الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مسئول المنطقة العربية في الجمعية الفرنسية "SOS" لـ"البوابة نيوز":مسيحيو الشرق رمانة الميزان في العالم.. ولمسيحيي سوريا: لستم وحدكم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى عام 2003 كانت بداية الخراب الذى حل بالعراق بعد ادعاء أمريكا بوجود أسلحة الدمار الشامل بها، ونقلت لنا وسائل الإعلام تلك المشاهد الحزينة التى لم تحرك سوى مشاعر التعاطف مع إخواننا فى العروبة التى تلاشت مع الوقت، فى الوقت نفسه هزت تلك المشاهد فى العراق وسوريا قلوب من يعيشون فى عاصمة النور ليؤسسوا جمعية لحماية الهوية الشرقية وتقديرهم قيمة الحضارة والتعددية بالشرق الوسط.

الجمعية الفرنسية «SOS» كرست كل خدماتها للحفاظ على ما تبقى من مسيحيين فى الشرق الأوسط من الهجرة، أسسوا عملهم بمساعدة المتطوعين، وأرسلتهم إلى العراق وسوريا ولبنان والأردن وكذلك مصر، فالنموذج التركى ومذابح الأرمن كابوس يؤرقهم، يزعمون أن هجرة المسيحيين للغرب هى طمس لهويتهم الشرقية والمسيحية.


 

فرانسوا أكسفير المسئول عن أربعة قطاعات فى سوريا ولبنان والعراق ومصر والأردن، شاب فى الثلاثينيات من عمره، اختار أن يعمل فى مؤسسة SOS لمساعدة مسيحيى الشرق، ويعيش ما بين تلك البلاد على أن يتنزه بعاصة النور بلد الجن والملائكة، يترك عائلته التى تتفهم طبيعة عمله وتقدرها.

يكشف فى حواره مع «البوابة نيوز» هاجس المنظمة من النموذج التركى ومذبحة الأرمن والقضاء على المسيحيين وطمس التاريخ، ويؤكد أن المسيحيين هم رمانة ميزان الشرق، رؤيتهم بقاء من تبقى من المسيحيين فى بلادهم ليعيشوا مع أقرانهم بمختلف دياناتهم حفاظًا على الحضارة.. وإلى نص الحوار:

 

ما وظيفتك داخل المظمة؟

- أنا أتولى رئاسة أربعة قطاعات منها التسجيل والمعلومات، التمويل والتواصل وأخيرًا قطاع ونظام العمليات، وأنا مسئول عن الخدمة فى سوريا والعراق ولبنان ومصر والأردن، فمهمتى هى التأكيد على حياة متطوعى المؤسسة وتأمينها، وتنظيم كل خطواتهم فى أماكن عملهم التطوعي، وفى النهاية أستطيع أن أقول إن عملى مختص بكل ما يدور فى المواقع.

منذ متى وأنت تعمل فى هذا العمل التطوعي؟

- ثلاث سنوات، بدأت فى عام ٢٠١٤ وبالتحديد وقت تعدى داعش على مسيحيي قراقوش بالعراق وسقطت القرية فى أيديهم، وقد توجهت فى أغسطس من نفس العام إلى قراقوش ومكثت هناك عامين ونصف العام وقد كان وقتا قصيرا، ولكنه كان غنيا بالأحداث، فقد وصلت فى بداية الاعتداء، وقبل أن أغادر بدأ المهجرون فى العودة إلى منازلهم والتى تركوها لأكثر من ثلاث سنوات، وكان هناك الكثير من العمل فقد تقابلت مع العديد من الأشخاص إلى جانب الثقافات المختلفة.

وقد عملت مع المسيحيين والإيزيديين إلى جانب عملنا فى بغداد وكابل، وكانت هناك خلافات ما بين المسيحيين والمسلمين الذين ينتمون إلى المذهب الشيعي، وبعد التواصل مع الجميع فعلت أفضل ما عندى وكان على أن أعود إلى فرنسا.

هل العراق هو البلد الوحيد الذى عملت به؟

- لا.. فقد زرت سوريا أيضًا وكانت صعبة للغاية، وكذلك عملت بالأردن بالرغم من أنها مختلفة تمامًا عن العراق وسوريا، وكذلك مصر، ولم يكن بالأخيرة خطر بقدر البلدان الأخري، ولكن كان هناك عدد من المشاكل المحلية البسيطة.

وفى النهاية لا يمكن أن نقارن مصر بأى دولة فى العالم، وعملت أيضًا بباكستان وهى مختلفة أيضًا، ولكن فى كل مرة كنت أقوم بالعمل فى أى دولة كان يزيد ارتباطى وتوجسى على الخليج العربى والشرق الأوسط، والسبب أن بلدان الشرق الوسط بها خليط من الحضارات المختلفة، أهمها المسيحية بطوائفها من كاثوليك وبروتستانت وأرثوذكس، وفى لبنان يوجد المارونيون، إلى جانب ثقافة الخليج العربى فالتعددية الثقافية لها تأثير قوى على البلاد، بل تغنيها ولا بد أن تستكمل جميع الثقافات مسيرتها دون إقصاء لأى منها.

ما أهم البلدان فى خريطة مساعدتكم؟

- إن أولويتنا كجمعية هى مساعدة العراق وسوريا، فالعراق بلد قد تدمر بالكامل ويحتاج إلى إعادة بناء، ولا يمكن فنحن بقدر استطاعتنا نحاول أن نقدم يد العون لمساعدة العراقيين، وخاصة الأطفال الذين تشردوا وتخلفوا عن التعليم، إلى جانب توفير مساكن للنازحين، ونحن ولمدة عام ونصف العام عملنا فى مخيمات اللاجئين بالعراق وقد نجحنا فى أن نجعلها نظيفة ومنظمة تليق بآدميتهم، ولم يكن الأمر بالنسبة لنا صعبا فوجود الجميع فى نفس المكان بالمخيمات قد سهل عملية التواصل لتقديم المساعدات، فكان من السهل جمع المعلومات والاحتياجات فى آن واحد، ولكن الموقف بعد فترة قد تغير.

فبعد أن تحررت بعض القرى من داعش عاد النازحون إلى منازلهم والتى قد تم تدميرها بالكامل، فبدأت تتغير طريقة المساعدات، ومن هنا انطلقنا لإعادة تعمير منازلهم والتى تساوت بالأرض فبدأنا بالبنية التحتية، والمنازل ثم المداس والمستشفيات وفى نفس الوقت لم نكف عن مساعدات المعيشة اليومية.

وماذا عن سوريا؟

- الأمر فى سوريا كان مختلفا عن العراق، حيث إن قوات النظام السورية والحكومة قوية جدًا، ولهذا لم يحتاجوا المساعدات بالمقارنة مع العراق، لأن الحكومة استطاعت أن تتولى البنية التحتية فى القرى التى تم تحريرها، إلى جانب قدرتها على إعادة سير العملية التعليمية والصحة، ولهذا نحن فى سوريا عملنا مع الحكومة لإعادة إعمار سوريا، فقد كان من السهل عودة المهجرين إلى قراهم بمساعدة الحكومة، وقد كان لنا دور كبير فى مساعدة المهجرين الذين كانوا يقيمون بدمشق، وفى نفس الوقت عملنا فى العديد من القرى والتى كان بها قلق شديد مثل «معلولة» وحمص والتى لم يكن بها ماء أو كهرباء فكان الاحتياج كبيرا لإعادة إعمار مدينة كبيرة مثل حمص ولم نكن الوحيدين العاملين فى إعادة إعمارها.

وعلى صعيد آخر، شمال العراق كان - بُعد المسافات بين أماكن تواجد النازحين - من الصعب علينا القيام بالخدمة، فكان سبع ساعات ما بين دمشق وقرى الشمال وهذا عقد المسألة إلى حد كبير فقد كان علينا القيام بالعديد من الأشياء فى وقت قياسى لإعادة الإعمار.

هل كانت مساعدتكم تنحصر فى البنية التحتية والتعليم والمستشفيات؟

- لا.. لم تكن مهمتنا فقط هى البنية التحتية، فالإنسان والإنسانية تم إعادة إعمارهم من الداخل وشفاء أنفسهم من التحديات القاسية، فقد عملنا على تقديم المواد الترفيهية من عمل مسرحى وموسيقي، وكان من أهم الحفلات الموسيقية التى قمنا بتنظيمها دعوة فريق من المغنين من فرنسا، وهو فريق مكون من أكثر من مائة شخص يسافر حول العالم لتقديم الحفلات الموسيقية، وكذلك قمنا بدعوتهم فى لبنان والأردن وتم تخصيص هذه الحفلات لهؤلاء النازحين من سوريا والعراق.

وكيف قمتم كجمعية بمساعدة لبنان؟

- فى كل مرة زرت فيها لبنان كان الأمر مختلفا، ولبنان طبيعته مختلفة، فحتى اليوم هو دولة مسيحية، وبالرغم من الحروب الأهلية التى مر بها إلا أنه مستقر إلى حد كبير، ونحن كجمعية نقدم المساعدات للكنائس وخاصة الكاثوليكية والأرثوذكسية.

وفى الأردن الثقافة مختلفة تمامًا عن لبنان، وهو بلد به العلم أكثر وتعدد الثقافات جعله بلدا غنيا، ومع هذا نساعد المسيحيين هناك لتسهيل الحياة عليهم ونقدم المساعدات الفنية والتقنية للأطفال وهذا أمر مختلف بالنسبة لأطفال فى بلدان مستقرة.

لماذا مسيحيو الشرق الأوسط؟

- وجود المسيحيين بالشرق بمثابة «رمانة الميزان».. يحدث التوازن فى المنطقة والعالم، ونحن نعمل على حمايتهم وبقائهم فى بلدانهم لحفظ التوازن والحضارة. وهذا يتضح من خلال مساعداتنا لهذه البلاد التى لها تأثير قوى فى العالم المسيحي، فرغم أنه ومن حيث المسيحية فلسطين مسقط رأس المسيح، فإن لبنان بالنسبة لنا هو البلد الأكثر أهمية، حيث إنه آخر بلد مسيحي فى الشرق الأوسط، وما يتعرض له لبنان اليوم من هجرة للمسيحيين تزداد يوما بعد يوم قد يفقد البلد هويته، وكذلك سوريا فبها نسبة عالية من المسيحيين وهى دولة حضارة مسيحية لا يمكن أن تمحي، وكذلك العراق وهى «أشور» العهد القديم والحضارة المسيحية وفق ما ذكر فى التوراة.

ولكن ما حدث بالعراق وخاصة بعد دخول أمريكا به وتخريبه عام ٢٠٠٣ فقد كان وقتئذ عدد المسيحيين ١.٥ مليون مسيحى واليوم عددهم مائة ألف نسمة والنسبة فى التناقص، وكلما كانت حقوقهم أقل فى بلادهم زادات احتمالية هجرتهم للغرب، وهذا محزن جدًا، وهو الدافع القوى الذى دفعنا لمساعدة هؤلاء المسيحيين.

كيف تقيم المسيحيين الذين هاجروا من الشرق الأوسط؟

- لا أستطيع أن أحكم عليهم أو ألومهم ولو للحظة واحدة، ولكن نحن نريد ممن بقى من المسيحيين فى الشرق نريدهم أن يتمسكوا بوجودهم فى بلادهم ويقاوموا ما يشبه تنظيم داعش، ولهذا كانت خدماتنا التطوعية، وخاصة بعد أن تم تدمير المنطقة، هى مساعدتهم ليس عبر الأسير وإرسال المعونات المادية لهم، ولكن بوجودنا معهم ومؤاذرتهم ليستكملوا حياتهم بطريقة أسهل.

فى بغداد اليوم تبقى نحو ألف عائلة مسيحية، وهى نسبة قليلة مقارنة بالمسيحيين الذين كانوا من قبل، ولهذا قمنا ببناء مدرسة كبيرة فى بغداد لخدمة أولادهم وقد كانت مطالبهم لنا بأنهم يريدون أن يغادروا البلاد بحثًا عن الأمان فى الغرب، ولكننا تعاونا معهم، وحتى مدرسة سيدة النجاة والتى تعرضت للاعتداء فى عام ٢٠١٠ قمنا بإعادة إعمارها. وبدون مقارنة، فإن المسيحيين وفق الأخبار التى نقرؤها لديهم أزمات فى باكستان ومصر، ولهذا قررنا أن نذهب ونرى بأنفسنا ما يتعرض له المسيحيون عبر العالم.

هل زرتم مصر؟

- نعم كانت أول زيارة لنا لمصر لنرى إن كان يتعرض المسيحيون للاضطهاد هناك، والتقينا البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقد كان لقاء هام وعليه لم نقم بإرسال متطوعين إلى مصر، وقد أرسلنا بعض المعونات العينية من طعام وكساء للفقراء فى صعيد مصر.

وعندما سألنا البابا تواضروس هل يحتاج إلى متطوعين، فأجاب نعم، لتعليم الشباب والأطفال فى دورات خاصة اللغة الفرنسية للمصريين، وقد كان ما طلبه، فالمتطوعون يزورون مصر لمساعدة الطلاب فى تعلم اللغة فقط لا غير. وقد طلبنا أن يسمح لنا بإرسال متطوعين لمساعدة الأطفال الذين يجمعون القمامة ولا يذهبون إلى المدارس، وقد وافق على أن يكون التطوع لتعليم الأطفال.

وتعاملنا مع الكنيسة الكاثوليكية فى شيرتون «سيدة السلام» والجزويت طلبوا منا عمل مؤتمر لتوعية الشباب بالمياه، وكذلك طلب المساعدة بالمطرية بعمل دورات لتعليم اللغة إلى جانب مساعدة الفقراء هناك، والبعض طلب منا توزيع الطعام على الفقراء فى أعياد الميلاد والقيامة وهو ما نقوم به.

لماذا لا ترسلون المساعدات بدون متطوعين، من الممكن أن يتعرضوا للمخاطر؟

- ما يحتاجه المسيحيون فى الشرق، وخاصة فى العراق وسوريا، ليس الموارد المادية بقدر الدعم المعنوى هذه نقطة، إلى جانب هناك العديد من المتبرعين الفرنسيين لهذه الخدمة ويهمهم أن يعرفوا إلى أين ذهبت أموالهم؟ ولهذا يقوم فريق المتطوعين بتقديم الخدمات بأنفسهم.

هناك علاقة خاصة تولد بين المتطوعين وهؤلاء الذين يواجهون الحروب، فهناك مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعى تجمع ما بينهم لمشاركة اللحظات الصعبة والنجاح، وهذا يجعل المسيحيين فى العراق وسوريا يشعرون أنهم ليسوا بمفردهم ومتروكين ومنسيين من العالم.

ما تقومون به حماية المسيحيين لإبقائهم بالشرق.. ولكن من الذى يريد طردهم من بلادهم؟

- هناك العديد من الدول تحمى المسيحيين بداخلها، وبالتالى هى تحمى الحضارة مثل مصر، وكانت تركيا أقدم دولة مسيحية بعد فلسطين، وهذا تاريخ يجهله حتى الأتراك، وخاصة بعدما حدث من الأرمن من مذابح قضت على المسيحية فى تركيا بالكامل، وبسؤال الأتراك إن كانوا يعلمون أن بلادهم كانت ممتلئة بالمسيحية يكون ردهم لا، والأعجب أن الأرمن ليسوا بأتراك، لكنهم مهجرون من دول أخرى عاشوا فى بلادنا فترة من الزمن.

وما يحدث فى سوريا والعراق من تنظيم داعش، والذى يستهدف الدولة، ولكن بالأخص الأقباط يمثل خطرا على المنطقة كلها، ولكن المسيحيين فى سوريا الرئيس الأسد يساندهم ويدافع عن وجودهم، والتاريخ يحدثنا عن ذلك، فقد كان عدد المسيحيين فى الشرق فى الستينيات والسبعينيات أكثر بكثر من ذلك، وهناك دول فتحت الهجرة لهم لأسباب سياسية، واليوم العدد فى الانخفاض يوما بعد الآخر، ونحن لا نريد شيئا أكثر من أن يعيش المسيحيون مع ذويهم فى الجنسية باختلاف الأديان فى سلام، والحفاظ على الحضارات والتى تضمن استقرار العالم بأسره، وما نفعله نريد أن نريهم أنهم ليسوا وحدهم، فهناك ١٠٠ ألف شخص فى فرنسا البعض منهم يصلى والآخر يتبرع بالأموال من أجل خدمتكم، و١٠٠٠ متطوع يعطون سنين وساعات من عمرهم لكم.

ولكن الكثير خاصة فى العراق وسوريا يريدون الهجرة بحثًا عن الأمان؟

- بالطبع.. وخاصة عندما تسوء الأحوال أكثر وأكثر، البعض يلجأ إلينا، ويقول نريد أن نغادر لأن المشهد أصبح أصعب وأخطر، فيكون ردنا عليهم ولهذا نحن هنا ولن نغادر ونترككم فى تلك المخاطر وحدكم، ولكن سوف نحمل الثقل جميعًا إلى أن تحل الأزمة، وسنساعدكم بكل استطاعتنا، ولهذا نحن نقوم بأفضل جهودنا ونشد من أذرهم ومساعدتهم على البقاء.

هل لديكم اجتماعات دورية مع المتطوعين؟

- ليس لدينا لقاءات دورية، ولكننا نتواصل عبر السوشيال ميديا، وخاصة عندما نقوم بعمل فاعليات لجمع التبرعات فى باريس، فنقوم بإرسال الدعوات إليهم وهم يقومون بإعادة إرسالها لآخرين حتى نتمكن من دعوة أكبر عدد ممكن لحضور الفاعلية.

هل هذه الفاعليات دينية؟

- لا.. تلك الفاعليات تكون عن الحضارة أو الموسيقى، مثل احتفالات ضخمة وعروض، ويمكن أن تقدم بها وجبة عشاء على باخرة، ونعلن أن ثمن تلك الوجبة سوف يرسل كمساعدات للمسيحيين فى الشرق، ونستخدم عددا كبيرا من المتطوعين ليساعدوا فى إتمام الفاعلية.

ما رد فعل المتطوعين بعد زيارتهم للعراق وسوريا؟

- الكثير منهم بعد انتهاء المدة التى حددها بنفسه فى البداية، بعد العودة من فرنسا يطالب بالعودة مرة أخرى للمساعدة، وبنسبة ٥٠٪ منهم تريد العودة مرة أخرى للخدمة هناك. وللعلم أن معظم المتطوعين من عائلات عريقة فى باريس، وبعد تجربتهم وبالعمل التطوعي، تتغير اتجاهاتهم فى الحياة تمامًا، فبعضهم يعود ليقول أنا لا أحب أن أكون مثل عائلتى أعيش فى أفضل مكان فى باريس، أو أن أصبح رجل أعمال غنيا أو مديرا لأحد المصارف البنكية، والبعض قال أنا من عائلة غنية ولكنى أفضل أن أعيش فى العراق وسوريا، لمساعدة الفقراء والمحتاجين هناك، وهذا أفضل عمل أكون قد قمت به فى حياتي.