الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مصطفى الرفاعي.. وزير الصناعة الذي قال "لا"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أخيرًا كرّمت الدولة المهندس مصطفى الرفاعي، وزير الصناعة الأسبق، الذي دخل في حروب شرسة مع مراكز القوى في عهد مبارك، ما زالت حاضرة في أذهان مجتمع الصناعة.
في “,”يوم المهندس“,” تم تكريم الرجل الذي وضع أسس تمصير مركز تحديث الصناعة، وأقام عشرات المراكز التكنولوجية، وأنشأ مركز تعميق الصناعة المحلية، واعترض على صفقة بيع شركة الدخيلة لأحمد عز. فضلاً عن ذلك فقد كان للرجل إنجازات عظيمة في قطاع البترول عندما أسس شركة “,”إنبي“,” للبترول وساهم في تطويرها.
تولى الدكتور مصطفى الرفاعي وزارة الصناعة خلال الفترة من 1999 إلى 2001، وهي فترة حرجة نشبت فيها الكثير من الخلافات في وجهات النظر بين مصر والاتحاد الأوروبي. وقد وجه الرجل خلال فترة وزارته انتقادات واسعة وحادة لبرنامج تحديث الصناعة، والذي كان أحد بنود اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية. كما هاجم معظم رجال الأعمال، واعتبرهم أمثلة واضحة على الانتهازية وحب الظهور، حتى لقبه البعض “,”عدو رجال الأعمال“,”.
للرجل قصة شهيرة في إحدى لجان مجلس الشعب، عندما دخل في مناقشة حامية مع رجل الصناعة، المهندس أحمد عز، ولم يعجبه ما طرحه من أفكار، فصرخ فيه: “,”قل لنا. انت مين اللي ساندك بالضبط عشان نعرف نتعامل معاك“,”، وكان الوزير قد قام بإبعاد “,”عز“,” عن اتحاد الصناعات فور توليه الوزارة، وكان “,”عز“,” وقتها يشغل منصب وكيل اتحاد الصناعات.
في رأي الوزير الأسبق أن كثيرًا من رجال المال والأعمال تحالفوا مع السلطة لخدمة مصالحهم، وقد زاد نفوذهم وثراؤهم خلال السنوات الأخيرة، وبعض هؤلاء يشغل مناصب قيادية في الحزب الحاكم، والبعض الآخر يكتفي بعضوية مجلس الشعب، وهناك آخرون دخلوا وزارة الدكتور نظيف. وفي رأيه أيضًا أن رجال الأعمال استولوا على سلطات الحكم في مصر خلال السنوات الأخيرة من عهد مبارك، ولم يبق خارج نفوذهم سوى المؤسسة العسكرية.
ولد “,”الرفاعي“,” في بيت يُجلُّ العلم والعلماء إجلالاً لا مثيل له. فوالده كان طبيبًا أتم دراسة الطب وحصل على “,”دبلومة“,” في البكتريولوجي عام 1926 من جامعة فيينا. أما جده لوالده فكان أميرالاي في الجيش المصري، وكان متأثرًا بحياته العسكرية إلى حد بعيد. وجده لوالدته هو حافظ بك عابدين، وهو ممن درس القانون في السوروبون بباريس، وكان عضوًا بارزًا في حزب الوفد، ودخل مجلس النواب عنه. أما والدته فقد دخلت جامعة القاهرة للدراسة بكلية الآداب عام 1932، وهو العام الذي تزوجت فيه من والده.
وقد التحق عام 1939 بمدرسة الخديوي إسماعيل بشارع نوبار، ومنها حصل على شهادة التوجيهية قبل أن يكمل 16 عامًا. فيما بعد التحق بكلية الهندسة قسم الهندسة الكيماوية، وكان عدد أعضاء القسم 7 أعضاء فقط؛ لأن معظم الطلبة يفضلون الهندسة المدنية أو الميكانيكا. عندما تخرج مصطفى الرفاعي عمل كمهندس بوحدة تقطير معمل تكرير البترول الحكومي بالسويس. في العام التالي سافر إلى إيطاليا للتعرف على أكبر معامل التكرير هناك، وتعلم اللغة الإيطالية، وقام بإجراء أبحاث عن استخلاص العطريات بمركز الأبحاث البترولية.
المهم أن حياة البحث العلمي استهوت المهندس الشاب، فسافر في عام 1956 إلى الولايات المتحدة، حيث قضى 5 سنوات كاملة في جامعة “,”أوكلاهوما“,” يدرس هناك الهندسة الكيماوية، وكان وقتها حاصلا ًعلى إجازة سنوية من عمله، إلا أنه فوجئ بإلغاء الإجازة، واضطرت القنصلية المصرية في شيكاجو إلى عدم تجديد جواز سفره؛ وهو ما دفعه إلى البحث عن عمل في الشركات الصناعية الأمريكية حتى يتمكن من الإنفاق على تعليمه.
بعد مقابلات عديدة اختير مصطفى الرفاعي للعمل في شركة “,”ديبونت“,”، وهي شركة أمريكية تعمل في مجال الاختراعات، وقد بلغ عدد منتجاتها عام 1960 نحو 400 منتج مبتكر حديث، بدءًا من الألياف الصناعية وحتى المفرقعات ومعدات البترول.
ومما لا يعرفه كثيرون أن مصطفى الرفاعي قام هناك باختراع مادة حرارية تستطيع مقاومة التآكل عند درجات الحرارة المرتفعة بأفران الصلب، وسجل الاختراع في الولايات المتحدة باسمه في إبريل عام 1966 تحت رقم 3248241.
في عام 1965 التقى الرفاعي بـ“,”هلال“,” الذي كان وقتها مديرًا للتكرير بهيئة البترول، ودعاه للعودة إلى مصر، وصدر بالفعل عام 1966 قرار بتعيين “,”الرفاعي“,” مديرًا للتطوير والتكنولوجيا في شركة السويس للبترول؛ وهو ما شجعه على العودة إلى مصر ببرامج طموحة وصلاحيات جديدة يمكنه من خلالها تحويل أحلامه إلى واقع حي. وفيما بعد تولى إدارة شركة “,”إنبي“,”، وتم خلال رئاسته لها إنشاء المبنى الحالي لها بمدينة نصر بعد أن حققت أرباحًا كبيرة.