الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"عم محمود" الحداد: "علمت ولادي الصنعة.. والشغلانة ما بقتش تأكل عيش"

محرر البوابة في حديثه
محرر البوابة في حديثه مع «عم محمود الحداد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مهنة الحدادة من المهن القديمة والتقليدية البدائية التى عرفها الإنسان منذ بدء الخليقة، استطاع الإنسان أن يطوع فيها الحديد لصالحه، فقد صنع المواد الحادة كالسكين، واستخدمها فى تقطيع الثمار، والبحث عن الغذاء، كما اهتم الحدادون قديمًا بصنع السيوف، والدروع، والسلاسل الحديدية وغيرها لقهر الأعداء ومجابهة المخاطر الحياتية.
«عم محمود» يروى حكايته مع الزمان؛ منذ تعلمه صنعة الحدادة وهو فتى صغير حرمته ظروف الحياة والفقر من التعليم والالتحاق بمجال الهندسة كما حلم منذ نعومة أظافره، فاتجه إلى تعلم إحدى الحرف التى تساعده وتساعد أهله على «لقمة العيش».
يحكى أنه رغم ضعف الإقبال على هذه المهنة فى الوقت الحاضر؛ بسبب ظهور مصانع الحديد والصلب، إلا أن البعض ما زال يمتهن الحدادة، ويرثُها أبًا عن جد؛ رغم الصعوبات الكبيرة التى يواجهونها، وصعوبة هذه المهنة تكمن فى عدة عوامل أوضحها «عم محمود» فى جلسة صفا مع «البوابة».
يقول «حداد أرض اللواء» « كنت الأول بكسب من صنعة الحدادة فلوس كتير علشان كان لسه مصانع صناعة الحديد والصلب مظهرتش وكنت بعمل سراير للعرايس والعرسان من الحديد، وكان أى حاجة خاصة بلوازم البيت والكراسى كنت بعملها من الحديد وكنا شغالين زى الفل والقرش معدن وعلمت ولادى الاتنين الصنعة، وبرغم كده علمتهم برضوا فى التعليم علشان أعوضهم اللى اتحرمت منه ودخلتهم الجامعة هما وأخواتهم البنات ودلوقتى بعلم أحفادى المهنة، وبرغم إنى عارف إنها مش هتنفعهم فى حاجة وإن المستقبل منتظر ليهم حاجات تانية لكن حنينى للمحل وإحساسى إنه هو اللى بنى أسرتى مخلينى محتفظ بيه وبقعد فيه وفيه ناس برضوا بتحتاج شغل بسيط كده بعمله وبجيب منه مصاريف البيت على قدى أنا ومراتى بعد لما جوزت البنات والصبيان وكل واحد شاف نصيبه وقعد فى بيته».
يبرز «عم محمود الحداد» صعوبات المهنة ومراحل تحول قطعة الحديد إلى الشكل المطلوب؛ فأن تكون حدادًا؛ فهذا يعنى أنك مضطر، لتحمل الكثير من الصعوبات والمتاعب، والأخطار أيضًا، والتى تشمل: ثقل وزن المواد الخام: وهى الحديد، وثقل أيضًا الأدوات المستخدمة فى تذويبه، وتطويعه، ثم إعادة صناعته، وصعوبة مجاهدة استخدام تلك الأدوات، والإرهاق الشديد الذى يصيب الحداد: نتيجة بذله جهدًا بدنيًا عاليًا، لإتمام الصناعة المطلوبة؛ كالأبواب الثقيلة والبوابات الحديدية، وقضاء ساعات طويلة فى العمل لأن مراحل التصنيع عديدة؛ وتبدأ بصهر الصلب، ثم تشكيله بواسطة المطرقة والسندان، وغيره من الأدوات، ثم سحبه أو تطويله، وغيره من المراحل التى تتطلب الصبر؛ كعمل ثقب فى القطعة المصهورة، ولحم القطع المتشابهة مع بعضها البعض، إلى مرحلة تجهيز القطعة الكاملة للبيع.
ويشير «عم محمود» إلى المشكلات الصحية التى تواجه العاملين فى مهنة الحدادة فى تَعرض عامليها لمشكلات صحية عديدة، ومنها: أمراض الجهاز التنفسي؛ فالتعرض لدرجات الحرارة العالية، أثناء صهر المواد الصلبة، واستنشاق كميات كبيرة من المواد السامة؛ مثل ثانى أكسيد الكربون، الذى يلحق الضرر بالجهاز التنفسي، خاصةً الرئتين، ناهيك عن التسلخات التى تصيب الجلد؛ نتيجة التعرض لدرجة الحرارة المرتفعة لأفران صهر الحديد، كما قد يصاب الجلد بحساسية الحرارة والكحة وتصاب العين بالجفاف ومن الممكن أن يفقد الشخص بصره، لتعرّضه (للشرر) أو القطع المتطايرة من النار، ويؤدى إلى الإصابة بحساسية العين؛ فنرى عيون الحداد مُحمرة مع زيادة فى عدد ضربات القلب أثناء العمل فى الحدادة وخصوصا لو كان فى فصل الصيف تحت أشعة الشمس الحارقة، إلى جانب الشعور بالدوخة، والصداع، والقيء ثم فقدان الوعي.