السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نحو ميثاق أخلاقي للصحافة الاستقصائية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ناقشت تلميذتى هالة غرابة المدرسة بمعهد الجزيرة العالى للإعلام، رسالتها للدكتوراه مؤخرًا بعنوان: «مصداقية التغطية الاستقصائية فى الصحف الإلكترونية وعلاقتها بإدراك طلاب الجامعات لقضايا الواقع المصري»، واستطعنا من خلال هذه الدراسة الوصول إلى ميثاق شرف للصحافة الاستقصائية، يمكن أن يكون كودًا أخلاقيًا تتبناه الصحافة المصرية بمختلف قطاعاتها القومية والحزبية والخاصة. وقد تضمن هذا الميثاق ثلاثة أبواب: تمثل الباب الأول فى المبادئ العامة، والباب الثانى فى الواجبات التى يجب أن يلتزم بها الصحفيون الاستقصائيون، فى حين تمثل الباب الثالث فى الحقوق التى يجب أن يتمتعوا بها.
وقد تمثلت المبادئ العامة لهذا الميثاق فى احترام المعايير المهنية مثل الدقة والموضوعية والتوازن والتعددية فى نقل المعلومات، والنزاهة ويندرج تحتها عدم قبول الصحفى الاستقصائى للرشاوى أو الهدايا أو كل ما يحقق له مصلحة شخصية، وفصل التحرير عن الإعلان، والحفاظ على سرية مصادر المعلومات، والالتزام بحق الرد لكل من تضرر أو تناولته التغطية الاستقصائية، وأن يكون الصحفى كفؤًا واستقلال الصحفى الاستقصائى حيال القوى الاقتصادية والسياسية والثقافية، وألا يفعل الصحفى ما يضعف ثقة الجمهور تجاه الوسيلة الإعلامية، وأن يحدد الصحفى الاستقصائى القضية التى يتناولها تحديدًا واسعًا عميقًا، (أى لا يقتصر على البدهى والمثير والسطحي)، وأن يخدم جميع فئات المجتمع (الأغنياء والفقراء والمهمشين وذوى الاحتياجات الخاصة)، وأن يدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية ويعلى من شأنها، ووضع الضوابط التشريعية التى تنظم تدفق وتداول المعلومات بين المصدر والصحفي، وتحديد عقوبات على المصدر الذى يعطى معلومات مبتورة وغير صادقة. 
وتمثلت الواجبات التى يجب أن يلتزم بها الصحفيون الاستقصائيون وفقًا لهذا الميثاق فى عدم تحريف ما ينشر أو يبث، وتجنب استخدام التقنيات والأساليب الفنية المختلفة فى تضليل الجمهور، والالتزام بعدم استخدام ألفاظ أو عبارات أو صور تنافى الآداب العامة والقيم المجتمعية، وعدم انتهاك الحياة الخاصة للمواطنين كافة، وعدم نشر المعلومات المتعلقة بالحياة الاجتماعية والصحية والحسابات البنكية والبيانات الشخصية، وعدم بث الأفكار والمفاهيم الخاطئة التى تروج للدجل والشعوذة والخرافات وتغييب العقل، والإمتناع عن بث ما يغرس أو يكرس ثقافة العنف والكراهية.
ومن بين هذه الواجبات أيضًا أن يحرص الصحفى على اختيار المصادر التى تحظى بالاحترام وتتسم بالصدق والشفافية فى طرح المعلومات، وأن يحرص الصحفى على الإلمام بالمعلومات والمعرفة حول الموضوع المطروح مع التحرى عن كلام المصدر، وتوخى الدقة فى نشر المعلومات، وعدم مجاملة المصدر على حساب الحقيقة، ورفض الصحفى الاستقصائى ممارسة الضغوط على المصادر، إلى جانب وجود بعض الأساليب الأخرى التى يفرضها الواقع المهنى مثل استخدام معلومات وآراء المصدر بطريقة تخدم توجهات الصحيفة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على المنتج الإعلامى ويؤثر فى دقته وموضوعيته، وعدم استخدام الأساليب الصحفية التى تمثل فى جوهرها خروجًا عن أخلاقيات العمل الصحفى مثل استخدام الكاميرات وأجهزة التسجيل المخفية، وإخفاء المحررين لهويتهم من أجل الحصول على المعلومات، وعدم جواز استخدام الصحفيين الاستقصائيين للكاميرات المخفية عند حاجتهم للحصول على المعلومات التى تدعم عملهم الاستقصائي، وعدم قبول فكرة استخدام أجهزة التنصت على أحد المصادر عند تعذر الحصول على معلومات عن وقائع فساد محددة، واستخدام الهوية المزيفة من أجل تحقيق سبق استقصائي.
كما يجب أن يحرص الصحفى الاستقصائى على اختيار المصادر التى تحظى بالاحترام وتتسم بالصدق والشفافية فى طرح المعلومات، وأن يحرص الصحفى على الإلمام بالمعلومات والمعرفة حول الموضوع المطروح مع التحرى عن كلام المصدر، وتوخى الدقة فى نشر المعلومات، وعدم مجاملة المصدر على حساب الحقيقة، ورفض الصحفى الاستقصائى ممارسة الضغوط على المصادر، إلى جانب وجود بعض الأساليب الأخرى التى يفرضها الواقع المهنى مثل استخدام معلومات وآراء المصدر بطريقة تخدم توجهات الصحيفة وهو ما ينعكس بشكل مباشر على المنتج الإعلامى ويؤثر فى دقته وموضوعيته.
أما الحقوق التى يجب أن يتمتع بها الصحفيون الاستقصائيون وفقًا لهذا الميثاق، فهى حرية التعبير والإبداع فى إطار المهنية والمسئولية، وحق الصحفى فى الوصول إلى مصادر الأخبار والمعلومات اللازمة بما يخدم عمله الاستقصائي، وحق الصحفى فى عدم إفشاء مصادر معلوماته إلا فيما يمس الأمن القومي، مع الحصول على الحماية اللازمة أثناء عمله فى مناطق النزاعات من قبل الجهات المعنية، خاصة أثناء الحروب والأزمات، وحضور الاجتماعات العامة والمؤتمرات والجلسات ما لم تكن مغلقة أو سرية، والحصول على ضمانات تعاقدية قانونية مع المؤسسة التى يعمل بها، وحق الصحفى فى أن توفر له المؤسسة الإعلامية الإمكانات اللازمة لأداء عمله طبقًا لظروفها، وحق الصحفى الاستقصائى فى المساندة القانونية من قبل نقابة الصحفيين والمؤسسة التى يعمل بها حال تعرضه لأية مساءلة قانونية مرتبطة بأداء عمله.
ومن بين هذه الحقوق أيضًا، حق الصحفى فى الحصول على التدريب المتخصص فى مجال الصحافة الاستقصائية وحضور الدورات والورش التدريبية كافة من أجل الارتقاء بمهنته، وتمكين الصحفى من أداء عمله فى بيئة عمل مناسبة دون ضغوط وفقًا للسياسة المعلنة للوسيلة الإعلامية، وحق الصحفى فى إنهاء التعاقد مع المؤسسة الإعلامية حال تغيير سياستها الإعلامية مع حصوله على حقوقه المادية والأدبية كافة وبما يتفق مع القانون.