لم يكتف تنظيم "داعش" الإرهابي بالخسائر البشرية التي تكبدتها الأسر العراقية منذ أن دخل التنظيم بلادهم في أعقاب 2014، ففي الفترة من 2016 وحتى 2017 أحرق التنظيم متعمدًا ما يقرب من مليون برميل نقط، في الأراضي العراقية التي كان يتخذها معاقل إرهابية له، وذلك بحسب جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية، ويبدو أن التنظيم كان يعلم أن عام 2017 سيكون نهايته في العراق.
وأكد الصحيفة الأمريكية، أن تنظيم "داعش" في بداية دخوله العراق عام 2014 قام بحرق 25 برميل نفط في مدينة عراقية واحدة فقط وهي " القيارة"، وتسبب إحراق هذه الكمية الكبيرة من البراميل إلي حدوث سحابه سامة استمرت لمدة 9 أشهر.
وأشار تقرير الصحيفة التي اعدته خلال الساعات السابقة، إلي أن براميل النفط التي أحرقها التنظيم كان لها تأثير سلبي كبير علي صحة المواطنين خاصة الأطفال وكبار السن، وامتد أثر الحرق على الماشية والمحاصيل الزراعية.
وأضاف تقرير "واشنطن بوست"، أن مرض القلب والسرطان والكبد والأمراض الجلدية بجميع أنواعها، هي مجمل الأمراض التي تسببت فيها السحابه السامة التي نتجت من حرق براميل النفط.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، حيث تسربت الغازات السامة نتيجة إحراق النفط إلي المياه الجوفية في أماكن عراقية كثيرة وكذلك تسربت إلى مياه نهر دجلة، وهو من أهم الأنهار العراقية التي يعتبر مصدر عيش وحياه بالنسبة للعراقيين.
وفي هذا السياق قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن تنظيم داعش الإرهابي وجميع التنظيمات التكفيرية، تفعل أشياء مضرة بالصحة عندما تشعر أنها ستنتهي.
وأكد النجار في تصريحات خاصة لـ" البوابة نيوز"، أن تنظيم "داعش" أدرك جيدًا انه أوشك عل الانتهاء في 2017، وذلك لأن قوات التحالف الدولي المتواجدة في العراق كثفت من غاراتها الجوية وهجومها الحربي علي التنظيم في عام 2016، وذلك قام داعش بحرق براميل النفط، حتي يترك أثار الدمار خلفه عقب أن يخرج من الأراضي العراقية، وهذه هي عقيدة التنظيمات الإرهابية.
