الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

القوى الناعمة.. في عيون المثقفين والكُتاب

 معرض القاهرة الدولى
معرض القاهرة الدولى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما طرح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ ٤٩ شعار «القوى الناعمة.. كيف؟» وهو التساؤل الذى حاول فيه المثقفون والسياسيون والإعلاميون والفنانون والنقاد الإجابة عنه خلال الندوات التى انعقدت بالقاعة الكبرى قاعة الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى شخصية العام.
والمثير للدهشة أن الكثير من المثقفين والمفكرين طرحوا تساؤﻻت أكثر بكثير من مجرد الإجابة على تساؤل كيف؟، كما أثاروا موضوعات كثيرة بالغة الأهمية كالدور الذى يجب أن تقوم به المؤسسات الحكومية تجاه تفعيل القوة الناعمة المصرية الحقيقية، وكان لقضية التعليم وزيادة الوعى الثقافى والمعرفى نصيب الأسد من هذه الأطروحات التى قدمها المثقفون والفنانون. 
ففى ندوة «الفن التشكيلى والقوى الناعمة» أثار الدكتور أحمد نوار، الفنان التشكيلي، العديد من الإشكاليات التى تقابل الفنون التشكيلية وقوتها الناعمة موجها حديثه للدولة والإعلاميين الذين أهملوا الدور الحقيقى لهذا الفن الراقى ومدى تأثيره منذ آﻻف السنين، حيث إن الحضارة الفرعونية ظلت على مر الزمن هى اللغة التى نقلت خلاصة الحضارة الإنسانية، عبر التاريخ للأجيال المتعاقبة حتى الآن، من خلال الجداريات والصورة والنحت وإلى آخره من الفنون التشكيلية. 
وأشار «نوار» إلى أن الفن التشكيلى يمر بأزمة كبيرة فى الآونة الأخيرة، والتى تبدأ من وزارتى الثقافة والتربية والتعليم والإهمال المتعمد له من إلغاء لحصص الرسم وتخريب فى قطاع الفنون التشكيلية، مرورًا بالدور الإعلامى والذى انشغل بالبرامج الترفيهية والرياضية وعدم إلقاء الضوء عليه واصفًا إياه بـ «الجريمة»، مشيرًا إلى وجود جماعات متطرفة داخل الوطن تعمل على التنكيل بالفن التشكيلي، والتى تسببت فى الاعتداء على العديد من الثوابت لقطاع الفنون الثقافية.
أما الناقد والفنان التشكيلى الدكتور عزالدين نجيب، فقد طرح تساؤﻻً أكبر من مجرد توقف أحد المشروعات الثقافية والفنية، وتناول تساؤله حول من وراء تراجع دور الثقافة الجماهيرية بعدما كانت تحقق نتائج مبهرة فى حقبة الستينيات؟!.
وفى محاولته للإجابة على هذا التساؤل قال نجيب: «إن أزمة قطاع الفنون التشكيلية تتمثل فى غياب السياسة الثقافية، والتى تتمحور فى وجود مشروع قومى يوحد كل قطاعات الثقافة على هدف واحد، فهنا يجب أن نعرف كيف نجحنا فى الماضى ثم فشلنا الآن؟ حتى نصل إلى نقطة ارتكاز، نستطيع من خلالها خلق سياسة ثقافية صحيحة، قائمة على النظر للثقافة على أنها عنصر أساسى من عناصر التنمية، وجزء هام من بناء الإنسان، وليست مجرد «ديكور» أو «مظاهر».
مشيرًا إلى كيفية تحول اسم «قصور الثقافة» إلى «بيوت الثقافة» لكسر الحاجز مع المواطن البسيط، والذى أسهم بشكل كبير فى بناء الإنسان وتعليمه حرفا وتنمية مهاراته فى شتى المجالات، والتى أخرجت قيادات فى الفن والأدب والشعر والمسرح، ونظمت الكثير والكثير من القوافل الثقافية التى تغلغلت فى شرايين القرى النائية فى محافظات مصر. 
وفى سياق متصل فى محاولة لفهم مصطلح القوى الناعمة، قال محمود عبدلله، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن القوى الناعمة دائما ما تتركز فى يد عدد محدود من أعضاء المجتمع الفاعلين فى المجالات المختلفة، وهم من يطلق عليهم «النخبة» موضحًا أن مفهوم القوى الناعمة لدى النخبة المصرية يركز فقط على الثقافة والآداب والفنون، لدرجة أن البعض تعامل مع الثقافة على أنها أحد روافد القوى الناعمة، وهذا الأمر غير دقيق على الإطلاق، خاصة أن هناك عوامل أخرى للقوى الناعمة قد تبعد كثيرًا عن مجالات الثقافة والفنون والآداب، منوهًا على ضرورة مراجعة «النخبة» فى مصر لمفهوم القوى الناعمة.