الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هؤلاء أهل النار!!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المتأمل لحالتنا السياسية والاجتماعية لابد أن يتوقف كثيرا عند حديث نبينا الأعظم: «والذى نفس محمد بيده، لتفترقن أمتى على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة فى الجنة، واثنتان وسبعون فى النار»، ويحدد وضعه لأى الفرق ينتمى ؟ وإلى مصير ينتظره بعد حياة قصيرة زائلة نقضيها بين لهو وتنابز وتفاخر بالألقاب، وبين ضعف واستكانة وتوسل لحماية من عدو كافر مغتصب ينطبق فيه قوله صلى الله عليه وسلم:
«يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال أحدهم: ومن قلةٍ نحن يومئذ؟»، فقال لهم: (بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله فى قلوبكم الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت». 

إن أجمل المقالات التى توقظنا من غفلة دنيا الفناء وضجيج شياطينها، وتذكرنا بيوم الحساب وسكن دار الخلود إما فى جنة ونعيم، أو فى جهنم وعذاب مقيم. 

وقد روى يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فى ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون.
فقال له النبي: مالى أراك متغير اللون؟
فقال جبريل: يا محمد جئتُكَ فى الساعة التى أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغى لمن يعلم أن جهنم حق، وأن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي: يا جبريل صِف لى جهنم.
قال جبريل: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهى سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها..
والذى بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها.
والذى بعثك بالحق، لو أن ثوبًا من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء والأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا وحرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها.
والذى بعثك بالحق نبيًا، لو أن ذراعًا من السلسلة التى ذكرها الله تعالى فى كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة.
والذى بعثك بالحق نبيًا، لو أنّ رجلًا بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذى بالمشرق من شدة عذابها.. حرّها شديد، وقعرها بعيد، وحليها حديد، وشرابها الحميم والصديد، وثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء!!!.
فقال النبي: أهى كأبوابنا هذه؟!
قال جبريل: لا، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حرًا من الذى يليه سبعين ضعفًا، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال والسلاسل، فتسلك السلسلة فى فمه وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى فى فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمى مع شيطان فى سلسلة، ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها.
فقال النبي: مَنْ سكّان هذه الأبواب؟!
فقال جبريل: أما الباب الأسفل ففيه «المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون»، واسمها «الهاوية».
والباب الثانى فيه «المشركون» واسمه «الجحيم».
والباب الثالث فيه «الصابئون» واسمه «سَقَر».
والباب الرابع فيه «إبليس ومن تَبِعَهُ والمجوس»، واسمه «لَظَى».
والباب الخامس فيه «اليهود» واسمه «الحُطَمَة».
والباب السادس فيه «النصارى« واسمه «العزيز».
ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال له النبي: ألا تخبرنى من سكان الباب السابع؟
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا.
فخَرّ النبى مغشيًّا عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، ثم قال عليه الصلاة والسلام: (يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي، واشتدّ حزني، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتى النار؟!
قال جبريل: نعم، أهل الكبائر من أمتك.
فبكى النبى، وبكى جبريل.
اللهم أَجِرْنَا من النار ومن كل قول وعمل يقربنا إليها