السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مأساة جديدة لـ"قرية الأحزان" في كفر الشيخ.. غرق مركب الحاج نصر وعلى متنه 15 صيادًا.. ميليشيات ليبية اختطفتهم واحتجزتهم لمدة أسبوع.. المحافظ: نتواصل مع الخارجية لمعرفة مصير المفقودين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن حادثة غرق مركب الصيد «الحاج نصر»، الذى كان يقل ١٥ صيادًا من أبناء قرية برج مغيزل، التابعة لمركز مطوبس، بمحافظة كفر الشيخ، الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث سبقها أكثر من ٥ حوادث مماثلة خلال السنوات الماضية، أدت إلى فقد وغرق العشرات، ومصادرة العديد من المراكب، وسجن بضعة مئات فى سجون ليبيا وتونس.
ويدفع ثمن هذه الحوادث صيادون بسطاء يعملون بـ«اليومية»، نيابة عن أصحاب المراكب الذين يجازفون بحياة غيرهم طمعًا فى صيد وفير هنا أو هناك، دون اكتراث لعواقب كبيرة أقلها السجن مرورًا بمصادرة المراكب وانتهاء بمقتل الصيادين.
الحادثة الأخيرة، والتى مر عليها ٤٨ ساعة فقط، تعرض خلالها مركب «الحاج نصر» للغرق قبالة السواحل الليبية، ونجا من صياديه ٥، بينما اعتُبر ١٠ آخرين فى عداد المفقودين.
وأصيب أهالى المفقودين العشرة فى قرية برج مغيزل بالصدمة والحزن على فقدان أبنائهم فى عرض البحر، ومرور أكثر من ٤٨ ساعة على فقدهم دون معرفة أى أخبار عنهم، بعد علمهم من بعض الناجين بانقلاب المركب وغرقه فى البحر المتوسط.

وكشف السيد عبدالسلام بهنسي، ٣٣ سنة، أحد الناجين من المركب، عن خروج مركب «الحاج نصر»، لصاحبها نصر عبدالرحمن، أحد صيادى برج مغيزل، للصيد من بوغاز رشيد، وقامت بالصيد فى المياه الدولية قبالة ليبيا حيث تكثر الأسماك، وأثناء استعداد المركب للعودة فى اليوم العاشر للسفر فوجئ الصيادون بمركب مجهول تستقله مجموعة مسلحة بأسلحة متطورة، تبين بعدها أنها ميليشيا ليبية، تهاجمهم قرب بنغازي، وتقتاد المركب قرب الشواطئ الليبية وتطالبهم بدفع غرامة مالية كبيرة، مهددة بمصادرة المركب وسجن الصيادين.
وأشار «بهنسى» إلى حجزهم على متن المركب لمدة أسبوع، ومعاملتهم معاملة قاسية من خلال التعرض للضرب وقلة الطعام، وبعد مفاوضات مع صاحب المركب فى كفر الشيخ، تم دفع مبلغ مالى ضخم يصل إلى ربع مليون جنيه، إضافة إلى مصادرة ٣٠٠ طاولة سمك بحرى بوزن ٢٥ كيلوجرامًا لكل طاولة، أى قرابة ٧٠٠ كيلوجرام من السمك.
وأوضح أنهم بعد إطلاق سراحهم، وبالقرب من حدود الشواطئ المصرية الليبية بين طبرق والسلوم، هاجمتهم عاصفة بحرية شديدة عطّلت المركب لمدة يومين، وبدأت العاصفة تشتد وتطيح بالمركب يمينًا ويسارًا، وبدأ الموج يعلو بصورة مخيفة.
وقال: «خلال دقيقة واحدة وجدنا أنفسنا، نحن الناجين الخمسة، ملقى بنا خارج المركب الذى انقلب وابتلعه البحر فى غمضة عين، رغم ابتعاده عن الشاطئ مسافة عشرين مترًا فقط»، ثم وجد نفسه ملقى على الصخور، وبعد ساعتين من الإغماء نُقل من ليبيا عبر معبر السلوم، ووجد نفسه فى مستشفى النجيلة بمرسى مطروح، هو وزميله حمدى سعفان.
وتبين أن «بهنسى» مصاب بكسر فى الساق اليسرى، نتيجة الارتطام بالصخور، فيما أصيب زميله «سعفان» بجروح فى بطنه ووجهه وأجزاء أخرى من جسده، بفعل الارتطام، بينما تم التحفظ على ثلاثة آخرين من زملائه المصابين بجروح طفيفة، للتحقيق معهم بمعرفة السلطات الأمنية بالسلوم لمعرفة دوافع وظروف وملابسات الحادث.
وأكد «بهنسى» أن له شقيق من المفقودين فى المركب، لم يتمكن من إنقاذه ولم يره بسبب ثورة البحر.
وطالب السلطات المصرية بسرعة البحث عن أخيه وزملائه الصيادين المفقودين، قبل أن يبتلعهم البحر أو تقذفهم الأمواج بعيدًا.

كان نقيب الصيادين بكفر الشيخ، أحمد نصار، قد أعلن مساء الجمعة، أن مركب صيد مصريًا تعرض للغرق قبالة السواحل الليبية، وعلى متنه ١٥ صيادًا جميعهم من قرية برج مغيزل، فى مركز مطوبس.
وأشار إلى أن المعلومات الآولية عن الحادث ترجح أن يكون سببه تعطل المحرك الخاص بالمركب، وسوء الأحوال الجوية، التى وصلت سرعة الرياح فيها إلى ٧٠ عقدة بالساعة، ما أدى إلى انحراف المركب ناحية الساحل واصطدامه بالصخور وغرقه على الفور.
وقال إن الصيادين المصابين هما حمدى زعفان عبدالجواد، والسيد عبدالسلام بهنسي، محتجزان بمستشفى النجيلة، ومصطفى حسن مصطفى عبيد العبد، وعبد القوى إبراهيم عرفة، ومصطفى عبد القوى إبراهيم عرفة، محتجزون للتحقيق من قبل أمن مطروح.
كما كشف نصار عن أسماء الصيادين العشرة المفقودين، وهم محمد فرج فتح الله إبراهيم المزين، وعيسوى محمد عيسوى أبو رزق، وحسن عبدالله أحمد على مرتضى، وسمير فهمى محجوب، ومحمد حسن أحمد محمد، ومحمد أحمد محمد الجارحي، ويوسف يسرى محمد عبده، ومحمد حسن محمد حسن السمار، ومحمد عبدالسلام حسن عبدالسلام بهنسى، وعلى إبراهيم أحمد محمد الحمار.

من جانبه، أكد اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، أنه يتواصل مع المسئولين فى الخارجية المصرية لمعرفة مصير الصيادين المفقودين، وأنه على استعداد لمساعدة أسرهم، عبر توفير معاش «تكافل» لهم.