الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الوجبة المنتظرة".. استعدادات في التعليم لعودة التغذية المدرسية.. والمدن الجامعية تستعد بـ"الفراخ واللحمة"

المدن الجامعية
المدن الجامعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الوجبات الغذائية» بالمدارس والجامعات كانت من أهم المشاكل التى شغلت الرأى العام، وشكلت تخوفات من قبل أولياء الأمور بسبب ظهور حالات التسمم وظهور ديدان داخل الوجبات، لهذا اهتمت وزارة التعليم بهذا الملف، بجانب الاستعدادات داخل المدن الجامعية والمشاكل التى حدثت بها، وأيضا المراقبة على الكافتيريات والمطاعم الخاصة، والتأكد من نظافة المأكولات فيها، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنونى بها، كل هذه الأمور جعلت طلاب مصر فى أزمة مع الوجبة باستمرار.. ومن هنا كان لنا وقفة مع الاستعداد لتلك الوجبات مع بداية الفصل الدراسى الثانى لمحاولة عدم تكرار الأزمات التى شهدتها المدارس والجامعات خلال الفترة الماضية.

3305 تلاميذ أصيبوا بالتسمم العام الماضى.. والوزارة تشدد الرقابة
استعدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، للدخول فى مغامرة مع الطلاب، بعد التأكيد على توزيع الوجبات المدرسية على تلاميذ المرحلتين «رياض الأطفال، والابتدائية»، بدءًا من الفصل الدراسى الثانى. 
ويأتى تنفيذ هذا القرار بعد عدة إجراءات، وتدابير اتخذتها الوزارة لتجنب كوارث ما حدث فى السنوات الماضى، وكان آخرها إصابة ٣٣٠٥ طلاب، بالتسمم، فى مارس الماضى، بعدد من المحافظات، وهى: «السويس، والقليوبية، والمنوفية، أسوان، وسوهاج، الشرقية، والمنيا، البحر الأحمر»، وتزايدت نسب الإصابات للأطفال بشكل كبير. وعقب ذلك أوقف الدكتور طارق شوقى توزيع الوجبات، ليعود التحدى مجددًا ببرنامج جديد ومحتوى مختلف. 
وقال مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم، إن عدد الوجبات يصل إلى ١١ مليون وجبة، توزع يوميًا، مؤكدًا أنها لكل طلاب رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية فقط من دون استثناء. 
وأوضح المصدر لـ«البوابة»، أن الوجبة تشمل «الباتيه والبسكويت والفطيرة»، أهم الأصناف المقدمة للطلاب، وإيقاف «الوجبات الجافة»، السابقة، وتخصيص الوجبة المطهية لطلاب المدارس الداخلية، لافتًا إلى أن ٥ شركات ستقوم بتوريد الكميات. 
وتابع: تقوم الهيئة الحكومية لسلامة الغذاء، التابعة لرئاسة الجمهورية، الفنى، وكذلك وزارات «الصحة، والتضامن، والتموين» للإشراف والمراقبة على الشركات والمصانع التى تتولى تصنيع الوجبات، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، والتأكد من مدى الالتزام بالمعايير الصحية، والمواصفات القياسية، قبل التوزيع على التلاميذ. 
فيما يواجه أولياء الأمور القرار بالرفض، وقالوا إن «الوجبات المدرسية»، تمثل لنا قلقًا، خاصةً بعد تكرار حوادث الإصابة للطلاب خلال السنوات القليلة الماضية، والتى ازدادت العام الماضى، وأضافوا أن الوجبات ليس بها تنوع غذائى وصحى بالشكل الكامل، فضلًا عن عدم الحرص على رعاية أبنائنا، بالطرق الآمنة، وظهر جليًا فى حوادث تسمم الطلاب العام الماضى، وأوضح عدد من أولياء الأمور أن العناصر الغذائية المتكاملة، التى يحتاجها جسم هؤلاء الأطفال، غير موجودة فى الوجبات، التى أعلنتها وزارة التربية والتعليم. فيما أكد آخرون أنهم شددوا على أبنائهم بعدم تسلم الوجبة من الأساس، لتخوفهم من جودتها وصلاحيتها.
أبرز حوداث التسمم 
ففى فبراير الماضى، أصيب ٣٠ تلميذًا، بمدرسة العباسة الكبيرة بأبوحماد بمحافظة الشرقية بأعراض تسمم، نقلوا على أثرها إلى المستشفى، وارتفع عدد المصابين إلى ٤٥ تلميذًا وتلميذة، وأرجع الأهالى السبب وراء إصابتهم إلى تناول التغذية المدرسية والبسكويت الذى يتم توزيعه عليهم فى المدرسة. 
وشهد شهر مارس من العام الماضى، والذى على أثر الإصابات الكبيرة، صدر قرار بإيقاف الوجبات المدرسية، حيث أصيب ١٩ تلميذًا فى إحدى مدارس رأس غارب، بالبحر الأحمر، بحالة تسمم نتيجة تناولهم وجبات فاسدة. 
وفى الشهر نفسه، أصيب ١٧٩ من التلاميذ بمدرستى نجع العقولة، والشيخ شبيكة الابتدائية، التابعتين لمحافظة المنيا، بحالات تسمم، بعد تناولهم التغذية المدرسية، التى تضمنت فطيرة. الكارثة الأكبر كانت فى سوهاج حيث أصيب أكثر من ٣٠٠ تلميذ وتلميذة بمجمع مدارس قرية الصوامعة، بمركز أخميم فى محافظة سوهاج، بحالة تسمم جماعى عقب تناولهم وجبات التغذية المدرسية، التى تضمنت قطعة حلاوة طحينية وقطعتى جبن مثلثات ورغيفين.

كافتيريات الجامعات أسعار فلكية وزحام
صدق أو لا تصدق
مدرسة بدون «كانتين» وتمنع «التيك أواى»
فى الوقت الذى لهثت فيه معظم المدارس إلى تأجير أكشاك لإنشاء كافتيريات، للمدارس وتوسع البعض فى تأجير مطاعم شهيرة، وتحولت ساحات المدارس الخاصة إلى مباريات لبيع الأكلات السريعة، مثل البيتزا، الكريب والسندويتشات، بجانب المقرمشات المضرة للصحة والمشروبات الساخنة، التى ثبت ضررها، والمشروبات الغازية والمعلبات المحفوظة. 
حافظت مدرسة «كلية رمسيس الجديدة» على مبادئها، ورفضت منذ إنشائها خطة الحفاظ على صحة الأطفال أولًا، ورفضت إنشاء أى كافتيريا داخل أروقة المدرسة، أو تأجير «كانتين» داخلها، وأقرت قواعد لوجبات الطلبة، على رأسها منع المأكولات المحفوظة، والأكلات السريعة، وألزمت طلابها بمنع إحضار أى مأكولات ضارة للصحة.
من جانبها، تقوم إدارة المدرسة بجولات تفتيشية، على الطلاب، للتأكد من عدم تناولهم أى وجبات ضارة، ويتم سحب أى مأكولات ممنوعة، بدءًا من البسكويت وصولًا بالمقرمشات والشيبسى، ويتم منع اصطحاب أى مأكولات غير صحية فى الرحلات المدرسية. وكذلك تصر إدارة المدرسة على تخصيص نصف ساعة يوميًا لطلاب المدرسة لتناول وجبة الإفطار، ويعقب ذلك بساعتين منح الطلبة وقت الفسحة اليومية لممارسة الأنشطة.
فى سياق متصل، تواصل إدارة مدرسة كلية رمسيس للبنات، إعداد وجبات داخل مطبخ المدرسة، وبيعها للطالبات بأسعار رمزية، لتوفير وجبات ساخنة، نظيفة صحية للطالبات، بينما تواصل إدارة المدرسة فى توزيع وجبات يومية للطالبات حتى الفرقة الرابعة الابتدائى، وتتنوع الوجبات يوميًا، ما بين وجبة ساخنة وسندوتشات وعصير.

كافتيريا جامعة القاهرة.. فراخ ولحمة وجبنة مثلثات 
شهدت جامعة القاهرة هذا العام الدراسى مشكلة إلغاء عقود جميع الكافتيريات والكافيهات، وإنشاء مبنى كبير مساحته ١٣٠٠ متر مربع، مكون من دورين، ليكون مجمع كافتيريات، إلا أن هذا المجمع تزاحم عليه الطلبة بسبب قلة عدد الكافتيريات وكثرة أعداد الطلاب، هذا ما أكده باسل حسام، طالب بكلية الإعلام، قائلًا: إن عدد الطلبة فى الجامعة أكثر من ١٠٠ ألف طالب، فكيف يخدم عليهم خمس كافتيريات فقط؟!
وأضاف محمد محمود، طالب بكلية الآداب، «بعد ما كنت بجيب الوجبات بسهولة وقت ما كانت فيه كافتيريات فى الجامعة كلها دلوقتى باضطر أذهب إلى بين السريات حتى أشترى الأكل من المطاعم، فرغم أنها خارج الجامعة فإنى بذلك أوفر الوقت الذى أنتظره فى الطابور الذى سوف أقف فيه بمجمع الكافتيريات داخل الجامعة لأحصل على سندوتش.
ولم يختلف الحال قليلًا فى جامعة حلوان، فكان يوجد داخل الجامعة بالقرب من المكتبة المركزية مركز به مجموعة من الكافتيريات والمطاعم ومكاتب تصوير تم إغلاق هذا السنتر بحجة صيانته، وأصبح عبارة عن «خرابة»، ولم يجد الطلاب أمامهم سوى كشك فى أول الجامعة يبيع كل شيء بأسعار زائدة عن أسعار أى «سوبر ماركت خارجى»، هذا بالإضاقة إلى أنه تمت إزالة جميع الكافتيريات والمكتبات التى كانت توجد عند أول سلم الجامعة أمام باب محطة مترو الجامعة. ومن جانبه، قال سامح أحمد، رئيس اتحاد الكلية الصناعية وطالب بالفرقة الرابعة، إن كلية التعليم الصناعى توجد خارج حرم جامعة حلوان، مقرها بمنطقة كوبرى القبة، إلا أننا نعانى نحن أيضًا من عدم وجود كافتيريا أو مطعم يخدم علينا كطلبة، فلا يوجد غير الساعى الذى يبيع تحت بير السلم لنا سندوتشات، سعر السندوتش بـ٢ جنيه وكوباية القهوة بـ٣ جنيهات. وأضاف: عرضت على الاتحاد فكرة عمل كافتيريا داخل الكلية، ولكن اعترضوا على الفكرة بسبب قلة الفلوس بالكلية التى لا تمكننا من فعل ذلك.
بينما إذا تجولت فى حرم جامعة عين شمس، فإنك تجد الكافيهات والمطاعم منتشرة فى حرم الجامعة على الجانبين، وبمحيط قصر الزعفرانة مقر إدارة الجامعة وكلية الحقوق والحاسبات والمعلومات والألسن والتى تقدم المأكولات والمشروبات المختلفة للطلبة أثناء العام الدراسى. وقال طارق عبدالنبى، الطالب بكلية التجارة جامعة عين شمس السنة الرابعة، إن الأسعار تزداد كل عام بنسبة ٣٠ ٪ على جميع المنتجات، سواء المأكولات الجاهزة أو منتجات الشركات على الرغم من وجود هامش ربح كبير لهم يصل إلى ١٥٠٪. وقالت شذا أشرف، الطالبة بكلية الآداب، إن الخدمة التى تقدمها هذه الأكشاك تعتبر إلى حد ما مميزة عن الخارج، فالمنتجات جيدة والزيادة فى السعر بسيطة، ولا تعتبر كبيرة.

«التعليم العالى» تستعد بتعميم الوجبات بالمدن الجامعية 
المدن الجامعية مأوى المغتربين من الطلاب القادمين من المحافظات المختلفة، ولكنهم وجدوا عدم اهتمام وانتشار أمراض وحشرات فى وجباتهم، والتى من المفترض أن تكون صحية ونظيفة. 
فقد تم تعميم الوجبات فى المدن، ووجبة الغذاء إما «أرز أو مكرونة بجانب نوع من الخضار المطبوخ أمثلة الكوسة أو اللوبيا أو الفاصوليا أو البطاطس، ورغيف عيش ونوع من اللحوم «لحمة أو فراخ» بجانب العصائر أو الحلويات أو الفاكهة»، أما وجبة العشاء، عبارة عن «وجبة خفيفة من الزبادى وقطع الجبن «المثلثات» والمربى أو العدس والفول واللبن، ويتسلم الطالب ٣ أرغفة». وانتهت جامعة القاهرة من استعدادات الفصل الدراسى الثانى، من مراجعة تطبيق الاشتراطات الصحية على جميع العاملين بالمطابخ وصالات الطعام فى المدن الجامعية، وكذلك أدوات الطهى، واتخاذ إجراءات صارمة فيما يتعلق باستلام الأغذية الموردة ونوعيتها ومطابقتها للمواصفات الصحية. وقال محمد الديب، الأمين العام المساعد لشئون التعليم والطلاب لجامعة عين شمس، إن الجامعة انتهت من استعدادات الفصل الدراسى الثانى من العام الجامعى الحالى، وأن المدن الجامعية جاهزة أيضا لاستقبال الطلاب بعد تطهير وتعقيم المطاعم والمخازن واستلام توريدات التغذية، مضيفا أن مطاعم المدن الجامعية تعد يوميا أكثر من ٤٥٠٠ وجبة للطلاب والطالبات. 
قيد التحقيق 
فى الفصل الدراسى الأول، انتشرت صور فى جامعة عين شمس تكشف وجود «دود» فى الوجبة الغذائية، وانتشرت الصور على صفحات التواصل الاجتماعى، ووصل الأمر إلى مكتب وزير التعليم العالى، خالد عبدالغفار، والذى طالب بسرعة التحقيق فى الأمر، وبالفعل تم توقيف مدير عام التغذية بالمدن الجامعية ومدير مطبخ المدينة الجامعية طالبات بمصر الجديدة، وتحويل جميع العاملين بالمطبخ للتحقيق.
وقال مصدر مسئول بالمدن الجامعية بعين شمس، إن الأمر مازال قيد التحقيق، ولكن قال إن الدود الذى تم تداوله فى مواقع التواصل الاجتماعى أمر مشكوك فيه لارتفاع درجات الحرارة أثناء الطبخ.
وعلى إثر تلك الواقعة، زارت قيادات الجامعة المطعم المركزى بالجامعة، وتناولوا وجبة الغذاء بها للتأكد من سلامة الوجبات. 
وفى جامعة الإسكندرية، نشر عدد من الطلاب بالمدينة الجامعة صورا لوجبات طعام وبها «دود»، فضلا عن عفن بالفاكهة، وتقدم الطلبة بشكاوى على سوء التخزين للمنتجات، كما حدث فى معلبات التونة،على حد قولهم. 
وفى المدينة الجامعية التابعة لجامعة الزقازيق، أُصيب مئات الطلبة والطالبات بحالات إعياء وإسهال وقىء واتهم الطلاب الوجبات الغذائية للمدينة.
وفى أسيوط، تسبب نظام «الباركود» فى تسلم الوجبة أزمة، نظرا لحرمان أى طالبة تتأخر عن موعد تسلم الوجبات من استلام وجبتها، ولم يتوقف الأمر على ذلك، فقد تم فرض غرامة على استلام الوجبة على مدينة الشباب، وتتراوح ما بين ٣ جنيهات و٧ جنيهات. أما فى جامعة جنوب الوادى، اشتكى الطلبة من تقديم الوجبات دون طهى كاف، خاصة اللحوم والدجاج مفسرين ذلك بسبب قلة عدد الطهاة.