الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد السيد عيد: توفيق الحكيم "موظف مزوغاتي".. وهو رائد القصص الفلسفية في مصر

توفيق الحكيم.
توفيق الحكيم.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأربعاء، الاحتفاء بمرور 120 عامًا على ميلاد توفيق الحكيم، والتي شارك فيها السيناريست الكبير محمد السيد عيد، وأدارها الدكتور عزوز إسماعيل.

في بداية الاحتفاء، وجه الكاتب محمد السيد عيد، الشكر لهيئة الكتاب، لتفكيرها في إحياء ذكرى مرور 120 عامًا على ميلاد توفيق الحكيم، الذي كان عام خير على مصر، على حد تعبيره، حيث ولد في نفس العام الفنان القدير يوسف وهبي، وعالم الذرة المصري الدكتور مصطفى مشرفة.

وتابع أن توفيق الحكيم أثرت نشأته وحياته كثيرا في أعماله الأدبية والثقافية، فقد كان والده متعلما، ودرس القانون، وتخرج من كلية الإدارة والترجمة التي كانت أكبر كلية في هذا العصر، وكان يتخرج منها الوزراء، وقد زامل والده الزعيم مصطفي كامل، إلا أنه لم يفضل الانخراط في العمل السياسي. أما أم توفيق الحكيم فقد كانت جارية تركية، وهؤلاء كانوا يرون أنهم أفضل من المصريين. وقد تحدث توفيق الحكيم عن والده ووالدته في رواية "عودة الروح".

وأشار عيد إلى أن الحكيم شهد زخما فكريا وثقافيا في المجتمع المصري، حتى شهد بنفسه ثورة 1919، وهذا ما ساهم في اعتزازه بالوطن مصر في كل كتاباته لتأثره بشدة بالمفاهيم التي أتت بها الثورة.

وأوضح أن والد توفيق الحكيم أرسله إلى فرنسا لدراسة القانون، ولكن توفيق الحكيم لم يحصل على الدكتوراه في القانون، فقد درس النظام الاجتماعي في أوروبا، والثقافة الأوروبية، والحداثة، وهو ما ساهم في نقله لهذه الصورة إلى مصر، وتأثره بهذه الأفكار الغربية ونقلها إلى المجتمع المصري بتركيبة خاصة بتوفيق الحكيم، الذي كان متأثرا بالثقافة العربية والإسلامية بشكل كبير، أيضا، وهو ما انعكس على كتاباته التي كان يختلط بها مزيج من الثقافة الغربية والعربية والإسلامية.

وأشار عيد إلى أن توفيق الحكيم حينما عاد من أوروبا عقب فشله في الحصول على الدكتوراه، تم تعيينه بشكل مؤقت في محكمة الإسكندرية، وقد كان "موظفا مزوغاتيا" يمضي في دفتر الحضور ثم ينصرف ليجلس على مقهى بجوار المحكمة، وهو المقهى الذي شهد كتابته لروايتي "أهل الكهف"، و"عودة الروح".

وأوضح أنه بالنظر إلى المراسلات التي كانت بينه وبين الدكتور مصطفى مشرفة فقد كان يقول لـ "الحكيم" أنه كما أن تشارلز ديكينز مؤلف وروائي معبر عن الثقافة الإنجليزية، فتوفيق الحكيم يعتبر أفضل معبر عن الثقافة المصرية.

ولفت إلى ان توفيق الحكيم ظل في مرحلة معارك كبيرة طوال حياته، حيث اشتبك في معركة طويلة مع الشيخ الشعراوي، بسبب "حوار مع الله " الذي نشره توفيق الحكيم في جريدة الأهرام، وهو الأمر الذي اعترض عليه الشيخ الشعراوي بشكل كبير.

وقال إن توفيق الحكيم نضج فكريا بشكل كبير وتغيرت مواقفه، بعد أن عمل نائبا في الأرياف، فقد اختلفت طريقة حبه لمصر بوضع يده على المشاكل الموجودة في المجتمع المصري وخاصة في المجتمع الريفي، وصور شكل البشاعة التي يعيشها الناس في الريف وذلك في رواية "يوميات نائب في الأرياف".

والغريب في هذه الرواية أنها لم تقم على الصراع بين الخير والشر ولكنها قامت على عملية الوصف لحال المجتمع المصري، وهذا ما ساهم في التنبه لمشكلات المجتمعات الريفية.

واوضح أن توفيق الحكيم دائما يعتبر هو بطل جميع أعماله الروائية، وكان يكتب دائما من وقائع تجاربه، وبالرغم من الضعف الفني لإحدى رواياته وهي "عصفور الشرق" إلا أنها كان ذات بعد فكرى مهم جدا.

ولفت إلى توفيق الحكيم لم يكتب إلا مجموعتين قصصيتين بواقع 29 قصة، وقد تميزت قصص الحكيم بالطابع الفلسفي ويعتبر هو رائد القصص الفلسفية في مصر، وأيضا مجموعة من الافكار الخاصة بتوفيق الحكيم والتي حاول ان يؤكد عليها في قصصه، فعلى سبيل المثال فالموت لدى توفيق الحكيم مجرد "صدفة"، وكان أيضا مشغولا بما سيحدث للإنسان بعد الموت، وقد خالف فيها المفهوم الإسلامي باعتقاده أن الانسان بعد الموت تتناثر بقايا جسده في صورة ذرات وجزيئاته في الكون.