الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا السيسي للرئاسة ثانية؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر السيسى أول رئيس مصرى لم يترشح للرئاسة بإرادته الشخصية مثل: عبدالناصر والسادات، ولكنه ترشح للرئاسة بأمر الشعب المصري، عندما استدعاه الشعب لإنقاذ الوطن من براثن مؤامرات الأمريكان والإخوان التى كادت تعصف بالدولة الوطنية المصرية، وهذا ما أشار إليه الرئيس فى ختام مؤتمر «حكاية وطن» موجهًا كلامه للشعب: «أنا مش رئيس، أنا واحد منكم استدعاه الشعب لمهمة إنقاذ الوطن فلبى النداء».
وكان التنظيم الإرهابى للإخوان قد استغل ثورة الشعب فى ٢٥ يناير ٢٠١١ وسرق ثورته بالاشتراك مع الحركات الثورية الممولة من الولايات المتحدة لتنفيذ المشروع الصهيو أمريكى «الشرق الأوسط الكبير»، بهدف إشاعة الفوضى الخلاقة تمهيدًا لتقسيم مصر، وتحولت الثورة من سلمية إلى عنف وإرهاب، واختفت مبادئ الثورة فى «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، وحولها الإخوان إلى قلب نظام الحكم ومحاولة هدم الدولة الوطنية.
وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوى حكم البلاد لمرحلة انتقالية، حاول الإخوان خلالها هدم مؤسسات الدولة السيادية: الجيش والشرطة والقضاء، وتحمل وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الكثير من التحديات والمؤامرات من قبل الولايات المتحدة والإخوان، لكنه تحمل الكثير والكثير من أجل ألا تسقط مصر والحفاظ على جيشها وشعبها.. واستولى الإخوان على الحكم بضغط الولايات المتحدة والدول الغربية، وخلال هذه الفترة تولى الفريق أول عبدالفتاح السيسى منصب وزير الدفاع بعد مؤامرة الإخوان على المشير طنطاوي، وخلال هذه الفترة كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتجه نحو الانهيار، وكذلك الحالة الأمنية، وقد عرف الشعب المصرى السيسى وزير الدفاع عن قرب خلال هذه الفترة التى تأججت فيها غضبة الشعب المصرى من الجماعة الإرهابية، وكانت البلاد على شفا حرب أهلية بين الشعب والعصابة الإخوانية، وكان قائد جيش مصر العظيم حريصًا على وحدة الشعب المصرى، وأرسل للشعب العديد من الرسائل لطمأنة شعب مصر بأن جيش مصر هو من أبناء الشعب، وهو جيش الشعب وملك له، وأن عقيدة جيش مصر انحيازه الكامل للشعب وليس للحاكم، وعندما أعلن الشعب أنه سيقوم بثورته فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ قبل ستة أشهر من هذا التاريخ، أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع، دون خوف أو ضعف أن الجيش والشرطة سوف يساندان ويحميان الشعب فى ثورته السلمية القادمة، لإسقاط النظام الفاشى للخونة والإرهابيين وبائعى الأوطان.
وكانت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ انعكاسًا حقيقيًا لثورة الشعب المصرى، وتصحيحًا لمسار ثورة يناير، وأسقط فيها الشعب النظام الفاشى للجماعة الإرهابية، وهتفت أصوات أكثر من ٣٥ مليون مواطن فى ميادين الثورة: «إنزل يا سيسى.. مرسى مش رئيسي»، وفرض الشعب المصرى إرادته على وزير الدفاع السيسي، وطالبوه بخلع زيه العسكرى والترشح لرئاسة الجمهورية، واستجاب السيسى لاستدعاء ونداء الشعب، وفاز السيسى فى الانتخابات الرئاسية بنسبة بلغت ٩٧٪، وأصوات ٢٤ مليون مواطن مصرى وهى أعلى نسبة أصوات فى تاريخ انتخابات رؤساء مصر.
وحدد الرئيس السيسى هدفين رئيسيين للنهوض بمصر، الأول: اجتثاث جذور الإرهاب فى سيناء والوادي، والتصدى لمؤامرات الخارج والداخل والحفاظ على الدولة الوطنية المصرية من السقوط، والثاني: إعادة بناء مصر الحديثة وإقامة العديد من المشروعات العملاقة بدأت بمشروع حفر قناة السويس خلال عام واحد بأموال وأيدى المصريين، وانتهاء بمشروع حفر ٤ أنفاق أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوطن فى كل من الإسماعيلية وبورسعيد، وسوف يتم الافتتاح فى ٣٠ يونيو ٢٠١٨، وبلغت المشروعات القومية خلال ٤ سنوات ١١ ألف مشروع بتكلفة ٢ تريليون جنيه.. وخلال هذه الفترة استطاعت مصر أن تجتث جذور الإرهاب فى سيناء والوادى بنسبة تجاوزت ٩٥٪، وهو ما أعاد لمصر الأمن والأمان، وهو ما انعكس بصورة مباشرة على الاستقرار والتنمية والاستثمار والسياحة، بفضل شجاعة وتضحيات رجال مصر من أبناء القوات المسلحة والشرطة، وخلال ٤ سنوات قامت مصر بالعديد من الخطوات للنهوض والتقدم بدأتها بالإصلاح الاقتصادى وإقامة بنية تحتية كاملة من خلال شبكة طرق وكهرباء ومرافق وإقامة مليون وحدة سكنية للإسكان الاجتماعى والشباب وقاطنى العشوائيات، وهو ما انعكس بصورة كبيرة على النهضة الاقتصادية التى تشهدها مصر.. وتحمل شعب مصر فاتورة الإصلاح الاقتصادي، رغبة منه فى بناء مصر الجديدة، وثقة منه فى القائد الذى استدعاه ليحفظ لمصر أمنها وسلامتها، وعادت لمصر ريادتها وقوتها ومصداقيتها فى أمتها العربية والأفريقية والعالم أجمع.
ولا يزال شعب مصر العظيم يثق فى قيادته السياسية التى تتمتع بالصدق والوطنية والجسارة، وكان اصطفاف المصريين خلف قائدهم وقواتهم المسلحة وشرطتهم الوطنية هو السر فى العبور العظيم لمصر بعد ثورة ٣٠ يونيو.. ولكل هذه الأسباب سوف يختار الشعب رئيسهم السيسى لفترة رئاسية لمصر، لاستكمال مسيرة البناء والتنمية والقضاء على الإرهاب، وحتى تصبح مصر أكبر من كل الدنيا. وقد حسم الرئيس مسألة المخطط لهدم الدولة المصرية بقول حاسم فى افتتاح حقل «ظهر» ببورسعيد عندما قال: «أمن واستقرار مصر ثمنه حياتى أنا والجيش، وأنا لا أخاف من أحد، بل أخاف من ربنا وعلى مصر».