الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كافرة عادلة أم مسلمة ظالمة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا يا أسيادنا، معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة وعايزه حد يفهمنى، وأكيد فى ناس كتير ذى حالاتى مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا، وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين على اللى بيتقال بين الناس، ومش فاهمينه يفهمونا. 
شاهدت لقاء لا يتعدى دقائق لأحد علماء المسلمين فى حديثه وإجابته 
عن أحد الأسئلة التى أثارت دهشتى لأنها دائمًا بداخلى ولا أجد لها إجابة..... حد يفهمنا لماذا ينصر الله الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة؟؟؟ بمعنى آخر لماذا يعم السلام والتقدم والأمن والاستقرار أوروبا وأمريكا واليابان وغيرها من البلاد الكافرة، ويعم الفقر والتخلف والجهل والفساد البلاد المؤمنة؟ مع أن تعاليم الإسلام تحث على العدل والمساواة والوفاق الاجتماعى والأمانة وغيرها من أسباب تقدم الأمم المتقدمة أو (الكافرة) كما تسميها، وجاء قول العالم الإسلامى الحكيم إن الله قال فى كتابه العزيز (وقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون) وأن الصالحين هنا لا تقتصر على الإصلاح الدينى فقط ولكن أيضا الصالحين فى إدارتها بأمانه وصدق.. فالعدل هو سنة الله فى أرضه، وجاء فى كتابه العزيز (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) والغرب الكافر كما نسميه نحن، أحسن عملا منا وتقدم، فقد بنى وأقام حضارات وهو غير مؤمن، منع الفساد والرشوة، فالحكام الغرب لم ينهبوا شعوبهم ويطعموهم طعام المبيدات السرطانية والمياه غير الصالحة للبنى آدمين، بل حافظوا على حياتهم وتعليمهم وصحتهم وتكافلهم الاجتماعى بل عاملوا شعوبهم طبقا لحقوق الانسان، وهذا عكس معاملة حكام الشعوب المسلمة، فهم يعاملون مواطنيهم طبقا لحقوق الحيوان، إذا كان لديهم قيمة للحيوان، ولكن الله لا يخلف وعده للشعوب العاملة المجتهدة، وهذا جزاؤهم فى الدنيا حد يفهمنا يا أسيادنا ماذا يعنى «الصالحون» فى إدارتها ؟؟؟ فهى تشمل العدل وليس الظلم.... بالعدل تستقيم الحياة ويحيا الإنسان بدون ظلم وقهر واستبداد فيتفشى الإرهاب والتطرف والجهل والفقر نتيجة لتفشى الفساد، وهكذا تتأخر الأمم الظالمة المؤمنة المسلمة ويتقدم عدل الله فى أرضه، حتى لو كان بأيدى أمم كافرة، وقد قال أحد شيوخ الإسلام ابن تيمية... إن الجزاء فى الدنيا متفق عليه أهل الأرض فإن الناس لم يتنازعوا فى أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة، فلو رجعنا إلى الخلف فى هزيمة المسلمين فى موقعة أحد وأنا لا اسميها غزوة لأنها كانت دفاعًا عن النفس، فكفانا تسميات تضر بالإسلام العادل وليس الظالم، وتضر بالمسلمين، وقد انتصر الكفار على المسلمين ولم يكن السبب كثرة الكفار لأن الله نصر المسلمين فى غزوة بدر وكانوا قلة، وكانت الغلبة لهم، ولكن سبب الهزيمة فى أحد عدم الامتثال لأوامر النبى عليه السلام فقد عاقبهم الله بهزيمتهم أمام الكفار، وهكذا ما يحدث الآن للأمم المسلمة هى عقاب من الله لعدم صلاح المسلمين من داخلهم، فالعيب ليس فى الإسلام العادل ولكن العيب فى المسلمين الذين ينتسبون بأسمائهم وليس بأفعالهم وجاء فى كتابه العزيز (خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِى الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ Aya-١٣٧.png هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ Aya-١٣٨.png وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ Aya-١٣٩.png صدق الله العظيم وهنا اشترط الله أن المسلمين هم الأعلون بين الأمم ولكن بشرط أن يكونوا مؤمنين، ونحن نعلم الفرق بين المسلمين والمؤمنين، فهل الشعوب المسلمة مؤمنة فعلا أم من الظاهر فقط؟ فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا.