الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"القس لوقا": لا يجوز إفشاء أسرار الاعترافات تحت أي ظرف

القس لوقا راضي
القس لوقا راضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس لوقا راضي، راعى كنيسة يوحنا المعمدان بالقوصية بأسيوط، إن الاعتراف أحد أسرار الكنيسة السبعة، ومبنى على أسس كتابية وآيات موجودة بالعهدين القديم والجديد، لافتا إلى أن العهد القديم يذكر واقعة اعتراف عفان بن كرمى بواقعة السرقة، بعدما طالبه يوشع بن نون بالإقرار بالخطأ أمام الجميع.

وأضاف القس لوقا لـ«البوابة»، أن الكتاب المقدس يقول «وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِى الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ» (إنجيل متى ٣: ٦)، والعديد من الآيات التى تتحدث عن مفهوم الاعتراف، ولذا فإن الكنيسة توكل للكهنة تلقى اعترافات أبنائها، وكل ما يقال فى الاعتراف سر لا يجوز الإباحة أو إفشاء الأسرار تحت أى ظرف.

وتابع القس لوقا: خلال العصور الوسطى ما بين القرن الحادى عشر والثالث عشرة، تعرض الكهنة والقسوس للتعذيب والضغوط من الحكام المماليك، ليكشفوا أسرار اعترافات الرعية، وظلوا محافظين على سر الاعتراف مما أدى لإراقة دماء الكثير منهم.

وأضاف أن الكنيسة أوقفت سر الاعتراف فترة زمنية، وأصبح الاعتراف على الشورية، أى أثناء القداس يعترف المسيحى لله بأخطائه دون الرجوع للكاهن، ولكن بعد انتهاء الظرف التاريخي، عادت الأمور لمجراها والاعتراف للكهنة وأخذ التحليل قبل التناول.

وأكد راعى كنيسة يوحنا المعمدان بالقوصية، أن حفظ الكهنة لأسرار الرعية واعترافاتهم رغم ضغوط الحكام والمماليك فى القرون الوسطى يؤكد التزام الكهنة وإصرارهم حفظ سر الاعتراف وهو أحد الأمور الدينية.

وعن إفشاء الاعتراف، قال القس لوقا، إنها غير واردة، ولو كان فإنها نسبة لا تتجاوز واحد فى المليون، ولا نعتبر الحالة الشاذة عامة، ولم نسمع على مدى التاريخ كاهن أعلن أو جاهر بسر الاعتراف.
وعن مثول الكاهن للشهادة أمام المحاكم، أوضح أن العرف السائد عدم مثول الكهنة أمام القضاء للشهادة، لأنه لا يمكنه إفشاء أسرار المعترفين، وليس لقصور أهليته أو ما شابه، ولكن لأنه فى قيد لحفظ سر الاعتراف باعتباره كاهن يحمل السرائر الكهنوتية.

وأكد القس لوقا، أنه حال إفشاء رجل دين مسيحى بسر الاعتراف، يعاقب وفق القانون الكنسى بالتدرج بالإنذار أو الوقف عن الخدمة، أو الوصول به للشلح وتجريده من الرتبة الكهنوتية وعودته للعلمانية.
وعن ضمان عدم إفشاء أسرار الاعترافات، حال وقف الكاهن أو تجريده من مكانته، قال القس لوقا، إن روح الله والضمير الأبدى يضمنان الأمر، وعبر التاريخ لم نجد أحدا تعرض لعقوبة وجاهر بأسرار واعترافات الناس، لأن الكنيسة يقودها روح الله القدوس وليس الأفراد».