الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عبدالله غيث.. ترك "العمودية" ليدخل الفن بالواسطة

الفنان عبدالله غيث
الفنان عبدالله غيث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد الفنان عبدالله غيث، بقرية شلشلمون مركز منيا القمح بالشرقية، لأسرة تمتلك مئات الأفدنة، توفى والده وهو لا يزال صغيرًا، فاستمر فى دراسته بالقرية، غير أنه كان تلميذًا شقيًا يحب الهروب من المدرسة ليذهب إلى السينما والمسارح والحفلات الصباحية.
كان والده يجيد الإنجليزية، ودرس الطب فى لندن واستدعى أبوه ليتولى العمودية بقريته مع بوادر الحرب العالمية الأولى، فتزوج وأنجب خمسة أبناء وكان عبدالله غيث أصغر أبنائه.
حصل «غيث» على الإعدادية ثم الثانوية بصعوبة كبيرة، وظل بعدها يعمل بالزراعة، ويشرف على أرضه مدة عشر سنوات، ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بمعهد الفنون المسرحية، بإشراف أخيه حمدى غيث الذى عمل أستاذًا بالمعهد بعد رجوعه من بعثته بباريس.
التحق عبدالله غيث بالمسرح القومي، وهو لا يزال طالبًا فى المعهد، ولم يصادف أى مشكلة فى دخوله إلى عالم الفن، وحصل على دبلوم المعهد العالى للفنون المسرحية عام ١٩٥٥، ثم تتلمذ على يد شقيقه حمدى غيث وعمل بالتلفاز، له مشوار فنى حافل بالعديد من المسلسلات والأفلام الدينية والتاريخية التى برع فى أدائها حتى كاد ألا يخرج عنها فى أواخره.
وكان يتردد مرتين فى الأسبوع على قريته ما جعله يشارك أهله وجيرانه كفاحهم والتعرف على مشاكلهم ومتاعبهم وآلامهم وأمانيهم، ولذلك منحوه الحب والثقة ورشحوه للعمودية بعد وفاة والده وأخيه الأكبر. وعندما أعلن موافقته المبدئية على المنصب أضيئت المنازل فى الريف ترحيبًا بهذه الموافقة ولما شغله الفن عن تولى العمودية ساهم فى توليتها لابن عمه.
لم يشارك عبدالله غيث إلا فى عدد قليل من الأفلام أشهرها: «أدهم الشرقاوي» عام ١٩٦٤م و«حكاية من بلدنا» و«السمان والخريف» و«جفت الأمطار» و«الحرام» وكان لفيلم «الرسالة» العالمى وضع خاص. ويرجع سبب قلة أفلامه إلى عدم استعداده لتقديم أى تنازلات وكان يدقق فى ما يختاره ويناسبه من الناحية الفنية فظل يمارس الفن بروح الهواية ولم يستطع أحد منافسته خاصة فى نوعية الأدوار التى يختارها.
وقع اختيار المنتج والمخرج السورى مصطفى العقاد على عبدالله غيث للقيام بدور حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم فى فيلم الرسالة عام ١٩٧٦، والذى صورت معظم مشاهده ما بين أرض ليبيا والمغرب وتم إنتاج نسختين منه عربية وإنجليزية بنفس الديكور والمناظر مع تغيير فى المجاميع والأبطال، وفى المقابل قام الممثل العالمى أنتونى كوين بدور حمزة فى النسخة الإنجليزية، واعتقد المخرج مصطفى العقاد فى البداية أن الممثلين العرب سوف يتعلمون الأداء الدرامى من الأجانب، فتعمد أن يبدأ تصوير كل مشهد بالأبطال الأجانب، وبعد مضى ثلاثة مشاهد بالتحديد فوجئ العقاد بالفرق فى الإحساس بالشخصية وطريقة الأداء بين الممثل العربى وزميله الأجنبي، فطلب من أنتونى كوين أن يجعل المجموعة العربية تبدأ بالتمثيل إذ لا يعقل أن تمثل شخصية إسلامية مثل أسد قريش بأسلوب أمريكى يطغى عليه الكابوي، كان أنتونى كوين يقف معجبًا مشدوهًا وهو يتابع عبدالله غيث حيث قال: «لو كان عبدالله غيث فى أوروبا أو أمريكا لكان له شأن آخر» وأيدته النجمة العالمية فى هذا الرأى قائلة: «إن عبدالله غيث فنان عالمى على مستوى عال».
أما فى عالم التليفزيون فاشتهر فى العديد من المسلسلات الناجحة أولها مسلسل «هارب من الأيام» عام ١٩٦٣، ولقب بعده بملك الفيديو «الصبر» و«الثعلب» و«المال والبنون» و«محمد رسول الله» و«الحرية» و«الكبرياء تليق بالفرسان» وآخرها «ذئاب الجبل» ورحل عبدالله غيث عن الدنيا يوم الأربعاء ١٣ مارس ١٩٣٣.