عمليات إرهابية وتفجيرات واغتيالات لحساب الجماعة فى مصر.
وكانت الحركة قد كشفت عن بعض تدريبات عناصرها فى مناطق صحراوية، وهى مرتدية زيا عسكريًا خاصًا بالقوات المسلحة المصرية، وتتدرب على تنفيذ العمليات المسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، واستهداف الشخصيات العامة فى مصر.
وتتبع الحركة فى تنفيذ عملياتها استراتيجية «الذئاب المنفردة»، وهى استراتيجية تعتمد على قيام خلية إرهابية (لا تزيد على ٥ أفراد) يحملون أسماء حركية، أو أحد أفرادها، بتنفيذ عمليات نوعية دون تلقى تعليمات من قيادات عليا، ودون الاتصال بعناصر التنظيم الأم، شريطة ألا تكون لهذه العناصر سابقة عمل إرهابى تكشفهم لدى الأجهزة الأمنية، حتى يتمكنوا من تنفيذ العديد من العمليات بعد ذلك بالأساليب نفسها.
وتصف الحركة نفسها بأنها حركة سياسية تهدف إلى استعادة روح وتنفيذ أهداف ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.
الانتماء للإخوان
بداية فضح العلاقة بين الإخوان ولواء الثورة جاء عن طريق بيان صادر عن وزارة الداخلية المصرية فى عام ٢٠١٦ أعلنت فيه مقتل أحد عناصر حركة لواء الثورة التابعة للإخوان فى الإسماعيلية عقب تبادل لإطلاق النيران معه.
وفى الوقت الذى نفت فيها الجماعة مرارا وتكرارا علاقتها بلواء الثورة، ظهر المتحدث باسم الحركة، ويدعى صلاح الدين يوسف، فى حديث له فى أغسطس ٢٠١٧، ليعلن عن اتباع الحركة لجماعة الإخوان، وأنهم يستقون فكرهم من سيد قطب الأب الروحى للجماعة، وحسن البنا مؤسسها، وأبو مصعب السورى أحد القادة المحسوبين على تنظيم القاعدة، ومنظر الجهاد العالمي، وعبد الله عزام ويوصف بقائد الجهاد الأفغاني، معتبرا أن جميعهم مرجعيات معتبرة، ولا مانع من مخالفتهم فى بعض المسائل.
وكشف فى جزء آخر من حواره أن هدفهم هو إسقاط الدولة المصرية، وعودة الرئيس المعزول محمد مرسى للحكم، زاعمًا أنهم يغتالون الضباط بحجة أنهم يفعلون ذلك من أجل الشرع.
وأشاد بـ«الذئاب المنفردة» التى قامت ببعض العمليات الإرهابية، موجهًا نصيحة لهم بتطوير ما وصفه بالمهارات القتالية، كاشفًا أنهم يستخدمون شبكة الإنترنت لتنوع استخدام الأسلحة وصنع المتفجرات التى يستخدمونها فى العمليات الإرهابية، وقال: «ننصح الجميع بالاستعداد والتدريب ورفع اللياقة البدنية وتعلم أساسيات المهارات القتالية وأنواع الأسلحة عبر مصادرنا المتعددة على شبكة الإنترنت».
واعترف المتحدث بأن الضربات الأمنية التى وجهتها لهم أجهزة الأمن أضعفت الحركة، مؤكدًا أن التشديد الأمنى يمنع انضمام أفراد جدد للحركة، زاعمًا أنهم يسعون لتهريب أفراد الإخوان من السجون.
دليل المقاومة
يرى مراقبون أن الفرق بين حركتى حسم ولواء الثورة، هو أن الأخيرة تستهدف رجال السلطة القضائية كرد فعل على الأحكام التى تصدر بحق قيادات جماعة الإخوان، خصوصا الهاربين فى الخارج، فضلا عن قيامها بعمليات انتقامية من بعض أمناء الشرطة.
ويتبع عناصر الحركة الإهاربية أساليب القتال من كتاب «دليل المقاومة» وفق خبراء، ومنذ ما يقرب من عامين استطاعت الحركة أن تصنع مجموعة من العمليات التى تعتمد على البلاغات الكاذبة، مثل توعد بعض قيادات الداخلية أو القضاة أو الإعلاميين بالاستهداف، وأطلق على هذه الطريقة «الإرهاب... السلاح المعطل»، لعمل إرباك للسلطات ولإثارة الانفلات الأمني، كذلك تعتمد على النكاية، ثم الإنهاك، ثم إدارة الانفلات الأمني، وتحصل على الدعم عن طريق التبرعات من الداخل، فضلا عن أموال من قيادات الإخوان فى الخارج.
العمليات الإهاربية
تبنت لواء الثورة عدة عمليات إرهابية، كان أولها الهجوم على كمين «العجيزي» فى مدينة السادات بالمنوفية، ٢١ أغسطس ٢٠١٦، وأسفر عن مقتل شرطيين وإصابة ٣ آخرين و٢ مدنيين.
كما أعلنت الحركة مسئوليتها عن عملية اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائى قائد الفرقة التاسعة مدرعات بالجيش المصري، فى ٢٢ أكتوبر ٢٠١٦.
كذلك تبنت، التفجير الذى وقع أمام مركز تدريب شرطة طنطا بمحافظة الغربية، فى أول أبريل ٢٠١٧، وأصيب فيه ١٣ شرطيا و٣ مواطنين.
وبثت الحركة شريطا مصورا، يظهر أربعة شبان يقرأون وصاياهم الأخيرة، ثلاثة منهم طلاب بجامعة الأزهر، واحتوى الشريط مقطعًا لاثنين منهم أثناء تجهيزهما مواد مفخخة بمنطقة صحراوية.
وأعلن الشبان عن هوياتهم، وهم: أحمد محفوظ، خريج كلية العلوم جامعة الأزهر، حسن جلال، خريج كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، رجب على إبراهيم، خريج كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وعبدالله هلال، خريج كلية الهندسة جامعة الأزهر.
قوائم الإرهاب
كانت مصر قد أدرجت جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب عقب قيامها ببث الفوضى والرعب فى مصر، لذلك وضعت جميع الحركات المنبثقة عن الجماعة على قوائم الإرهاب، فيما أدرجت بريطانيا فى ديسمبر الماضى منظمتى حسم ولواء الثورة فى قائمة المنظمات الإرهابية، على خلفية الاعتداءات التى نفذتاها «ضد أفراد الأمن المصريين والشخصيات العامة» فى البلاد، وفى الأسبوع الماضى وضعت واشنطن الحركة كذلك على قوائم الإرهاب.