الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هكذا تكلم زيجمونت باومان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذه جملة منتخبة من مقولات المفكر والسوسيولوجى البولندى الراحل زيجمونت باومان، والذى تمر هذه الأيام ذكرى رحيله الأولى- توفى فى ٩ يناير ٢٠١٧.
عرفت أعمال باومان الفكرية بنقدها للحداثة الغربية، ومجتمع الاستهلاك والنزعة الفردية المفرطة. 
اختار باومان مصطلح «السيولة» لوصف المجتمعات الحديثة والمقصود بالسيولة: كل شيء ممكن أن يحدث، لكن لا شيء يمكن أن نفعله فى ثقة واطمئنان!.. ومن هنا كانت سلسلة كتبه الشهيرة: «الحداثة السائلة- الحياة السائلة- الحب السائل- الأزمنة السائلة... إلخ»، والتى ترجمها للقارئ العربى د. حجاج أبوجبر بلسان عربى مبين وأسلوب عذب ماتع. يحتاج مشروع باومان إلى شرح مسهب ودراسات مطولة لتقديمه للقارئ الذى لم يطالع أعماله، ومن ثم تحاول هذه المقولات أن تعرف أو ترسم خطوطا عريضة جدا لرؤية هذا المفكر العملاق.. وإلى نص المقولات: 
■ يحيا الحب على حافة الهزيمة ويموت بالانتصار.
■ الحب كما الموت لا يمكن دخوله مرتين. 
■ أن تسافر مفعما بالأمل خير من أن تصل.
■ أعظم الأمور لا يمكن التخطيط لها.. الاستعداد لها هو كل شيء. 
■ قديما كانت الذئاب فى الغابة فقط، الآن باتت الذئاب موجودة حولنا فى كل مكان.
■ أصبح العرى الجسدى والنفسى والاجتماعى هو سمة عصرنا بامتياز.
■ حب الذات يولد من الحب الذى يمنحنا إياه الآخرون... لا بد للآخرين أن يحبونا أولا لكى نبدأ فى حب أنفسنا.
■ لا أعرف على وجه الدقة هل عصرنا هذا عصر البدايات المدهشة أم عصر النهايات المؤلمة!!!
■ إذا كان من المحتمل أنك لا تخطئ أبدا فلا يمكنك أن تكون على يقين بأنك على الطريق الصحيح.
■ طرق الحياة لا تزداد استقامة عندما نطؤها، وإذا مررنا مرة بسلام فهذا ليس ضمانا بأننا سنسلك الطرق الصحيحة فى المستقبل.
■ وصف الأشياء لا يُؤدى إلى تغييرها، واستشراف المستقبل لا يُفضى إلى منعه من الحدوث.
■ ضع فى حسبانك دائما: اللعبة مستمرة وما زال يوجد الكثير ليحدث ومن المستبعد انتهاء مسلسل العجائب.
- القاعدة العامة أن الأشياء تُلاحظ فقط -وبأثر رجعي- عندما تختفي.
■ فى عالمنا اليوم أصبح التغير هو الثبات الوحيد واللايقين هو اليقين الوحيد.
■ أصبحت صفة «الأضخم» لا تعنى فقط انعدام الأفضلية، بل تعنى أيضا غياب «الحس العقلانى» فالآن «الأصغر» و«الأخف» و«الأسهل» حملا ونقلا هو علامة التطور والتقدم.
■ حكمة هذه الأيام: لا تنظر إلى الخلف أو فوق، بل انظر داخل نفسك حيث يكمن دهاؤك وإرادتك وقوتك والأدوات كافة التى ربما يتطلبها تقدم الحياة.
■ فى وسائل التواصل الاجتماعى تحول الخوف من الانكشاف أمام الآخرين -كما كان قديما- إلى ابتهاج بملاحظة/ ملاحقة الناس لنا. 
■ علمتنا الحياة أن الخطط حتى وإن وضعت بدقة محكمة وبجهد جهيد تضل طريقها أيما ضلال، وتأتى بنتائج بعيدة تماما عن المتوقع... بل إن جهودنا الجهيدة المبذولة لضبط الأمور تسفر غالبا عن مزيد من الفوضى والاضطراب وانعدام النظام.
■ لم نعد نؤمن هذه الأيام، كما يؤكد جيل دولوز، بأسطورة القطع المكسورة التى تنتظر العثور على القطعة الأخيرة، بحيث يمكن لصق جميع القطع بالغراء وإعادة التمثال القديم.. فما قُطع بالسيف لا يمكن لصقه بالغراء مرة أخرى.
■ تذكر دائما أن الوفاء أصبح اليوم من دواعى الخجل لا الفخر، وإذا أردت أن تتحقق من ذلك فما عليك سوى مطالعة الإعلانات المنتشرة فى كل وسائل الاتصال ستجد: لا تخجل من هاتفك القديم... لا تخجل من سيارتك القديمة.... لا تخجل من منزلك القديم... أصبح الوفاء مغامرة محفوفة بمخاطر وخيمة.
■ فى هذا الكازينو الكونى -عالمنا اليوم- دع الوفاء وحيدا لا تلزم نفسك بالأشخاص والأماكن، ولا تنظر إلى الماضى أو المستقبل توقف -فقط- عند «الحاضر المستمر». 
■ باتت هذه هى النصائح اللازمة لنجاحك فى هذا الزمان... أولا: لا تخطط لرحلات طويلة، فكلما قصرت رحلتك كلما زادت فرصتك فى إكمالها. 
ثانيا: لا ترتبط شعوريًا بمن ستقابلهم فى محطات الوقوف.
ثالثا: لا تلزم نفسك بشدة بالأشخاص، الأماكن، فأنت لا تعلم كم من الوقت سيدومون، ولا كم من الوقت يستحقون التزامك وارتباطك.
رابعا: قبل كل شيء لا تؤجل ولا تؤخر أى متعة إذا كان باستطاعتك أن تحصل عليها الآن، فأنت لا تعرف إذا ما كان ما تعده اليوم متعة سيبقى متعة لو تأجل للغد.
■ الحياة لعبة صفرية، وإذا لم تتخلص من أضعف الحلقات لديك فمصيرك إلى سقوط... والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون نفسه!
■ العلاقات الإنسانية، كالسيارات، يجب أن تخضع لخدمات منتظمة للتأكد من أنها لا تزال سيارة صالحة للقيادة.
■ عالمنا أصبح فيه المستقبل ضبابيا وغامضا ومحفوفا بالمخاطر، ومن غير المعقول أن يضع المرء لنفسه أهدافا بعيدة المدى.
■ فى هذا الزمان عليك أن تجرى بأقصى جهدك كى تبقى فى المكان نفسه، وإذا كنت ترغب بالانتقال إلى مكان آخر عليك أن تجرى ضعف هذه السرعة مرتين على الأقل.
■ أصبحت المهارة المطلوبة فى عالمنا اليوم هى: المرونة.... القدرة على النسيان السريع وتلافى الالتزامات بولاءات تمتد مدى العمر نحو أى شيء أو أى شخص.
■ الانعطافات المفيدة تظهر فى نهاية المطاف فجأة ودون سابق إنذار وتختفى بالطريقة نفسها... وَيْل للبلهاء الذين يتصرفون كما لو كانوا سيحتفظون بها للأبد.
■ هذه هى قواعد الحياة العصرية: تدفق مثل الماء... تحرك بسرعة إلى الأمام... لا تتعلق بالناس التى تظهر فى حياتك حتى لا تصبح مثل الماء الراكد... لا تتمسك برأيك... تعامل ببساطة وخفة وكياسة مع من يظهرون فى طريقك ثم دعهم يمضون.... عود نفسك على التنقل السريع بحثا عن الزهرة الجميلة فتمسكك بالقديم يعنى التمسك بزهرة باهتة تعطنت.
■ البدايات الجديدة المفعمة بالوعود الخلابة تأتى دائما مصحوبة بمغامرات مختلفة مملوءة بالمخاطر، وعليك إدراك أن الأدوات التى نجحت فى الماضى لن تجدى نفعا فى الحاضر.
■ أصبح التمسك بسيناريو أو سيناريوهات للحياة والمستقبل أمرا بالغ الخطورة، بل عملا انتحاريا لأن هذا السيناريو أو السيناريوهات ستصبح قديمة قبل بدء العرض.
■ ليس من الحكمة أن تتعلم من تجارب الماضى؛ فالحياة أصبحت معادلة جميع متغيراتها مجهولة والركون إلى أحداث ماضية لفهم المستقبل مجازفة محفوفة بالمخاطر.
■ فى هذا الزمان باتت حياتنا مثل لعبة «السلم والثعبان» ليس -فقط-لأن بها طرق صعود وسقوط، ولكن -وهذا هو الأهم- لأن هذه الطرق قصيرة وسريعة وتداهمنا دون سابق إنذار.
■ أصبحت العلاقات الإنسانية محكومة بقانون التزلج على الجليد: سلامتك فى سرعتك فلا مجال لتعميق العلاقة واحذر السقوط فى فخ الإخلاص والدخول فى مصيدة الوفاء.
■ الوقوع فى الحب -فى هذه الأيام- مثل شراء الأسهم، وليس مطلوبا منك أن تكون وفيا للأسهم/ الحب لكن كن عقلانيا رشيدا، احسب جيدا تكاليف الربح والخسارة فى علاقتك بمن تحب كما تحسبها عند شراء الأسهم.
■ تنفق حكومات الغرب المترف ٣٥٠ مليار دولار كل عام لدعم تربية الحيوانات، لذا فإن أبقار أوروبا أفضل حالا من نصف سكان العالم.
■ تنفق أوروبا والولايات المتحدة ١٧ مليار دولار كل عام على غذاء الحيوانات، بينما هناك نقص ١٩ مليار دولار فى التمويل المطلوب لإنقاذ سكان العالم من المجاعة... وفى الوقت الذى يبلغ دخل تنزانيا ٢.٢ مليار فى السنة يتقاسمها ٢٥ مليون نسمة؛ فإن دخل مصرف جولدمان ساكس الأمريكى ٢.٦ مليار دولار سنويا يتقاسمها ١٦١ مساهما.
■ إذا عاش كل واحد على كوكب الأرض فى رغد وراحة مثلما يعيش المواطن فى أمريكا الشمالية، فلن نكون بحاجة إلى كوكب واحد، بل إلى ثلاثة حتى نتمكن من توفير سبل العيش لأهل الأرض.