أرجوك لا تفهمنى خطأ، افهمنى صح، الكسار يجذب حماره ويسير، اللصوص يتحايلون عليه، يخلع أحدهم القيد من حول عنق الحمار، دون أن يشعر الكسار، يسير قليلا، ثم يقف، يجذب الكسار الحبل، فلا يستجيب الحمار على ظن الكسار.
يستدير فإذا به يجد رجلا حول عنقه القيد، يخربيتك يا حمار إنت بنى آدم، يخبره اللص أنه كان بنى آدم لكنه أغضب أمه، فدعت عليه أن ينقلب حمارا، ومن الواضح أنها صفحت عنه فارتد بنى آدم، يحل الكسار القيد ويقول للرجل، أوعى تزعل أمك،فى حد يزعل أمه يا مجنون.
يعود الكسار وينادى على زوجته اسكتى يا ولية، أما حصلى حكاية ويقص عليها ما جرى، وفى اليوم التالى يذهب للسوق فيجد حماره معروضا للبيع، فلا يشك أن لصوصا خدعوه، يسير بخفة حتى يصل إلى أذن الحمار، ويهمس له يخربيتك إنت زعلت أمك تاااني، يشترى الكسار حماره، نضحك ونضحك، ونضحك حتى تنهمر الدموع، لا على الحمار والكسار، لكن على فطرتنا التى جعلتنا نصدق أن الدعوات تسخط البنى آدمين، نضحك لأنهم يسرقونا بطريقة سرقة حمار الكسار وفى كل مرة نعتقهم، نمنحهم فرصة جديدة ليسرقونا، عزيزى الكسار حقا.
كل كسار فى هذا البلد، إنهم يبيعون لنا الوهم نفسه كل مرة، ونشتريه منهم، لكنى لا أعرف حقيقة هل الكسار كان ساذجا، أم أنه فطن إلى أنه ما باليد حيلة، فكذب هو الآخر عليهم وعلى نفسه وعلى زوجته، لإدراكه أنه لن يتمكن من مجابهة اللصوص، يا تبقى حمار بالغصب، يا تبقى حمار بالطوع، يا تبقى حصان مدبوح.
