أطلق عليه لقب «مخرج الروائع» حيث أخرج مايقرب من ١٠٠ فيلم ترك الكثير منها بصمات خالدة فى ذاكرة السينما المصرية، بل وشارك فى كتابة قصص وسيناريوهات البعض منها.
هو المخرج الراحل الكبير حسن الإمام الذى قدم للسينما وجوها عديدة أصبحوا نجوما كبارا فيما بعد، منهم «فاتن حمامة، حسين فهمي، هند رستم، فريد شوقي، يحيى شاهين» وغيرهم الكثير.
ولد حسن الإمام فى مدينة المنصورة فى عام ١٩١٩، وفد تلقى تعليمه الابتدائى فى مدرسة «الفرير» بالقاهرة، إلا أنه وبعد وفاة والده، الذى كان قد تعرض لخسائر مادية فى تجارته، اضطر الإمام وهو فى عمر الـ١٧ للعمل، ولأنه كان يجيد الإنجليزية والفرنسية فقد عمل مترجما، بعد ذلك انتقل ليعمل مساعد مخرج للفنان يوسف وهبي، الذى وجد فيه شابًا مثقفًا، يمتلك موهبة الكتابة.
تميز الإمام منذ بداياته كمخرج بنوعية أفلام الميلودراما، التى تستدر تعاطف المشاهدين ودموعهم، ومن أهم أعماله التى حققت نجاحًا كبيرًا، سلسلة الأفلام التى قامت ببطولتها الفنانة الراحلة فاتن حمامة، ومنها «اليتيمتين، أنا بنت ناس، الملاك الظالم، حب فى الظلام، أنا بنت مين» ودوما كانت تجسد فى تلك الأفلام دور الفتاة البريئة المظلومة.
فى عام ١٩٦٢، حل حسن الإمام بديلًا للمخرج صلاح أبوسيف، فى إخراج فيلم «بين القصرين» عن رواية نجيب محفوظ، والذى كان بداية تعامل الإمام مع أعمال نجيب محفوظ، بعدها أخرج «زقاق المدق» ١٩٦٣، و«قصر الشوق» ١٩٦٦، و«السكرية» ١٩٧٣.
فى السبعينيات اتجه الإمام للطابع الغنائى والاستعراضي، خاصةً بعد النجاح المدويّ لفيلمه «خلى بالك من زوزو» ١٩٧٢، بعدها أخرج أفلاما على نفس النمط منها «حكايتى مع الزمان، أميرة حبى أنا».
على الجانب الآخر، لم يسلم الإمام من الانتقادات اللاذعة، خاصةً فى الأربعينيات والخمسينيات لتجسيده السير الذاتية لعدد من الراقصات، ومنهم «بمبة كشّر، امتثال فوزي» فأطلق البعض عليه لقب «مخرج العوالم»، رغم ذلك، ظل الإمام عاشقًا للسينما حتى الرمق الأخير، حتى أنه قال فى حوار صحفى مع مجلة «آخر ساعة» عام ١٩٥٩: «أتمنى أن تدرس سيرتى فى المعهد العالى للفنون المسرحية، خاصة أنى قدمت للفن نجوما كبارا».
وتُوفى حسن الإمام فى ٢٩ يناير من عام ١٩٨٨، عن عمر ناهز ٦٩ عامًا تاركًا إرثًا فنيًا عظيمًا، يتذكره الجميع حتى الآن.
