إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى «١٩١٤:١٩١٨» طالب القادة الوطنيون فى مصر، ويتزعمهم سعد زغلول، بإلغاء الحماية البريطانية على البلاد، وأن يكون لمصر وفد فى مفاوضات السلام بعد الحرب، ولكن مطالبهم قوبلت بالرفض. ظنت بريطانيا أن رد فعل المصريين سيكون دخانًا فى الهواء، ولكن قادة الأمة طالبوا الشعب المصرى بالتمرد ضد الاحتلال الإنجليزي، فما كان من بريطانيا إلا أن اعتقلت «زغلول» ورفاقه ونفتهم إلى جزيرة مالطا، وكان هذا السبب الرئيس لثورة ١٩١٩، حتى اضطرت إنجلترا للعفو عن سعد زغلول وإعادته إلى القاهرة، وسمحت للوفد المصرى بالسفر لعرض مطالب الأمة على مؤتمر الصلح بباريس للمطالبة باستقلال «المحروسة» عن «الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس». ولم يكن رد فعل المجتمعين فى مؤتمر الصلح بباريس مختلفا عن المحتل البريطاني، فرُفضت المطالب المصرية مرة أخرى، وعاد الوفد المصرى إلى القاهرة بخفى حنين فثار الشعب، ونُفى سعد زغلول للمرة الثانية إلى جزيرة سيشل فى ١٩٢١ فازدادت الثورة، وفشل الاحتلال فى إخمادها. حاول الإنجليز استمالة الشعب بعيدًا عن الزعيم سعد زغلول ولكن الفشل كان مصير كل محاولاته إلى أن أفرج عن زعيم الأمة فى ١٩٢٣، وأجريت الانتخابات النيابية فى مصر ليفوز سعد زغلول بالأغلبية ويشكل أول وزارة شعبية فى مصر فى مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من يناير ١٩٢٤.
