كان اختيار الهيئة المصرية العامة للكتاب، لشعار «القوة الناعمة» لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ ٤٩، الأثر البالغ بين جميع المثقفين والمهتمين بالثقافة المصرية، خاصة قطاع الناشرين.
ومن منطلق أن «الكتاب» هو أصل الفنون وهو الوسيلة الرئيسية التى تعبر بالثقافة المصرية إلى شتى بقاع الأرض، فجاء إطلاق شعار «القوى الناعمة» ليعود بنا لأمجاد الثقافة المصرية وكتاباتها ومبدعيها، فكتب وروايات نجيب محفوظ والعقاد وطه حسين وإحسان عبدالقدوس، والتى ترجمت لأكثر من لغة أجنبية ما زالت تتداول بين أيدى القراء فى جميع المحافل الدولية والعربية، فالأفلام السينمائية والمسرحيات والأعمال الفنية وحتى الأغانى أصلها كتاب.
وفى هذا السياق، رصدت «البوابة نيوز» استطلاعًا بين الناشرين المصريين عن رأيهم فى اتخاذ الهيئة المصرية العامة للكتاب، شعار «القوى الناعمة» فى الدورة الـ ٤٩ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وقال سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف: إن اتخاذ شعار «القوى الناعمة» هو تأكيد أهمية ودور الكتاب، وصناعته، مشيرًا إلى أنه آن الأوان أن تولى الدولة الاهتمام بصناعة الكتاب، وتعمل على تذليل الصعاب التى تواجه الناشرين، مضيفًا أن معرض القاهرة الدولى للكتاب له أهمية كبيرة ومن أهم المعارض الدولية، والذى تتلاقى فيه مختلف الأفكار والثقافات، منوهًا إلى ضرورة تقليل التفاعليات الفنية المصاحبة للمعرض بالرغم من أهميتها وضرورتها، ولكن يجب التركيز على الكتاب والناشرين، والذى سيكون له أثر جيد عليهم، وعلى مبيعات الكتب، وذلك ليرجع الدور الحقيقى للكتاب فى مواجهة النشر الإلكتروني، والذى للأسف يتسبب فى تهميش الدور الحقيقى للكتب المقروءة غير أن النشر الإلكترونى يتيح الفرصة بالمتربصين لتزييف الوعى والتاريخ، وهناك آلاف المعلومات المغلوطة التى يتم تداولها عبر الشبكة العنكبوتية تساهم بشكل كبير فى تزييف وعى الشباب، وأتمنى أن يكون هذا الشعار هو عودة حقيقة لقيمة الكتاب وأهمية صناعته.
فيما عبر الناشر محمد البعلى رئيس مجلس إدارة دار صفصافة للنشر والتوزيع، أن معرض الكتاب يعتبر من أهم الفعاليات الثقافية ليس فقط فى مصر وإنما فى جميع الدول العربية والغربية، مضيفًا أن اختيار شعار «القوة الناعمة» هو اختيار موفق جدًا فالعالم يعرف نجيب محفوظ عن كتبه.
وأشار البعلى إلى أن هذا الشعار يساهم بشكل فى إثراء الحراك الثقافى الدولى وأقوى وسيلة نستطيع أن نؤثر بها بمختلف المحافل وعلى جميع الثقافات، متمنيًا أن يستمر هذا الشعار للأعوام التالية، ليعود الدور الحقيقى للكتاب فهو أصل كل الفنون مثل المسرح والسينما والأغاني.
وقال المفكر والسياسى فريد زهران وعضو اتحاد الناشرين المصريين: «جميل أن تعقد هذه الدورة من معرض الكتاب تحت شعار القوى الناعمة، وأعتقد أن الثقافة هى إحدى أهم أدوات وأسلحة القوى الناعمة، لا يمكن أن تزدهر إلا فى مناخ يسمح بالتعددية الفكرية، فالوضع الثقافى فى حاجة ماسة إلى انفراج حقيقي، لعودة مصر لمكانها ومكانتها كقوة ناعمة.
وأضاف زهران أنه آن الأوان لأن يستعيد معرض الكتاب قيمته ومكانته الثقافية والعربية، فهناك دويلات للأسف عمرها أقل من عمر إنشاء معرض الكتاب وتقوم بعمل معارض للكتاب بشكل متطور وينافس بعض المعارض العالمية.
وفى سياق متصل، قال خالد فاروق العامرى مدير مركز جامعة القاهرة للطباعة والنشر، إن اتخاذ شعار القوى الناعمة هو اختيار موفق، مشيرًا إلى أن الكتاب هو أحد أهم روافد الثقافة المصرية، متمنيًا أن يشهد المعرض دورة قوية وموفقة.
فيما عبرت فدوى البستانى رئيس مجلس إدارة دار البستانى للنشر والتوزيع، عن سعادتها باختيار شعار «القوى الناعمة» للدورة الـ ٤٩ من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وأكدت أنه يُعد بمثابة نقلة نوعية جديدة لمعرض الكتاب، وتقديرًا ولاستعادة الدور الحقيقى لقيمة الكتاب والثقافة المصرية، فالقوى الناعمة لها تأثير رائع على النهوض وتغيير المجتمعات من خلال الثقافة والسلام والمحبة، وليس بالعنف والدم والصوت العالي، كما وجهت الشكر لمن قام باتخاذ هذا الشعار الرائع، فنرفع له القبعة.
