الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كيف يتعامل الصم والبكم بالسجون وأقسام الشرطة؟.. الاستعانة بمترجمين بالتحقيقات.. دورات تدريبية للضباط في لغة الإشارة.. وجبرائيل: العقوبة تتحدد تبعًا لعنصر الإدراك

التعامل مع الصم والبكم
التعامل مع الصم والبكم داخل أقسام الشرطة- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لكل شريحة في المجتع طريقة التعامل الخاصة بها، "البوابة نيوز" تسلط الضوء على طريقة التعامل مع الصم والبكم داخل أقسام الشرطة حال اتهامهم بارتكاب جرائم، وكيفية التحقيق معهم واستخلاص المعلومات منهم.

يرى علم النفس أن عالم الصم والبكم له خصوصيته التي تختلف بكامل تفاصيلها عن عالم الأسوياء، حتى عند ارتكاب أحدهم الجريمة، فهو لا يُقدم على ذلك إلا عندما يشعر بالاستفزاز الذي يتجاوز الحدود، ويفيض به الكيل فتتراكم في دواخله صراعات تتحول إلى فعل إجرامي.
فسوء النية الإجرامي لا يتوافر في كثير من دوافعه الإجرامية، فيجد نفسه ارتكب جريمة تتقاطع فيها الاعتبارات الإنسانية مع القانونية، وهو ما حدث بمنطقة أكتوبر، حيث قام سوداني أبكم بالاعتداء على زوجته التى تصغره بأعوام بسكين، وأرداها قتيلة، إثر مشاجرة نشبت بينهما بسبب تجدد خلافات عائلية فيما بينهما، وأمرت النيابة بتجديد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
ويوضح مصدر أمني بوزارة الداخلية – فضل عدم ذكر اسمه- لـ"البوابة نيوز" أنه في أغلب تلك الحالات يتم مخاطبة مصلحة السجون لتخصيص مكان احتجاز مناسب للمتهم، ويجب أن يكون السجن ملحق به مستشفى لتقديم الرعاية اللازمة له، مؤكدًا أنه في الحالات العادية يتم مراعاة المتهم ومعاملته معاملة إنسانية، وتزداد درجة الاهتمام مع المتهمين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف أنه يتوافر لدى وزارة الداخلية دليل بأسماء مترجمين معتمدين للغة الإشارة، يتم استدعاؤهم بصفة رسمية لحضور جلسات التحقيق مع المتهم، وفي بعض الحالات يُفضل أهل المتهم ترجمة ما يقوله في محضر الشرطة، ويمكن السماح بذلك بعد التأكد من داريته وعلمه التام بلغة الإشارة، حيث يترجم كل ما يقوله المتهم بدقة فائقة، ثم يوقع بالتحقيق على أقواله، ويتعهد بأنه مسئول عما قيل وما تم ترجمته بالتحقيق، ثم يتم إحالة المحضر إلى النيابة العامة، والتي تنتدب خبيرًا في لغة الإشارة وتراجع ما تم تدوينه من أقوال المتهم، وتستكمل التحقيقات.
وأشار المصدر إلى أن حضور المترجم مع المتهم يستمر في كافة مراحل القضية، حتى صدور حكم نهائي في القضية سواء بالبراءة أو الإدانة.
وأوضح أنه تم تخصيص دورات تدريبية للضباط والأفراد العاملين بمصلحة السجون لتعلم أبجديات لغة الإشارة، ورغم أن الخطة بدأت بتدريب عدد محدد من الضباط والأفراد لكنها في تزايد مستمر، ولم يتم اقتصارها على السجون فقط، بل شملت العديد من الضباط داخل المديريات المختلفة، حيث يتم الاستعانة بعدد من المتخصصين في ذلك المجال، بالتنسيق مع الاتحاد النوعي للصم وضعاف السمع، لتعلم لغة الإشارة، خصوصًا بالقطاعات الخدمية كالمرور والنجدة وداخل الأقسام والمراكز الشرطية.

وقال اللواء محمد نور الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن ارتكاب جرائم يكون المتهمين فيها من الصم والبكم، يحدث بشكل نادر، ويتم فيه انتداب خبراء للغة الإشارة للتواصل معهم، حيث يكونوا الأقدر على فهمهم، كما يحدث عندما يتم التحقيق مع متهمين أجانب حيث يتم الاستعانة بمترجمين للتحقيق.
وعن أماكن احتجازهم داخل الأقسام أو المراكز الشرطية، أفاد نور، أنه يتم مراعاة حالتهم وظروفهم جيدًا، ويتم حجزهم بأماكن خاصة بهم تضمن رعايتهم، حتى لا يتعرضون إلى أي اعتداء أو أذى من قِبل باقي المتهمين.

وفي نفس السياق قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إن المتهم ذو الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى رعاية كالتي كان يحصل عليها قبل ارتكابه للجريمة.
وأشار جبرائيل إلى اختلاف نوعية العقوبة لذوي الاحتياجات الخاصة حسب نوع الإعاقة، فالمعاق ذهنيًا غير المدرك تختلف عقوبته بالطبع عن المعاق حركيا كالذي يعاني من شلل أطفال أو يعاني من بتر بأحد أجزاء جسده، أو الأبكم أو الأصم الذي يتوافر لديه عنصر الإدراك والتفكير لكنه لا يستطيع أن يتحدث بلسانه فقط.